الأسباب والأعراض والمضاعفات.. حقائق طبية عن داء السكري تقدمها لك الدكتورة أمينة سلاماني
داء السكري هو مرض مزمن ناتج عن خلل في مستوى غدة البنكرياس إما بنقص أو بسبب عدم إفراز الأنسولين (هرمون يضبط مستوى السكر في الدم ) ، أو إفراز الأنسولين بشكل كامل مع عدم استفادة الجسم منه بطريقة مثلى.
من أجل ذلك، وفي محاولة منا لمساعدتك غاليتي ومساعدة الجميع على اكتشاف المرض ومعرفة الكثير عنه لتجنب مضاعفاته، تجيب الدكتورة أمينة سلاماني أخصائية باطنية على أهم الأسئلة المتعلقة بداء السكري
ما هي أعراض داء السكري؟
توجد أعراض عديدة من الممكن أن تكون فيها إرشارات قوية للإصابة عن المرض ومن ثم البدء بالعلاج لتجنب مضاعفاته الخطيرة التي قد تصل إلى حد الوفاة في بعض الحالات، ومن أبرز أعراض داء السكري ما يلي:
- فقدان الوزن الغير مبرر.
- العطش والجوع الشديدين.
- كثرة التبول.
- الاعياء والتعب.
- الرؤية الضبابية.
- بطء التئام الجروح.
- تكرار الإصابة بالالتهابات وخصوصاً الإلتهابات الجلدية والمسالك البولية والتناسلية، وأحيانًا قد لا يكون هناك أي اعراض وهذا ما نلاحظه بالنسبة لداء السكري النوع الثاني خاصة في مراحله الأولى، أين يتم التشخيص بتأكيد ارتفاع نسبة السكر في الدم أو مع وجوده في البول.
ما هي أسباب الإصابة بداء السكري؟
أسباب الإصابة بالسكري النوع الأول
يعتبر سبب الإصابة بالسكري النوع الأول غير معروف تماماً، لكن توجد بعض العوامل المرتبطة بالإصابة به، مثل: مهاجمة خلايا مناعة الجسم لخلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين وتدميرها.
العوامل الجينية.
تحفيز جهاز المناعة من قبل فيروس معين، والذي يقوم بمهاجمة خلايا البنكرياس.
أسباب الإصابة بالسكري النوع الثاني
يكون السكري من النوع الثاني مرتبطاً عادةً بالجينات والعوامل البيئية معاً كأسلوب حياة المريض، وتكون بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري النوع الثاني من غيرها. من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني:
- زيادة الوزن.
- التقدم بالعمر (عمر المريض أكثر من 45 سنة).
- وجود إصابة بمرض السكري في العائلة.
- الخمول وقلة الحركة.
- الإصابة بسكري الحمل مسبقاً.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول، أو ارتفاع الدهون الثلاثية.
- بعض الأعراق تكون أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني للسكري من غيرها، مثل الأفارقة الأمريكيين.
ما هي أنواع داء السكري؟
بحسب الدكتورة أمينة يوجد أربع أنواع لداء السكري، وهذه الأنواع هي:
النوع الأول (المعتمد على الأنسولين)
يصيب الأطفال والمراهقين ويكون ناتجًا عن وجود خلل مناعي بالجسم.
النوع الثاني (السكري الغير معتمد على الأنسولين)
وتحدث الإصابة بهذا النوع عندما تعجز خلايا الجسم عن الاستفادة من الأنسولين بشكل طبيعي.
النوع الثالث (ثانوي)
وتحدث الإصابة عند وجود أمراض جهازية مستبطنة، وعادة ما يصيب الغدد، كالغدة الكظرية والغدة الدرقية والغدد جارات الدرق، وقد يحدث نتيجة لوجود أورام على مستوى البنكرياس أو نتيجة لاستعمال بعض الادوية كالستيرويدات.
النوع الرابع (داء السكري الحملي)
يتم تشخيصه بإجراء تحاليل مخبرية ابتداء من الأسبوع 24 الى الأسبوع 28 من الحمل، قد يعطينا فكرة على أن المريضة معرضة للإصابة بداء السكري النوع الثاني في المستقبل. الفئات المعرضة للإصابة به هن السيدات اللواتي لديهن سمنة او تكيس مبايض او سنهن يفوق 35 سنة او لديهن تاريخ عائلي لداء السكري.
والآن بعد أن تعرفنا على أعراضه وأنواعه، ما هي مضاعفات داء السكري؟
يتسبب عدم إكتشاف الإصابة بداء السكري في زيادة إحتمالات التعرض للعديد من المخاطر الصحية، أخطرها:
- إصابة الشرايين الصغيرة في الجسم خاصة على مستوى شبكية العين أو الكلى أو الأعصاب مسببة لفقدان النظر أو القصور الكلوي أو بتر القدم.
- إصابة الشرايين الكبيرة في الجسم خاصة على مستوى الدماغ أو القلب أو على مستوى الدورة الدموية الطرفية مسببة حدوث جلطات دماغية أو قلبية أو إرتفاع ضغط الدم الشرياني.
وبعد اكتشاف المرض تصبح هناك ضرورة للتأكد من سلامة الشرايين في الجسم، والتأكد من عدم حدوث المضاعفات السابق ذكرها أعلاه، وذلك من خلال الخضوع دورية يحددها الدكتور المعالج.
كيف الوقاية من مضاعفات السكري بعد الإصابة به؟
يمكن ذلك في كثير من الحالات وخصوصاً تلك التي لا يكون العامل الوراثي فيها سبباً من أسباب الإصابة. وبوجه عام يمكن تحقيق الوقاية من داء السكري باتباع نمط حياة صحي قائم على اعتماد حمية غذائية صحية ، ومداومة منتظمة على ممارسة الرياضة، وبقاء الوزن في معدلاته الطبيعية، مع الالتزام بالعلاج الدوائي، وزيارة الطبيب المختص بشكل دوري.
وقد شددت الدكتورة أمينة على ضرورة الاعتناء بالقدم، وضبط مستوى السكر والكولسترول في الدم وضبط ضغط الدم الشرياني، والإقلاع عن التدخين تحقيقاً للوقاية من مضاعفات داء السكري.
هل يمكن الوقاية من الإصابة بداء السكري؟
لا يمكن تفادي الإصابة بداء السكري النوع الأول، ولكن خيارات نمط الحياة الصحي التي تساعد على الوقاية من حدوث داء السكري النوع الثاني أو السكري الحملي قد تفيد أيضًا في تقوية المناعة والوقاية من هذه الامراض. وتشمل هذه الخيارات:
- تناول أطعمة صحية منخفضة الدهون والسعرات الحرارية وغنية بالألياف.
- اتباع الحمية المتوسطية التي تعتمد على تناول الأسماك والخضار والحبوب الكاملة والفواكه باعتدال.
- ممارسة الأنشطة الرياضية على الأقل لمدة 30 دقيقة يومياً.
- التخلص من الوزن الزائد.
- استعمال بعض الأدوية التي تقلل من حساسية الجسم للأنسولين والعمل على خفض انتاج الجلوكوز في الدم مثل دوار "كلمتفرمين"، وسلفونيل يوريا ( Sulfonylureas): إذ تساعد الجسم على إنتاج المزيد من الأنسولين، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، إذ توجد أدوية عديدة جدًا تفيد في هذا الصدد.
وختامًا، وما يجب أن نعلمه جميعاً أنه حتى تغيير نمط الحياة وتناول حبوب السكر حسب توجيهات الطبيب، فقد يستمر ارتفاع السكر في الدم، وهذا لا يعني أن المريض يأخذ علاج خاطئ، ولكن من الطبيعي أن تتقدم حالات السكر مع مرور الوقت، وبالتالي تحتاج إلى متابعة وأخذ أكثر من دواء لعلاجها، أو تبديل الأدوية وتغيير الجرعات، وبمعنى آخر أنه يتعين على مريض السكري الانتباه جيدًا للمسؤولية التي تقع عليه، والاهتمام بمتابعة الطبيب المعالج بشكل منتظم، والاهتمام بعمل الفحوصات الطبية أول بأول تحقيقاً لسلامته من مضاعفات المرض.
والآن .. يسعدنا أن تشاركونا أي أسئلة تدور برأسكم عن المرض للإجابة عليها في مقال لاحق.
مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية ،،،