أبرز روايات عن تطوير الذات من الواقع لأشخاص أثروا فينا يُمكنك الاستمتاع بقراءتها خلال السفر
روايات تطوير الذات من الواقع ليست فقط لمعرفة تاريخ وبطولات أصحابها، أو للاستمتاع بالقراءة، فهي ليست روايات أدبية، بل هي لإنارة أجزاء مظلمة بداخلنا، نبحث من خلالها عن بداية الطريق نحو الوصول إلى أحلامنا التي نسعى إليها بكل الطرق.
قد نواجه الفشل أكثر من مرة حتى نيأس من المحاولة؛ لذا العبرة من قراءتنا لهذه الروايات وخصوصًا خلال السفر وأوقات الراحة والاسترخاء هي مساعدة أنفسنا على إيجاد الطرق والأفكار التي تجعلنا نتخطى العوائق والصعوبات التي نتعرض لها بصفة عامة.
عمومًا، الفشل ليس جريمة أو تهمة تلصق بنا، لكن الجرم في حق أنفسنا هو أن نيأس أو نستسلم للواقع المرير بكل فجواته وعقباته، والأهم من قراءتنا لهذه الروايات أن نتعايش مع أنفسنا كأبطال لها لنستمد طاقة بديلة لما نفذ مننا أثناء مرات المحاولة السابقة.
لذا رافقينا للتعرف عبر موقع "هي" على روايات عن تطوير الذات في الواقع لأشخاص أثروا فينا وتأثرنا بهم؛ فقد جمعنا لكِ أبرزها قد يتسنى لكٍ شرائها والاستمتاع بقراءتها خلال السفر.
رواية توماس أديسون Tomas Adison
توماس أديسون هو شخصية حازت على كل المقومات التي جعلته شخصًا فريدًا من نوعه، فهو ممن أثروا في حياتنا حتى اليوم ولجميع الأجيال فيما بعد، إنه شخص حارب نفسه وطور ذاته قبل أن يخرج ليكافح في عالمه الخارجي، وحول كل الصعاب إلى درجات في سلم التاريخ والمجد.
ولد أديسون في سنة 1847م، وعاش وسط أسرته المكونة من سبعة إخوة وأمه المعلمة بإحدى المدارس التي كانت بطلة روايته وصنعت معه مجده، لم يكمل أديسون تعليمه بسبب مستواه المتردي وعدم استيعابه للمناهج بالإضافة إلى أنه كان يعاني من ضعف في السمع، ولكن في الوقت الذي لم يجد مصدرًا للتعلم مثل أقرانه في المدرسة، وجد قلب وعقل أمه الذي قبلّه بكل عيوبه.
بدأت والدة أديسون في تعليمه القراءة والكتابة، وحببت له قراءة الكتب والعلوم المختلفة حيث استطاع أن يكون ناقدًا لنيوتين وشكسبير وهو ابن 11 عامًا، أصبح أديسون مغرمًا بالتجارب العلمية حتى أنه استغل وظيفته في السكة الحديد ليجري بعض تجاربه في إحدى عربات القطارات، ثم انتقل للعمل كموظف لإرسال واستقبال رسائل التلغراف.
اخترع أديسون اختراعه الأول في سنة 1869م وهو طابعة لصك العملات الورقية، لينشئ بعدها مختبر صغير لإجراء تجاربه ثم ابتكر التلغراف الرباعي، وغيرها من الاختراعات حتى وصلت عدد اختراعاته لألف اختراع، منها الفونغراف، وهاتف زر الكربون آلة التصوير السينمائي وبطارية التخزين القلوية، وكان ابتكاره لتقنيات المصباح الكهربائي بعد ألف محاولة فاشلة هي النقلة التي جعلت من توماس أديسون علامة مميزة لا تنسى في تاريخ البشرية.
انتقل أديسون من أكثر من وظيفة ومكان، وقبل بالعمل بوظائف لم تمس لأحلامه بصلة، ولكنه اعتبرها هي الخطوات التي تقربه من حلمه، ولم ييأس في كل مرة فشل بها، بل كان يستمد منها قوته، وهنا تتجلى عبارته الخالدة “ليس معنى أن شيئًا لم يعمل ما تريده منه بأنه بدون فائدة” وعبارته التي تدرس كقاعدة ذهبية لتطوير الذات وهي "أنا لم أفشل، أنا بكل بساطة وجدت ألف طريقة لا تعمل".
رواية ستيف جوبز Steve Jobs
ستيف جوبز هو قصة نجاح نعاصرها الآن وواحدة من أهم روايات تطوير الذات، ويجب علينا أن نستمد منه طاقة لاستكمال تحدياتنا، ومواجهة صعابها، فهو خير مثال للشخص الذي حلم بأن يكون صاحب أقوى امبراطورية في العالم، ولكن واجهته الحياة بعراقيلها التي لا تنضب، حتى عمل على تحديها ليصبح صاحب أقوى مؤسسة تكنولوجية في العالم وهي شركة أبل.
ولد جوبز وسط أبوين منفصلين وعرضاه للتبني ليتبناه بول جويز، وحاول كثيرًا أن يحقق بعض أحلامه، لكنه لم يكن يجد ما يساعده، فقرر أن يعمل في مرآب والد صديقه بالمدرسة الثانوية، ليصمم أول شريحة إلكترونية وهو في مرحلة ما قبل الجامعة، لم يستطع جوبز استكمال تعليمه الجامعي بسبب عدم قدرته على التكفل بمصروفاته الجامعية، ليبحث عن عمل في مجاله المفضل فاستطاع أن يعمل كمصمم للألعاب.
بدأ جوبز مشروعه من مرأب بيته حيث أسس أول مقر لشركة أبل، وابتكر أول كمبيوتر شخصي محمول في سنة 1980، وبدأ في تطوير أنظمة وبرامج التشغيل للكمبيوتر والهواتف، وصمم أول نظام تشغيل فائق السرعة وهو نظام ماكنتوش.
عانت شركة أبل من الهبوط في السوق، واضطر جوبز لضم شركة نكست لشركته مرة أخرى، وقاد جوبز الشركة لابتكار العشرات من الوسائل الاتصالية الحديثة منها اختراعه لأول أيبود والأيفون والأيباد.
نتعلم من كفاح جوبز أنه لم يولد بمقدرات تساعده على النجاح، ولكن هو من أوجد هذه المقدرات، حاول وبالمؤكد فشل كثيرًا، لكنه لم يتوقف عن المحاولة حتى حقق حلمه ليصبح ستيف جوبز مؤسس أسطورة أبل فائقة التكنولوجيا بطلًا خارقًا بقدراته وإيمانه بذاته.
صابر باتيا Saber Batia
صابر باتيا شاب هندي ولد في دولة نامية من الصعب فيها الحصول على فرصة، وهو ما جعله يحلم بالسفر إلى أوربا أو أمريكا لدراسة الهندسة، وبالفعل اجتهد حتى حصل على منحة لدراسة الهندسة الكهربائية في الولايات المتحدة، وبعد تخرجه حصل على فرصة لم يحصل عليها الآلاف مثله وهي العمل في شركة أبل المعروفة.
لم يستمر باتيا طويلًا في أبل لأنه يعلم جيدًا أن حلمه لم يتوقف عند العمل بها، بل حلمه بأن يكون صاحب إنجاز مثل ستيف جوبز، حتى قرر عمل مشروعه الخاص مع شريكه جاك سميز وهو تأسيس أكبر قاعدة بيانات على الإنترنت، والتي فشل كثيرًا في أن يجد تمويل لها، حتى حصل على تمويل من شركة فيشرن، وبالفعل حقق صابر باتيا حلمه بأن يكون صاحب شركة هوت ميل العالمية Hotmail.com.
لم يتوقف نجاح باتيا على ذلك، بل أصبح بشركته شريك في إمبراطورية مايكروسفت العالمية بقيمة شراكة 400 مليون دولار، ليصبح الشاب الهندي البسيط صابر باتيا واحد من أكبر مطوري المواقع الالكترونية حول العالم، حيث وضع حلمه نصب عينيه، وسخر قدراته لذلك، ولم يتوقف عند الفشل بل أصر على الوصول.