صحة الجسم تبدأ من الفم والأسنان.. وهكذا تعنين بهما
إن العلاقة بين صحة الفم والأسنان بشكل خاص، وصحة الجسم بشكل عام، هي علاقةٌ وطيدة ومترابطة دون شك. وتُعبر صحة الفم والأسنان جزءً لا يتجزأ من صحة الإنسان العامة، وأي مشاكل صحية تلَمَ بالفم أو الأسنان يمكن أن تكون لها تداعيات سلبية على صحة الجسم. ويربط الخبراء بين تدهور صحة الفم والأسنان وزيادة خطر تعرض الجسم لأمراض عدة مثل أمراض القلب والشرايين، مضاعفات مرض السكري، أمراض الرئة والكلى، إضافة إلى خطر الولادة المبكرة.
وبحسب الدكتورة عُلا ياسر، طبيبة أسنان عامة من المستشفى الكندي التخصصي في دبي، فإن الاسنان السليمة تدل على جسم سليم؛وبالتالي فصحة الفم تؤثر على ثقة الفرد بنفسه وعلى قدرته على التحدث والتبسم والاكل وأظهار المشاعر.فهي الواجهة الرئيسية للمظهر العام، مما يمنحنا مظهراً شبابياً وحيوياً، ولا يتحقق كل ذلك إلا في حال الحفاظ عليها من المشاكل والأمراض التي يمكن أن تصيبها.
مضيفةً أن تطور أمراض الأسنان واللثة يمكن أن يكون له انعكاس سلبي ليس فقط على سلامة أجهزة الجسم، من خلال احتمال مرور البكتيريا إلى الدورة الدموية خصوصاً عند الإصابة بأمراض الأسنان واللثة أو في حالة غياب نظافة الفم والأسنان، وإنما كذلك على النواحي التالية:
- سلامة النطق.
- عملية الهضم.
- جمال الوجه.
- اكتساب الثقة بالنفس.
- القدرة على بناء العلاقات.
إذن، فالأسنان القوية والنظيفة والفم النظيف والخالي من الأمراض يسهمان في تعزيز ثقتنا بأنفسنا، ويمنحانا منظراً لائقاً وجسداً خالياً من الهموم الصحية. فما هي أبرز المشاكل التي تتعرض لها الأسنان والفم، وكيف نعتني بهما لمنع هذه المشاكل؟ هذا ما تجيبنا عليه الدكتورة عُلا.
أبرز المشاكل الصحية للفم والأسنان
هي المتعلقة بالأسنان واللثة، مثل تسوس الأسنان وأمراض اللثة التي تصيب الكبار والصغار على حد سواء، وتُعدَ من الأسباب الرئيسية لفقدان الأسنان في حال عدم علاجها بسرعة وبشكل صحيح.
وتقول الدكتورة عُلا أن التالي من علامات الإصابة بالتهاب اللثة:
- تغير لون اللثة من الوردي الفاتح إلى الأحمر الداكن؛
- حدوث نزيف في اللثة عند الأكل أو أثناء تنظيف الأسنان؛
- انبعاث رائحة كريهة من الفم؛
- الشعور بمذاق غريب وغير مستحب في الفم؛
- تورم حافة اللثة.
ما علاقة التغذية بصحة الفم والأسنان
الحقيقة أن الغذاء له دورٌ بارز وأساسي في تغذية الجسم بصورة عامة، والفم والأسنان بصورة خاصة. لاحتواء معظم أصناف الطعام على الفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر الضرورية لبناء الأسنان واللثة والحفاظ عليهما.
على سبيل المثال:
- الخضروات والفواكه الطازجة: تساعد على تنظيف الأسنان، كما أنها تحتوي على سكريات طبيعية.
- الكالسيوم وفيتامين د: يعملان على بناء وتقوية العظام والأسنان.
- فيتامين ب: يساعد على نمو وترميم أنسجة اللثة.
- فيتامين أ: يسهم في تكوين القشرة الخارجية للسن (المينا).
- البروتين: يساعد على تشكيل الأسنان.
- الحديد: يحمي اللثة من النزيف.
وفي المقابل، فإن الغذاء غير المتوازن الذي يتضمن الإسراف في تناول أطعمة عالية الحموضة وغنية بالسكريات مثل الحلويات والمشروبات الغازية وغيرها، يؤدي لزيادة الإصابة بالتسوس وأمراض اللثة. كون بعض أنواع الجراثيم الموجودة في الفم تنمو وتتكاثر في البيئة التي تحتوي على أغذية ومشروبات غنية بالسكريات والنشويات. وفي حال عدم تنظيف الأسنان بشكل دوري وصحيح، تقوم هذه الجراثيم بتحويل السكر إلى أحماض تتسبب في إذابة القشرة الخارجية للسن (المينا) فتنتج عنه تشققات صغيرة، مما يتيح لها الدخول إلى الطبقة الداخلية (العاج) والتسبب في التسوس والألم الشديد.
كيفية العناية بصحة الفم والأسنان
وعليه، تنصحك الدكتورة عُلا بوجوب إيلاء التغذية السليمة أهمية قصوى في حياتك، لضمان صحة الفم والأسنان وتقليل تعريضهما للأمراض. أضف إلى ذلك التركيز على شرب كميات كافية من الماء للوقاية من أمراض اللثة وزيادة الترطيب وكمية اللعاب في الفم، تجنب السكريات والمشروبات الغازية والحمضية والكحول لأنها تؤدي إلى جفافالفم.
ومن النصائح الأخرى التي تسديها لك طبيبة الأسنان للحفاظ على صحة فمك وأسنانك:
- تجنب الأطعمة التي تلتصق بالأسنان قدر الإمكان.
- تجنب الإكثار من الأكل بين الوجبات الرئيسية، لأن ذلك يُعزَز تكون طبقة كلسية كما يؤدي إلى الإصابة بالتسوس.
- تجنب الإفراط في تناول المنبهات كالقهوة والشاي التي تزيد من اصفرار الأسنان.
- تناول المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف (كالتفاح والجزر) وذلك لتقوية أنسجة اللثة.
- تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون الأسنان بعد تناول الطعام مباشرةً وخاصةً قبل النوم، مع الاحتفاظ بفرشاة أسنان إضافية في مقر عملك لتنظيف أسنانك بعد كل وجبة.
- استخدام معجون الأسنان غني بمادة الفلور التي تُقوي وتحمي القشرة الخارجية للأسنان.
- استخدام فرشاة أسنان ناعمة لتفادي نزيف اللثة.
- استبدال فرشاة أسنانك بأخرى جديدة كل 3 أشهر.
- استخدام خيط الأسنان مرة كل يوم، لأنه سيساعدك في الوصول إلى البكتيريا المتمركزة في الأماكن التي تعجز فرشاة الأسنان عن الوصول إليها.
- تنظيف اللسان باستمرار كونه يُعتبر أكبر مخزن للبكتيريا في الفم.
- زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري مرة كل 6 أشهر أو على الأقل مرة في السنة، وذلك من أجل المراقبة والعلاج .
- والنصيحة الأخيرة والأهم: الإقلاع عن التدخين.
ما أهمية استخدام خيط الأسنان على صحة الجسم
تؤكد الدكتورة عُلا أن استخدام خيط الأسنان عاملٌ مهم في صحة الفم، حيث أنه يزيل اللويحة وبقايا الطعام العالقة بين الأسنان، واللذان إذا تركا يُسببان تهيجاً في اللثة مما يؤدي بأنسجة اللثة إلى أن تنزف بسهولة أكبر. كما أن الطعام الحمضي المتبقي على الأسنان يؤدي إلى إزالة تمعدن الأسنان وفي النهاية حدوث النخر، وهو ما يمنعه استخدام خيط الأسنان.
وتختم قائلة أن استخدام خيط الأسنان لتنظيف ما بين الأسنان مُوصى به على الأقل مرة يومياً، ويُفضل استخدامه قبل الفرشاة حتى يمكن لفلورايد معجون الأسنان أن يدخل بين الأسنان ليساعد في إعادة تكلس الأسنان، ويمنع انحسار اللثة، وأمراض اللثة والنخر البيني.
مما تقدم عزيزتي، يتضح لنا ولك أن العناية بصحة الفم والأسنان لها مردودٌ مُجزي وجيد على صحة الجسم بصورة عامة. لذا لا تترددي في وضع خطة غذائية وحياتية سليمة لك ولأفراد أسرتك للحفاظ على صحة الفم والأسنان والتمتع بابتسامة مشرقة وجسم خال من الأمراض.