التخطيط الاستراتيجي الشخصي قطار تخطّي الصعاب وتحقيق الأهداف المهمة... إليكِ محطاتِه للوصول إلى ما تطمحين إليه
إذا كنتِ تطمحين إلى اتّخاذ قرارات مدروسة، وتقييم مكانتكِ ووضعكِ التنافسي، من أجل الحفاظ على مسيرتكِ وتحقيق أهدافكِ بخطوات ثابتة؛ فما عليكِ سوى أن تتبعّي السطور القادمة عبر موقع " هي" للتعرف على أهمية التخطيط الاستراتيجي الشخصي لحياتك وخطواته الفعّالة لتحقيق ذلك.
في البداية، يجب أن نوضح لكِ أن هناك فرق بين التخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية، رغم وجود علاقة قوية بينهما، فالتخطيط يوجه تركيزكِ نحو اتخاذ القرارات الصائبة؛ أما الإادرة فهي تركز جهودكِ على تحقيق النتائج القوية.
وبما أن الغرض الأساسي من عملية التخطيط الاستراتيجي الشخصي هو مساعدتكِ على إنشاء خطط فعالة وقابلة للتنفيذ لتحقيق تلك الأهداف بشكل أكثر فعالية، وتجنب الخوض في مخاطر غير متوقعة؛ لذا لا تترددي في الاستفادة من خطوات التخطيط الاستراتيجي الشخصي المقدمة، من خلال استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.
المحطة الأولى: افهمّي الحاجة إلى وضع خطة استراتيجية شخصية
وبحسب دكتور مصطفى، الخطوة الأولى وربما الأكثر أهمية في عملية التخطيط الاستراتيجي الشخصي، هي فهّم أن هناك حاجة إلى خطة. من حيث الإدارة، هذا يعني أنكِ بحاجة إلى أن تكوني على دراية بنقاط قوتكِ، ضعفكِ، ومهاراتكِ الحالية؛ حتى تتمكني من تحديد فرص التطوير لديكِ، وكذلك الوقوف على أسباب المشكلات التي تواجهينها، وتحديد الفرض التي يُمكنكِ البدء في النظر في الإجراءات التي من شأنها مساعدتك على الاستفادة من تلك الفرص.
المحطة الثانية: حددّي أهدافكِ
وتابع دكتور مصطفى، تحديد الأهداف هو الخطوة الثانية في عملية التخطيط الاستراتيجي الشخصي، سواءً الأهداف قصيرة الأجل أو طويلة الأجل، واعتمادًا على الغرض منها؛ لتحسين مقاييس أداء محددة مرتبط بطموحاتك الشخصية في المقام الأول.
المحطة الثالثة: ضعي دومًا المستقبل أمامك في خططكِ البديلة
وأضاف دكتور مصطفى، بالطبع، لا يُمكنكِ التنبؤ بالمستقبل، ولكن عندما تضعين خطط لأهدافكِ؛ يجب عليكِ وضع المستقبل في الاعتبار. مما يعني أن خطتكِ ستحتاج إلى أن تستند إلى افتراضات أو فرضيات معينة. عمومًا، التنبؤ هو نوع شائع من الافتراضات التي تتضمن إجراء تنبؤات معينة حول المستقبل.
المحطة الرابعة: ابحثي عن أساليب متنوعة لتحقيق أهدافكِ
ووفقًا للدكتور مصطفى، ستحتاجين إلى قضاء بعض الوقت في البحث عن أساليب مختلفة، يُمكنكِ من خلالها تحقيق هدف محدد في أقصر وقت ممكن. وهنا يُعد البحث عن حلول مختلفة لإكمال هدف أمرًا مهمًا، لأنه سيمنحكِ بعض المرونة عند توجيه قراراتكِ تحديدًا. لذا، ابحثي عن بعض الحلول المبتكرة لاستكمال الأهداف، أو استخدام المزيد من الأساليب التقليدية. علمًا أنه يجب أن يكون الهدف من البحث هو تضييق الخيارات إلى أقل عدد ممكن. وبمجرد تحديد عدد قليل من أفضل الطرق لتحقيق أهدافك، فقد حان الوقت لفحص هذه الحلول عن كثب لتحديد الخيار الأفضل. وهنا ستحتاجين إلى التفكير بعناية في نقاط القوة والضعف في كل حل، لا سيما فيما يتعلق بالأهداف المحددة للوصول إلى ما تطمحين إليه.
المحطة الخامسة: اختاري خطّتكِ الخاصة بكِ
أشار دكتور مصطفى، إلى أنه بمجرد تحديد أهدافك الخاصة بكِ، وتحديد أو تقييم الحلول المختلفة لإكمال أهدافكِ؛ يُمكنكِ بعد ذلك تحديد مسار العمل الذي يجب اتخاذه. من الناحية المثالية، فإن الخطة الاستراتيجية التي تختارينها هي التي ستكون الأكثر ربحية. قبل أن تختاري خطة العمل الخاصة بكِ، هناك بعض الأشياء التي يجب أن تضعها في اعتبارك:
- تجنبي الخطة التي من المحتمل أن تكلفكِ الكثير من المال. هذا شيء يجب مراعاته سواءً كان ذلك على المدى القصير أو المدى الطويل.
- تأكدي من تحديد الخطة بأقل قدر من النتائج السلبية المحتملة. وهنا سيكون لكل خطة يُمكنكِ اختيارها عيوبًا بطبيعة الحال، لذا، قارني بين الخيارات المختلفة لإكمال هدفكِ، واختاري الخيار الذي لديه أكبر فرصة للنجاح.
- اختاري خطة عمل قابلة للتكيف. وبما أنكِ أثناء تنفيذ خطتك، قد تواجهين عقبات لم تكون ضمن توقعاتكِ؛ يجب أن تكون خطتكِ مرنة، ولديكِ القدرة على التغلب على هذه العقبات بسهولة أكبر من خطة ثابتة.
- عندما تضعين خطتكِ، يجب أن تبني قرارتك إلى حد كبير على أدلة ملموسة، والاستفادة من تجاربكِ السابقة ونقاط القوة لديكِ لتحديد الخطة الأفضل لتحقيق أهدافك المحددة.
المحطة السادسة: ضعّي خطة داعمة
وتابع دكتور مصطفى، بمجرد معرفتكِ الخطة التي ستنفذيها، فقد تحتاجين أيضًا إلى تطوير خطة ثانوية لمساعدتكِ في وضع الخطة الأولية. وبالتأكيد ستختلف الخطط الثانوية اعتمادًا على أهدافكِ، لذا يجب أن تضعي أهدافك في الاعتبار أثناء تطوير هذه الخطة الإضافية.
المحطة السابعة: نفذّي الخطة الاستراتيجية الشخصية
أكد دكتور مصطفى، أن الخطوة الأخيرة في التخطيط الاستراتيجي الشخصي هي تنفيذ الخطة. في بعض الحالات، يُمكن أن تكون هذه هي الخطوة الأكثر مشاركة في عملية التخطيط اعتمادًا على الأهداف التي حددّتيها. عندما يحين وقت تنفيذ خطة ما.لذا،عليكِ الاعتماد على مجموعة مهاراتكِ وخبراتك، للتأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة.
وأخيرًا، لا شك أن التخطيط الاستراتيجي الشخصي هو أساس جوهري في حياتكِ لرسم مسار ناجحكِ، ولكنه سيحتاج تحقيق معادلة " قهر المستحيل" التي تعتمد على "قوة إرادتك، وتطوير مهاراتكِ، وتنظيم وقتكِ" لتحقيق الأهداف المهمة بنجاحات ملموسة مدى الحياة.
علاوة على ذلك، لا تنسي مقارنة مؤشّرات الأداء الخاصّة بكِ؛ وذلك بهدف الانتباه لمدى صحّة استراتيجيّتكِ، والعمل على إعادة النظر في الرؤية الخاصة بتطوير شخصيتكِ، بدلًا من تخليكِ عن كل ما هو قائم في الوقت الراهن في سبيل وضع خطة استراتيجية شخصية جديدة.