استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام  تُقدم لـ"هي" حلول مثالية لتتخّلصي من إدمان السوشيال ميديا نهائيًا

رغم أن السوشيال ميديا باتت جزءًا هامًا في حياتنا اليومية، إلا أنها أضحّت مُشكلة كبيرة في حياة بعضنا، فهي تُكسبنا بعض العادات السيئة في حال الاستخدام المُفرط لها. فإذا كنتِ تنهضين صباحًا وتُفكرين مُباشرة بالدخول لمواقع التواصل الاجتماعي المُختلفة " الفيسبوك، وتويتر، والانستغرام، وغيرها"، أو تفعلي المِثل قبل الخلود إلى النوم؛ إذًا أنتِ بلا شك مدمنة لها.

لذا دعينا نتطرق خلال السطور القادمة إلى حلول عملية ومثالية تقدمها لك عبر موقع " هي " استشارية  الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة. فربما تكون طوق النجاة لتتخلصي من هذا الإدمان الذي قد يؤثر على صحتك النفسية والعقلية والجسدية على المدى الطويل، ومن دون سابق إنذار.

السوشيال ميديا إدمان العصر

أوضحت دكتورة لبنى، أن دراسة جديدة كشفت أن ثلث جيل الشباب الذين تترواح أعمارهم بين 18 و30 عامًا يُعانون أعراض الإدمان على الهواتف الذكية، بصرف النظر عن مقدار الوقت التراكمي الذي يستغرقونه في استخدامها.

وبحسب الدراسة التي أجرتها جامعة "كلية كينغز لندن" King’s College London على 1043 شابًا وشابة، يواجه أكثر من ثلثي المُشاركين صعوبة كبيرة في الخلود إلى النوم، وكذلك تظهر على 39 % منهم أعراض تشمل فُقدان السيطرة على كمية الوقت التي يصرفونها في استخدام الهواتف، والشعور بالبؤس في كل مرة يعجزون فيها عن الوصول إلى هذه الأجهزة الذكية، وإهمال جوانب أخرى من حياتهم اليومية. 

حلول مثالية لتتخلصي من إدمان السوشيال ميديا نهائيًا

أضافت دكتورة لبنى، يبدو أننا بدأنا في فهم التأثيرات المُضرة للاستخدام اللامتناهي للهواتف الذكية؛ لذا يتوجب علينا إرساء بعض الاستراتيجيات الفعالة، وفي ما يلي الخطوات التي ينبغي اتباعها كي تُحققين ذلك:

فعّيلي التدرّج الرمادي

إذا جردتِ شاشة العرض من الألوان فستخففِ من جاذبية هاتفك من دون أن تؤثري في فعاليته. إن تجريد الهاتف الذكي من الألوان يُعزز قدرتك على التركيز ويُخفف من انجذاب عقلك إليه، وباختصار افعلي ما بوسعك في تحويل هاتفك إلى جهاز أشد رتابة وأقل إزعاجًا. وعندما تكوني في صحبة أي شخص، ننصحك بأن تُغلقي هاتفك بصورة كاملة وتستمتعي برفقة هذا الشخص، فمعرفتك المُسبقة بأن هاتفك غير متاح سيحول من دون تضييعك الوقت على تصفحه.

اتركي هاتفك "في المنزل وحيدًا"

امضي بعض الأوقات بعيدًا عن هاتفك، كأن تتركيه في المنزل أثناء نزهتك اليومية كي تستنشقي الهواء المُنعش أوأثناء مشاويرك المُتكررة إلى السوبرماركت. جراء تصرفك على هذا النحو؛ فقد تشعرين بالأعراض النفسية الانسحابية التي ترافق كل مدمن في رحلة علاجه، وقد تحتاجين إلى دعم العائلة والأصدقاء في إدارة مشاعر التململ والانفعالية والاستياء التي ستُصيبك جراء مُحاولتك فطّام نفسك عن الهاتف". كي تُساعدي نفسك أكثر، تقربي من صديق يسعى أيضًا إلى التخفيف من الوقت الذي يمضيه أمام شاشة الهاتف، ولطالما قيل إن في الاتحاد قوة وثبات وعزيمة للوصول إلى الهدف.

غيري خلفية شاشة القفل

ليست شاشة القفل في الهاتف لاستعراض صور الحيوانات الظريفة فحسب، بل للاستفادة منها كرادع رقمي فعّال. جربي مثلًا تحميل صورة كتُبت عليها عبارة "أليس من طريقة أفضل أُمضي بها وقتي؟ أو مقولة مُلهمة أخرى. إن هذا النوع من الرسائل قد يُذكرك مرة بعد أخرى بأنك لا ترغين في تضيّيع وقتك هباءً، وأنتِ تُحدقي في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.

بعيد من العين بعيد من العقل

هل أنتِ مُعتادة على وضع هاتفك على المنضدة بجوارك؟ ربما حان الوقت لوضع مسافة بينك وبين إدمانك. ولتحقيق هذه الغاية؛ جربي وضع جهازك في الدُرج أو في غرفة أخرى، لتتخلصي من العادة القهرية المُتمثلة بالتقاط الهاتف وتصفحه من دون توقف.

احذفي تطبيقك المُفضل على الهاتف

قومي بحذف أكثر تطبيق تجلسين عليه لساعات على هاتفك المحمول سواءً" فيس بوك، تويتر، انستجرام"؛ لكن لا يزال بإمكانك الوصول إليه من خلال جهاز الكمبيوتر، فهذه الطريقة قد تُساعدك على تقليل الوقت الذي تقضينه على مواقع التواصل.

 

خصصي وقت مُحدد للسوشيال ميديا

لا يُمكنك أن تمنعي نفسك من استخدام السوشيال ميديا، لأننا نعيش في العصر الرقمي، لذا يُمكنك تخصيص وقت معين لتتصفحي هاتفك ولا تخرجي عن نطاق هذا التوقيت.

 

اكتشفي موهبتك

أن تتخلصي من إدمان هاتفك المحمول، هو أن تتركي هاتفك وتسائلين نفسك عن الهوايات التي تشغلين بها وقتك، لتقومي بممارستها؛ُ ومن المفضل أن تكون خارج إطار التكنولوجيا، مثل: "الفن، ممارسة الرياضة، التطوع في بعض الجمعيات الخيرية".

طرق فعال للتغلب على إدمان السوشيال ميديا

أشارت دكتورة لبنى، إلى طرق بسيطة يُمكنك من خلالها التغلب على إدمانك لمواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها:

• خصصي وقت لأصدقائك وعائلتك، مع إمكانية التعرف على أصدقاء جدّد.
• لا تجعل هاتفك في نفس الغرفة عند توجهك إلى النوم.
• حاولي السيطرة على قرارتك، مهما كان الأمر في غاية الصعوبة.
• إذا واجهتِ بعض الصعوبات في بداية الأمر، لا تستسلمي، وقومي بزيارة طبيب نفسي وتحدثي معه.

إحصائيات عن إدمان السوشيال ميديا

وبحسب دكتورة لبنى، أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت حول الإدمان الإلكتروني، والتي وجدت أن المراهقين يتصفحون هواتفهم يوميًا أكثر من 150 مرة في اليوم، وارتفاع نسبة إدمان السوشيال ميديا بين الفئات العمرية من 15- 38 عامًا؛ كما يوجد أكثر من 30 – 40 % من الناس يقومون باستخدامها للبحث عن أنفسهم، والتباهي بحياتهم وإنجازاتهم، والتي تستهلك أكثر من 80 % من الوقت.

وفي هذا الشأن، أجريت دراسة أخرى، أثبتت أن الأشخاص الذين زاروا مواقع التواصل أكثر من 58 مرة في الأسبوع، أكثر عرضة 3 مرات بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية، كما أثبتت الدراسات أن إدمان السوشيال ميديا، يتعلق بنظام المكافأة في الدماغ، ويُحفز إطلاق الدوبامين.

 

أضرار إدمان السوشيال ميديا

أدت دكتورة لبنى، أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، يسبب نتائج سلبية وأضرار على المراهقين والبالغين من الإناث والذكور من دون استثناء، بالإضافة إلى الضرر النفسي الناتج عنها، وتشمل أضرار إدمان السوشيال ميديا:

• التحدث بأشياء لا يمكن قولها في الواقع، والتعرض للتنمر والسلوكيات السلبية.
• توصيل الأفكار والعواطف خلف الشاشات دون التفكير في عواقبها.
• الإساءة للآخرين، من خلال نشر الأراء الدينية والسياسية.
• معرفة الحياة الشخصية للأفراد وانتقالاتهم والتدخل في تفاصيل حياتهم.
• زيادة السلوك النرجسي، والذي يتضح من الصور التي يتم أخذها عن طريق "السيلفي".
• عدم المشاركة الاجتماعية.
• قلة النشاط البدني.
• زيادة الوزن.
• انفاق الكثير من الأموال.
• إهمال الهوايات الغير متصلة بالانترنت.
• القلق والكآبة.
• العصبية والعنف.
• ارتفاع ضغط الدم.

 

أسباب إدمان السوشيال ميديا

وأضافت دكتورة لبنى: أن المُحفزات والأسباب الشائعة لإدمان السوشيال ميديا متنوعة، لكنها تنحصر في التالي:

• الشعور بالوحدة والملل.
• الاحترام المُتدني للذات.
• طلب التواصل الاجتماعي والدعم في الظروف السيئة.
• الغيرة الناتجة من الآخرين.
• لفت انتباه الآخرين.
• الحاجة إلى لفت الانتباه والمنافسة.
• مكافحة مهارات التعامل مع الآخرين في الحياة اليومية.
• مراقبة الناس وما يتداولونه حول حياتهم الشخصية.
• الحصول على المكافأة والرضا من نظرة الآخرين وتعليقاتهم ورسائلهم.
• قلة عدد الأصدقاء أو الأهل في الحياة اليومية.
• الفراغ والوحدة والبطالة.
• اضطراب تعاطي المخدرات والأمراض النفسية.

 

وأخيراً، إدمان السوشيال ميديا هو سلوك خاطئ يقع فيه معظم النساء والفتيات من دون استثناء، فإذا كنت منهن فيجب أن تتخلصي منه وتُساعدي نفسك في العثورعلى أسس الحياة الواقعية. لذا جربي تطبيق الحلول المثالية السالفة الذكر، وإن لم تستطيعي أن تتخلصي من هذه العادة السيئة، فلا تخجلي من زيارة الأطباء النفسانيين.