تعانين من رغبة مستمرة بتناول الطعام في الأعياد؟ إليكِ أفضل الطرق الفعالة لعلاج هذه المشكلة
الأكل هي أكثر عادةٍ يحب الناس القيام بها في مختلف الأعمار والمناسبات؛ وهي ليست فقط حاجة جسدية للنمو والنشاط، وإنما حاجةٌ معنوية أيضًا. حيث يُفرغ بعضنا مشاكله وهمومه وتوتره في الأكل، كما يحتفل البعض الآخر بنجاحاته وتفوقه في أمور الحياة من خلال الأكل.
يعتاد الأهل على الإلحاح والطلب من صغارهم تناول الطعام بكميات كبيرة في مرحلة مبكرة، خوفًا عليهم من سوء التغذية والنحافة والإصابة بالمرض. وهو ما قد يدفع البعض للاستمرار في تناول الطعام عند البلوغ، بعد التعود على هذا الأمر في عمر صغير، ومخافة الإصابة بالأذى والأمراض. لكن هذه العادة قد تنقلب بشكل سيء على حياة المرء منا، لأننا نجعلنا نفقد السيطرة على المقدار الذي نحتاج لتناوله من الطعام الذي يكفينا؛ فيجد البعض نفسه مضطرًا للإقبال بلا هوادة على الأكل برغبة شديدة.
هناك شريحةٌ أخرى من الناس، تجد نفسها عالقةً في روتين الإكثار من تناول الطعام في المناسبات والأعياد؛ كما هو الحال حاليًا مع موسم عيدي الميلاد ورأس السنة. حيث تكثر العزائم والخروجات، ويكثر تناول الطعام الشهي والحلويات على أنواعها سواء في المنزل أو في المطاعم والمقاهي. ويترافق هذا كله مع قلة الحركة والنشاط البدني والخمول، بسبب البرد وعدم الرغبة في الخروج وممارسة الرياضة في ظل الأجواء الباردة والصقيع. ما يترتب عليه زيادةٌ في الوزن وتراكمٌ للدهون في أنحاء مختلفة من الجسم، يصعب التخلص منها إلا من خلال اتباع حمية معينة وممارسة الرياضة بانتظام.
نصائح حول تناول الطعام في موسم الأعياد
بما أننا حاليًا في فترة الأعياد، وكما ذكرنا أعلاه؛ تكثر الموائد العامرة بأصنافٍ وأشكالٍ مختلفة من المأكولات التي يصعب مقاومتها لوقت طويل. فمن الطبيعي أن يكون هناك ما يردع الرغبة الشديدة في الأكل، وهو ما تقدمه لنا آن جايل كوروبل، أخصائية علم النفس في "ألوريون".
وقد كشفت الأبحاث التي أجرتها علامة Allurion أن كثيرًا من الناس يشعرون بالذنب بسبب الرغبة المستمرة بتناول الطعام، لا سيما في موسم الأعياد الذي يصعب خلاله مقاومة المأكولات والحلويات الشهية. وكثيرًا ما تؤثر تلك الرغبة، التي تستمر حتى في حالة الشبع، بشكل سلبي على أعمالنا وعائلاتنا وحياتنا الاجتماعية ومحاولات إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزن صحي.
تعتمد الرغبة المستمرة بتناول الطعام على عوامل مختلفة؛ بما في ذلك التفكير السلبي حول العادات الغذائية واختيارات الأطعمة التي تجعلكم تشعرون بالذنب ما لم تقللوا من كمية الطعام التي تتناولونها، وزيادة المُحفزات العاطفية مثل التوتر، ما يمكن أن يؤدي للإفراط في تناول الطعام واتخاذ خياراتٍ غذائية غير صحية، بالإضافة إلى انحصار التفكير بالوجبة التالية حتى عند الشعور بالشبع. وأثبتت الدراسات أن الرغبة المستمرة بتناول الطعام تزداد عند اتباع حمية غذائية، خاصةً خلال الأيام الأولى؛ ما يزيد من صعوبة تناول كمياتٍ محدودة من الطعام. وتدفع تلك الرغبة الناس لتناول الطعام رغم أنهم ليسوا جائعين فعليًا، ما يؤدي إلى شعور الكثيرين منهم بالذنب.
طرق فعالة للتعامل مع الرغبة الشديدة في تناول الطعام
للتعامل السليم والصحيح مع هذه الرغبة الشديدة للأكل وعلاجها ، تقدم لكِ كوروبل 6 نصائح فعالة للحد من الرغبة المستمرة بتناول الطعام، والتي يمكن اتباعها في حياتكِ اليومية وخصوصًا حاليًا في موسم الأعياد واحتفالات نهاية العام.
وتتمثل هذه النصائح أو الطرق بالتالي:
- يمكنكِ تناول جميع الأطعمة: نعم عزيزتي، عندما تشعرين بالرغبة في تناول وجبة ما، لا تحاولي منع نفسكِ؛ لأن ذلك يزيد تلقائيًا من تلك الرغبة، بل عليكِ فقط التفكير في موعد تناولها وكميتها. غالبًا ما تستخدم كوروبل مثالًا عمليًا لشرح هذه الفكرة كما يلي: إذا حاولنا كتابة "لا أريد سيارةً وردية" على جوجل، نحصل بالنتيجة على صور ومعلومات حول السيارات الوردية. ويستجيب الدماغ بصورةٍ مشابهة عند تكرار عبارات مثل "لا يمكنني تناول الطعام" أو "كيف لي أن أشعر بالجوع؟" أو "لا يمكنني تناول الشوكولاتة"، حيث تعمل هذه الجمل كتذكيرٍ دائمٍ للدماغ بالطعام. ومن الأمثلة على ذلك أيضًا، ازدياد الرغبة بتناول الأطعمة الممنوعة أثناء الحمل أو قبل إجراء عملية جراحية.
- للتحكم بمواعيد تناول الطعام وكمياته، تنصحكِ أخصائية علم النفس في "ألوريون" بتحديد الوقت المناسب لتناول المأكولات التي ترغبين بها، وبذلك تلغين القيود على تناول تلك المأكولات؛ ولكنكِ بالمقابل تضعين موعدًا مناسبًا لذلك، ما يُسهم في تحويل تركيزكِ من الطعام نفسه إلى خطة تناوله. على سبيل المثال، في حال شعرتِ برغبةٍ في تناول الشوكولاتة في الصباح، يمكنكِ تأجيل ذلك إلى وقت شرب القهوة أو الوقت المخصص لتناول وجبة خفيفة، أو عند اللقاء مع العائلة والأصدقاء، وبكميات مناسبة. كما يسهم هذا التأجيل، في تقليل مستويات القلق ويسمح بتناول كميات محدودة من الطعام.
- تنصح كوروبل أيضًا بتجنب التفكير السلبي حول الرغبة المستمرة بتناول الطعام، من خلال محاولة خلق سلسلةِ من الأفكار الصحية بدلًا من السماح لتلك الرغبة بالسيطرة على أفكارنا.
- يجب التوقف عن الشعور بالذنب عند تناول الطعام، إذ تُسهم عوامل عدة في زيادة الوزن؛ منها قلة النوم والحالة العاطفية
وأسلوب الحياة المستقر والكثير غيرها. وبما أن الطعام يُلبَي الاحتياجات الجسدية والنفسية، فيمكنكِ تناول جميع الأطعمة؛ ولكن بكمياتٍ مناسبة ودون الشعور بالذنب، حيث يسهم ذلك في الحصول على صفاء الذهن وتخفيف الرغبة المستمرة بتناول الطعام.
- يساعد اتبَاع ممارسات التأمل أيضًا في تخفيف الشعور بالجوع، وذلك من خلال التركيز على اللحظة الراهنة وتقبّل أفكارنا ومشاعرنا الداخلية؛ ما يساهم في تحديد المُحفزَات العاطفية وتقبّل المشاعر والتوقف عن تناول الطعام للتخلص من المشاعر السلبية، وبالتالي التحكم بكمية الطعام التي نتناولها.
- أخيرًا، يمكن أن يساعد التخطيط للوجبات والوجبات الخفيفة في منع الشعور بالجوع الشديد والرغبة الكبيرة المفاجئة بتناول الطعام، واللذين قد يُعززان الرغبة المستمرة بتناول الطعام. كما يتيح ذلك التحكم في العادات الغذائية، ما يُقلَل من التوتر ومشاعر الذنب المرتبطة بتناول الطعام.
في الختام، نتوجه لكِ عزيزتي بالنصيحة الأهم التي سمعناها من العديد من خبراء الصحة والتغذية: الأكل متعةٌ قصوى، بشرط أن لا يتحول لمشكلةٍ لا يمكننا حلها. لذا تمتعي بتناول الطعام وحتى بإسراف في بعض الأحيان. لكن لا تجعلي من الرغبة الشديدة بتناول الطعام وبكميات كبيرة على الدوام، عادةٍ لديكِ تجعلكِ تعانين من تداعيات الإكثار من الأكل لاحقًا.