غياب الأهداف أحد أسبابه... كيف تتخلصين من الملّل لتغيير حياتك وتحقيق طموحاتك؟
الشعور الملًّل لا يقتصرعلى العقل فقط، بل يتسرب تدريجيًا لجسدك أيضًا، ما يؤدي إلى الصداع، والشد العضلي، ومشاكل الهضم، ونقص عام في الطاقة.ويُمكن أن يظهر الملّل بطريقتين، إما من خلال إحساس شديد بالخمول والتعب واللامبالاة، وإما بالانفعال والشعور بالعصبية والغضب.
بالإضافة إلى ذلك، فهو شعور عاطفي يتيح لكِ معرفة أنكِ تفعلين شيئًا لا يمتعك عقليًا ولا يمنحك إحساسًا بالرضا والتحدي.
عادةً يُمكن أن يخبركي الملّل بأمرين: أولا، أنكِ لستِ حاضرة تمامًا في النشاط الذي تمارسينه، وثانيا أن النشاط لا يحمل معنى أو أهمية بالنسبة لكِ.
عمومًا، الملّل شعورشائع، قد يصيبكِ تدريجيًا قبل أن يبدأ في تلوين حياتكِ بالكامل باللون الرمادي الباهت. صحيح أنه غير مؤذ بجرعات معينة، بل وحتى ضروري في بعض الأحيان، لكن معاناتك منه بصورة دائمة قد تصيبكِ بالأمراض النفسية والعقلية.
من ناحية أخرى، إذا شعرتِ فجأة أن كل شيء مُمّل، فقد يكون هناك العديد من الأسباب التي قد تحتاجين إلى معرفتها ومعالجتها بعناية قبل فوات الأوان.
من هذا المنطلق، تعرفيمعنا عبر موقع " هي " على أسباب شعوركِ بالملّل، وكيفية التخلص منه لتغيير حياتك وتحقيق طموحاتك، وذلك من خلال استشارية الطب النفسي الدكتورة هدى محمود من القاهرة.
الشعور بالملّل مرتبط بهذه الأسباب
وبحسب دكتورة هدى، تُعاني كل امرأة من الملّل بشكل مختلف عن غيرها؛ لكن أجمع علماء الطب النفسي أن أسبابه قد تنحصر في التالي:
- عدم وجود اهتمامات متنوعة.
- عدم القدرة على تنظيم الوقت.
- الخوف واضطرابات القلق والاكتئاب.
- عدم الحصول على الراحة أو التغذية الكافية.
- المعاناة من مستويات منخفضة من التحفيز الذهني.
- قلة الاختيارات أو القدرة على التحكم في الأنشطة اليومية.
الملّل شعور مألوف وشائع ...لكن
وأضافت دكتورة هدى، الملّل هو شعور مألوف وشائع للغاية بين البشر. ومع ذلك، سيصبح مشكلة حقيقية عندما يمنعكِ من إكمال مهامكِ الضرورية أو يؤثر على جودة حياتك؛ فإذا كنتِ تعانين من القلق والتوتر المزمن، فقد تكوني أكثر عرضة للاكتئاب بعد التعرض لفترات طويلة من الملل.
علاقة طردية بين الشعور بالملّل والاكتئاب
أكدت دكتورة هدى،أن شعورك المستمر بالملّل قد يدفعكِ للمعاناة من مشاعر متكررة باليأس، والحزن، والذنب، والفشل أو تضرر الصورة الذاتية، مايتسبب ذلك في إصابتك بالأمراض النفسية وخصوصًا الاكتئاب المزمن. لذا ينبغي مراجعة طبيب نفسي متخصص لمساعدتك في معرفة أسباب دخولك في تلك الحلقة المفرغة، والطرق الأمثل للخروج منها ومعالجتها بوعي وحكمة؛ أما في حالة لم يكن شعورك مرتبطًا بالاكتئاب، فعلى الأغلب تكوني قد وقعتِ في أنماط تفكير وسلوكيات تزيد من أحاسيسك السلبية.
غياب الأهداف سبب جوهري للشعور بالملّل
أوضحت دكتورة هدى، أن شعوركِ بأنكِ بلا اتجاه أو أهداف، سيجعلكِ عرضّة للإصابة بالملّل وعلى الأغلب ستتعثرين خلال اليوم، ولن تقومي بالأشياء التي يُطالبكِ الآخرون بالقيام بها أو يتوقعونها منك، وسترغبين في تغيير كل شيء والهروب من كل شيء. لذا، تأكدي أن فكرة الحياة ذات المعنى هي أن تحققي الرضا الشخصي، والشعور بالإنجاز، ودرجة معينة من السعادة لتحقيق الأهداف بخطوة ثابتة من دون تراجع أو استسلام.
الإفراط في الترفيه والتكنولوجيا مفتاح الملل مدى الحياة
من ناحية أخرى، أشارت دكتورة هدى، إلى أن الإفراط في التعرّض للترفيه والتكنولوجيا، بات سببًا أساسيًا لشعورك بالملّل الدائم؛ إذ يمكن لعدد لا ينتهي من خيارات الترفيه والمُتعة التي تبدو باهتة ومملة وغير مُجدية، خاصة مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي، أن تجعلكِ بعيدة عن الاستمتاع بالهدوء والأنشطة ذات المتعة الحقيقة مثل "القراءة".
حل مثالي للتغلب على الشعور بالملّل
ووفقًا للدكتورة هدى، الطريقة الوحيدة ستوفر لكِ السعادة والرضا، ومقاومة شعوركِ بالملّل في حياتك هو الانخراط بنشاط في الحياة والقيام بالأشياء والأنشطة المختلفة لحين إيجاد هدفك. عمومًا حتى عندما تفعلين أشياء وأنشطة لا تحبينها أولا تستمتعين بها، فإنكِ توسعين معرفتكِ ومنظورك للعالم، وهو ما يقاوم إحساس الملل المزمن ويمنحك القدرة على التواصل مع المزيد من الأشخاص ويعطيكِ فهما أفضل لما تحبينه فعلًا ويثير شغفك وما لا تحبينه.
لذا، من الجيد أن تفعلي أشياء قليلة لا تعجبكِ قبل أن تجدي أشياء تُشعركِ بالحماس والنشاط. ومن بين تلك الخيارات ما يلي:
- ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية.
- قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء.
- السفر إلى أماكن لم تزوريها من قبل.
- تعلم مجموعة جديدة من المهارات والحرف.
- تكوين صداقات جديدة في الأوساط الاجتماعية.
- البحث عن وظيفة جديدة أو تغيير مهنتك بالكامل.
- الانخراط في العمل التطوعي أو اللامنهجي مع أي منظمة
- التوقف عن الأنشطة التي لا تُحمسكِ أو تُشعرك بالسعادة.
ركائر أساسية للتغيير حياتك والتخلص من الشعور بالملّل
من جهة الدكتورة هدى، تنصح كل امراة تشعر الملّل في جميع أمور حياتها، باتباع التالي:
- ادرسي نفسك، وتعرفي على هويتك وقيمك، غيري افعال وسلوكك السلبية.
- ابحثي عن ما تريدين تغييره في نفسكِ، وما الأشياء التي تريدين عملها، وتكريس المزيد من الوقت والجهد لها.
- ركزي على بعض الاشياء التي تريديها بدل أشياء كثيرة كنتِ غير متأكدة من أنكِ تستمتعين بها، والعمل على الأشياء التي تحبيها فعلًا.
- اكتشفي موهبتك، ونقاط قوتك وقدراتكِ التي تمتلكينها، فهناك العديد من المواهب الخفية التي قد لا تكوني قد اكتشفتيها.
- كوني صبورة ولا تتوقعي أن تنكشف لكِ الأشياء من تلقاء نفسها، وتذكري أن حتى الموهبة يُمكن أن تأخذك بعيدًا، وسيأتي وقت تكون فيه الممارسة والدافع والالتزام بإتقان المهارة في الحرفة ذات أهنية أكثر بكثير من الكفاءة الأولية.
وأخيرًا، أفضل طريقة للعثورعلى هدف هو مجرد الخروج والبدء في فعل الأشياء لمقاومة هذا الشعور المضني بالملّل المزمن، بالإضافك إلى ذلك، لا تدعي الشعور بالضيق يعرقلكِ، بل استمري في المحاولة، ولامانع من الاستعانة بمعالج مُتخصص لمساعدتكِ في إجراء التغييرات في حياتك كما تتمنى.