داء بطانة الرحم والسرطان .. ما هي العلاقة بينهما

يعد داء بطانة الرحم المهاجرة أحد الأمراض المزمنة الأكثر شيوعاً بين صفوف النساء، حتى أنه لم تسلم من الإصابة بها بعض الفتيات في مرحلة المراهقة، ويقصد به بطانة الرحم الهاجرة التي تتواجد في أماكن متفرقة في الحوض مسببة نزفاً دموياً وآلاماً مبرحة.

ومع ما يسببه داء بطانة الرحم المهاجرة من مضاعفات تشمل ظهور بعض الأورام بالإضافة إلى نزف مهبلي يزيد أو يقل بحسب الحالة، يتردد بين صفوف النساء سؤالاً مهماً للغاية ألا وهو "هل يسبب داء بطانة الرحم المهاجرة السرطان"؟

وللإجابة على هذا السؤال، تقدم لنا الدكتورة نجلة كاظم اختصاصية النساء والتوليد بدبي، إفادة طبية عن علاقة داء بطانة الرحم المهاجرة بالسرطان.

داء بطانة الرحم والسرطان .. ما هي العلاقة بينهما

هل داء بطانة الرحم المهاجرة يسبب السرطان؟

أوضحت د.نجلة كاظم أن داء بطانة الرحم المهاجرة الذي يعني نمو خلايا تشبه بطانة الرحم في مكان آخر خارج الرحم وفي منطقة الحوض مثل: قناتي فالوب، والمبيضين، حالة شائعة بين صفوف النساء، ولها مضاعفات عديدة بحسب كل حالة، ولكنه ليس مرضاً سرطانياً.

وحول علاقته بالسرطان قالت أنه توجد آراء طبية عديدة عن ما إذا كان داء بطانة الرحم المهاجرة يسبب السرطان أم لا، فمنهم من يرى أنه لا يسبب السرطان، ولكن هناك أبحاث علمية وآراء طبية أخرى ترى أنه ثمة علاقة بين داء بطانة الرحم المهاجرة والسرطان، وخصوصاً مع وجود نسبة كبيرة من النساء المصابات بداء بطانة الرحم المهاجرة قد أصيبن بأنواع مختلفة من السرطانات مثل، سرطان بطانة الرحم، وسرطان المبيض على وجه الخصوص.

العلاقة بين بطانة الرحم المهاجرة وسرطان بطانة الرحم

قالت كاظم وبحسب أغلب الآراء الطبية المتعلقة في هذا الصدد، أنه تزيد احتمالات إصابة النساء المصابات ببطانة الرحم الهاجرة بسرطان بطانة الرحم، وذلك بسبب الانتباذ الرحمي الشديد الناتج عن الالتهاب المزمن لبطانة الرحم.

العلاقة بين بطانة الرحم المهاجرة وسرطان المبيض

ربطت بعض الآراء الطبية بين داء بطانة الرحم المهاجرة وسرطان المبيض، بناء على الحالات التي وجدت لبعض النساء المصابات بالمرض واللاتي قد أصيبن بسرطان المبيض، ومن الأسباب التي تقف وراء الربط بين المرضين، تعرض المرأة لزيادة مستمرة من هرمون الإستروجين الذي يزيد من نمو المرض، وكذلك بسبب هجرة البطانة الرحمية إلى الحوض أثناء الدورة الشهرية.

وقالت د.نجلة كاظم أن العلاقة بين بطانة الرحم المهاجرة وسرطان المبيض تكمن في تشابه كل منهما من حيث الأعراض التي تشعر بها المرأة، في ما عدا أن ورم بطانة الرحم المهاجرة على الأغلب يكون ورماً حميداً، في حين أن الورم الناتج عن سرطان المبيض يعزز من حجم الانتباذ البطاني الرحمي، وهنا تكمن الخطورة.

وخلُصت د. نجلة إلى أنه على الرغم من وجود بعض الحالات المصابة ببطانة الرحم الهاجرة والتي أصيبت بالسرطان لاحقاً إلا أن نسبة حدوث ذلك ليست كبيرة، وذلك لا يعني انعدام الخطر، لأنه توجد مضاعفات عديدة أخرى غير السرطان لداء بطانة الرحم المهاجرة.

مضاعفات داء بطانة الرحم المهاجرة

مضاعفات داء بطانة الرحم المهاجرة

ذكرت د. نجلة كاظم، أن معاناة النساء المصابات بداء بطانة الرحم المهاجرة ليست هينة على الإطلاق، ومن مضاعفات المرض ما يلي:

  1. الألم القاسي المبرح غير قابل للتسكين بالأدوية مع كل دورة شهرية.
  2. طول فترة النزف خلال الدورة الشهرية.
  3. آلام الحوض شبه المستمرة.
  4. زيادة إحتمالات الإصابة بفقر الدم.
  5. التعب المزمن والضغف العام.
  6. الإصابة بالتهابات شديدة.
  7. انسداد قناتي فالوب.
  8. حدوث مشاكل في المبيضين.
  9. تأثر الأمعاء والمسالك البولية.
  10. الغثيان.
  11. زيادة احتمالات الإصابة بالعقم.
  12. استئصال الرحم مع زيادة نمو الورم الناتج عن التهاب بطانة الرحم المهاجرة.

وبخصوص مضاعفات داء بطانة الرحم المهاجرة، أضافت كاظم أنه توجد حالات مرضية ترتبط بالمرض مثل الحساسية والربو، وأمراض المناعة الذاتية، ومتلازمة التعب المزمن، والألم العضلي الليفي، وكذلك بعض مشاكل الغدة الدرقية.

ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بداء بطانة الرحم المهاجرة؟

بحسب د.نجلة كاظم توجد العديد من العوامل التي تؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة مثل:
.

  1. وجود تاريخ مرضي عائلي للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة.
  2. تأخر الانجاب أو انعدامه مطلقاً.
  3. البلوغ في عمر مبكر.
  4. توقف الدورة الشهرية (سن الأمل) في عمر كبير.
  5. وجود مستويات عالية من هرمون الإستروجين في الجسم.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بداء بطانة الرحم المهاجرة؟

قالت كاظم أنه يجب على المرأة بشكل عام أخذ التدابير التي تجعلها بعيدة عن الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة والسرطان، وذلك باستثناء عامل الوراثة، ويمكن للمرأة الحفاظ على صحتها من خلال الالتزام بالنصائح التالي ذكرها أدناه:

  1. الحفاظ على الوزن الصحي واتباع نمط حياة صحي بشكل عام.
  2. ممارسة الرياضة بانتظام.
  3. تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين حيث أنها تزيد من مستويات الإستروجين.
  4. استشارة الطبيب لوصف حبوب منع الحمل في الحالات المرضية التي تقتضي ذلك، للعمل على تقليل احتمالات الإصابة بسرطان المبيضين.
  5. الامتناع عن التدخين بكافة أنواعه.
  6. استشارة الطبيب على الفور إذا كانت الدورة الشهرية طويلة وآلامها لا تُحتمل.

وأخيراً، يُسعدنا أن تشاركونا أي سؤال عن موضوع داء بطانة الرحم المهاجرة وعلاقته بالسرطان للإجابة عليه في مقال لاحق، ويمكنكم مشاركتنا بذكر بعض التجارب التي كانت مصابة بالمرض وأصيبت بالسرطان إن وجد.