سلامة الصحة العامة نتيجة مؤكدة.. إليكِ 8 عادات صحية تضمن لكِ سلامة الجهاز الهضمي
أعراض ضعف الجهاز الهضمي عديدة وهي مؤشر هام يدل على عدم سلامته، وهو ما نؤكد على ضرورة الانتباه له اليوم بمناسبة اليوم العالمي لسلامة الجهاز الهضمي الموافق اليوم 29 مايو 2024، إذ تنعكس سلامته على أعضاء الجسم كله، ويعد ذلك ذو أهمية كبيرة للصحة العامة للجسم، إذ تساهم سلامة الجهاز الهضمي في تحقيق الوقاية من الأمراض وبخاصة تلك التي تصيب القولون والمعدة والمرارة والكبد، ومحاربة أنواع عديدة من السرطانات. لأن الجهاز الهضمي السليم يمكن الجسم من الحصول على العناصر الغذائية الضرورية اللازمة لتعزيز المناعة في محاربة الأمراض.
ولا تقف أهمية سلامة الجهاز الهضمي عند ذلك الحد إذ أن سلامته تحقق التوازن الهرموني لأنه توجد علاقة قوية بين الجهاز الهضمي وبين الهرمونات، كما أن سلامته تعزز من صحة العقل أيضًا إضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى التي تترتب على خلوه من الأمراض. تُرى ما هي أعراض ضعف الجهاز الهضمي وكيف تتحقق سلامته؟
ما هي أعراض ضعف الجهاز الهضمي؟
ضعف الجهاز الهضمي يمكن أن يظهر بعدة أعراض مختلفة، وقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر وتعتمد على سبب الضعف ودرجته. إليكِ بعض الأعراض الشائعة لضعف الجهاز الهضمي:
- اضطرابات في الهضم: وتشمل الأعراض الهضمية على الانتفاخ، والغازات، والحرقة، والحموضة، والإمساك، والإسهال، والغثيان، والتقيؤ.
- تغيرات في الوزن: يحدث فقدان الوزن الغير مبرر أو زيادة في الوزن بسبب عدم امتصاص العناصر الغذائية الضرورية بشكل صحيح.
- آلام البطن: الشعور بآلام في البطن تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة إلى الحادة، وقد تظهر هذه الآلام في مناطق مختلفة من البطن.
- صعوبة في هضم الطعام: تعسر هضم الطعام، مما يؤدي إلى الشعور بالامتلاء أو الشعور بالثقل بعد تناول الطعام.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي العلوي: مثل الحموضة الزائدة، والتقرحات، والتهاب المريء.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي السفلي: مثل القولون العصبي، والتهاب القولون، والمتلازمة القولونية العصبية.
- إسهال أو إمساك مزمن: يمكن أن تكون هذه الحالات نتيجة لحدوث اضطرابات في عملية الهضم.
- انخفاض مستويات الطاقة والحيوية: الشعور بالإرهاق المفرط وقلة النشاط.
ماذا يجب عليكِ إذا شعُرتِ بواحد أو أكثر من أعراض ضعف الجهاز الهضمي؟
يجب عليكِ استشارة الطبيب على الفور لعمل الفحوصات اللازمة، والتأكد من أسباب الشعور بأعراض ضعف الجهاز الهضمي للخضوع للعلاج المناسسب تحقيقًا لسلامته وسلامة صحتك بوجه عام.
كيف يمكن تحقيق سلامة الجهاز الهضمي؟
يمكنكِ ذلك باستشارة الطبيب المختص وعلاج أي أعراض تدل على ضعف الجهاز الهضمي ثم الالتزام بتوصياته وعمل الفحوصات الدورية، كما يجب عليكِ اتباع العادات الصحية التالية لتحقيق سلامة الجهاز الهضمي.
عادات صحية لتحقيق سلامة الجهاز الهضمي
لتحقيق سلامة الجهاز الهضمي يتعين عليكِ الالتزام بتطبيق العادات التالية
- تناول نظام غذائي صحي: يجب أن يكون النظام الغذائي غنيًا بالألياف والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وقليل الدهون المشبعة والسكريات المضافة. كما يجب تجنب الأطعمة الدهنية والمقلية والمعالجة بالكامل والغنية بالسكر. مع ضرورة إدراج البروبيوتيك إلى نظامك الغذائي.
- تناول الكثير من الماء: الحفاظ على جسمك مرطبًا من خلال شرب كميات كافية من الماء يساعد على تحسين عملية الهضم ويمنع الإمساك.
- الإقلاع عن التدخين والكحول: التدخين واستهلاك الكحول قد يتسبب في تهيج الجهاز الهضمي وزيادة خطر الإصابة بالقرحة المعوية والتهاب المعدة وأمراض الكبد.
- التقليل من الإجهاد: الإجهاد النفسي يمكن أن يؤثر سلبًا على وظيفة الجهاز الهضمي، لذا من المهم ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتمارين
- النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا : باعتبارهما عاملًا مؤثرًا في تحقيق سلامة الجهاز الهضمي، لأنه يبعد الجسم عن التوتر والارهاق والاجهاز كما أن السهر لوقت متأخر يساهم في تناول أطعمة ومسليات غير صحية من الممكن أن تؤذي الجهاز الهضمي وتسبب ارتباكه.
- تجنب النوم بعد الأكل مباشرة.
- تجنب تناول المعلبات والأطعمة المحفوظة واللحوم المصنعة لأنها العدو الأكبر للجهاز الهضمي.
- الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام لأنها تساهم في تحقيق سلامة الجهاز الهضمي بشكل فعال ( كما سيلي ذكره أدناه بشكل مفصل).
كيف يمكن لممارسة التمارين الرياضية تحقيق سلامة الجهاز الهضمي؟
تقول الدكتورة كريستين لي أخصائية الجهاز الهضمي في كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، بأنه ليس من الضروري اتباع برنامج لياقة بدنية شاق أو مكلف للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وأنه يكفي ممارسة الرياضة بانتظام كونها إحدى أكثر الطرق فعالية في تعزيز صحة الأمعاء بوجه خاص، والجهاز الهضمي بوجه عام، لأنها تؤدي بدورها إلى تحسين الهضم والمناعة، ما يساعد في الوقاية من العديد من المشاكل الصحية مثل أمراض القلب والمناعة الذاتية.
وقالت الدكتورة كريستين لي، أخصائية الجهاز الهضمي: "قد تكون ممارسة التمارين الرياضية ’الدواء‘ الأهم لصحتنا. وهي الشيء الذي يمكن للجميع القيام به ودون أن تكلفة لكي يشعروا بأنهم بحال أفضل".
كما أوصت أولئك الذين لم يمارسوا التمارين الرياضية من قبل أو الذين يعانون من مشاكل صحية وخاصة مشاكل القلب أو الرئة أو الظهر، بضرورة حصولهم على المشورة الطبية من مزود الرعاية الصحية الخاص بهم قبل ممارسة التمارين الرياضية، والبدء بممارسة التمارين بصورة تدريجية. وأضافت: "قد يكون المشي السريع نقطة انطلاق جيدة في حال لم تمارسوا التمارين الرياضية منذ فترة. أما إذا كنتم تمارسون التمارين الرياضية بانتظام، فإنكم بحاجة إلى ممارسة تمارين قوية بما يكفي لتنشيط ضخ القلب للدم".
وتابعت: "إن الحالة المثالية تشير إلى ضرورة قيام الفرد بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل لمدة خمسة أيام أو أكثر أسبوعياً. ومع ذلك، يجب على الأفراد عدم الاستسلام في حال لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف، إذ أن أي قدر من النشاط البدني أفضل من لا شيء".
وقالت أن ممارسة الرياضة تحقق سلامة الأمعاء والجهاز الهضمي من خلال ما يلي:
تحسين حركة الأمعاء
حدوث اضطرابات الهضم وعدم تنظيم حركة الأمعاء أحد أعراض ضعف الجهاز الهضمي التي يجب الانتباه إليه، ولذلك أشارت الدكتورة لي إلى أن ممارسة التمارين المنتظمة تساعد الجهاز الهضمي على العمل بأفضل صورة ممكنة. وقالت: "إن الجهاز الهضمي مبطّن بالعضلات، ولذلك فإن تحريك الجسم هو مفيد لتحسين قوة العضلات بما فيها الأمعاء. وعندما يكون الأفراد غير نشطين من الناحية البدنية، فإن عضلات الأمعاء تصبح أيضاً أقل نشاطاً، ولذلك يمكن أن نواجه بمرور الوقت انخفاضاً في التنسيق والقوة".
تعزيز الدورة الدموية
بيّنت الدكتورة لي أن القلب يضخ الدم بسرعة وقوة أكبر أثناء ممارسة التمارين الرياضية ما يحسن الدورة الدموية أي تدفق الدم إلى العضلات ومن ضمنها عضلات الأمعاء، وأضافت: "تحسن ممارسة التمارين الرياضية الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، وعندما يحصل الجهاز الهضمي على تروية وتدفق دم أفضل، فإنه يصبح أكثر قوة وصحة، ما يوفر بيئة أفضل تتيح المحافظة على التوازن الصحيح للبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي". وبما يحقق التخلص من أعراض ضعف الجهاز الهضمي.
المحافظة على مستويات استقلاب صحية
يعتبر تراكم الغازات عرض من أعراض ضعف الجهاز الهضمي؛ ويمكن للرياضة أن تساهم في علاج هذا العرض إذ يعتبر الاستقلاب العملية التي يقوم بها الجسم لتحويل السعرات الحرارية إلى طاقة، ويمكن للنشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحسين الاستقلاب، وأوضحت الدكتورة لي: "عند تباطؤ الاستقلاب تتباطأ حركة الأمعاء الأمر الذي قد يؤدي إلى مشاكل هضمية مثل: الغازات، والانتفاخ، وآلام البطن، وعسر الهضم، وفرط نمو البكتيريا السيئة، وانتقال البكتيريا وهو مرور البكتيريا من الجهاز الهضمي إلى الأنسجة أو الأعضاء الأخرى، والتهاب السبلة الشحمية، وداء الرتج، والتهاب الرتج، وتضخم القولون، والهبوط، والفتق، والبواسير، على سبيل المثال وليس الحصر".
إعداد الجسم للنوم
أضافت الدكتورة لي: "يعتبر الحصول على قدر كافٍ من النوم من الأمور الجيدة لصحة الأمعاء. لكن ولسوء الحظ فإن الأمر ليس ببساطة الاستلقاء والنوم فوراً. إذا كنتم ممن يعانون من صعوبة النوم أو مواصلة النوم، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تكون العلاج الطبيعي الذي تحتاجونه. يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في وقت مبكر من اليوم على تحسين عادات النوم وبعض اضطراباته. عندما ننام فإننا أجسامنا بما في ذلك الأمعاء تحصل على فرصة إصلاح الخلايا، الأمر الذي يعد حيوياً للحفاظ على صحة الجسم والجهاز المناعي".
تقوية عضلات الجهاز الهضمي
وللتغلب على أعراض ضعف الجهاز الهضمي يجب الحرص على تقوية عضلاته، ويمكن لممارسة التمارين الرياضية تحقيق ذلك من خلال تقوية العضلات التي تساعد على تقلصات الأمعاء -المعروفة باسم التمعّج (التقلص الاستداري)- وجعلها أكثر قوة وفعالية.
ما هي أفضل الرياضات التي تحقق سلامة الجهاز الهضمي؟
وقد أوصت الدكتورة لي عند تعليقها على أفضل أنواع التمارين الرياضية التي يمكن القيام بها لصحة أمعاء أفضل، بممارسة أي نوع من التمارين الهوائية (آيروبيك) أو تمارين المقاومة الديناميكية التي يستمتعون بممارستها وتناسب برامج ومستوى اللياقة البدنية الخاصة بهم.
وأضافت: "عندما يسمع الناس كلمة ’تمارين رياضية‘ غالباً ما يعتقدون أنه يتعين عليهم الالتحاق بصالة الألعاب الرياضية، ولكن هذا ليس هو الحال دائماً، إذ قد يكون جمع أوراق الشجر أو التنظيف بالمكنسة الكهربائية أو نقل الأثاث أو قص العشب أو الرقص على الموسيقى المفضلة نوعاً رائعاً من ممارسة التمارين الرياضية. وتعتبر زيادة معدل ضربات القلب والشعور بالحاجة إلى التنفس بشكل أعمق والتعرق، من العلامات التي تشير إلى أنكم تمارسون التمارين الرياضية بكثافة جيدة".
وختامًا، وتحقيقًا لسلامة الجهاز الهضمي، يجب استشارة الطبيب على الفور عند الشعور بأي عرض من أعراض ضعف الجهاز الهضمي لاتخاذ اللازم، كما يجب الالتزام بتوصيات الطبيب وتناول الغذاء الصحي المتوازن وتجنب الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية بمختلف أنواع مع الانتظام في ممارسة الرياضة.
مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية،،،