يُعزَز فقدان الوزن والصحة العامة: كيف يعمل العلاج التحويلي السريع على تحسين حياتكِ؟
كما السعي لتعزيز الصحة الجسدية وإطالة أعمار الناس، فإن العناية بالصحة النفسية والذهنية باتت محط اهتمام المعنيين من حكومات وأطباء ومختصين؛ نظرًا لأهميتها وتأثيرها المباشر على الصحة ككل.
فالحالة النفسية الجيدة تعكس رفاه حياة المرء، فيما اضطراب وتدهور حالته النفسية قد تكون مؤشرًا على الإصابة بأمراضٍ نفسية تُلقي بظلالها المخيفة على حياته. وعندما نذكر الأمراض النفسية، فإن الاكتئاب والانتحار هما أول ما يخطر على بالنا؛ ناهيكِ عن الأمراض النفسية الأخرى الأكثر تعقيدًا كانفصام الشخصية وغيرها.
من هنا تبرز كافة وسائل ونصائح العناية بالصحة النفسية والذهنية؛ بدءًا من بعض الممارسات الحياتية البسيطة، ووصولًا إلى العلاجات المتخصصة التي يقدمها خبراء في هذا المجال.
منهم ماريسا بير Marisa Peer؛ أحد أشهر الأسماء في صناعة العافية على مستوى العالم. وماريسا هي مؤلفة الكتب الأكثر مبيعًا ومُعالجة مشهورة حائزة على جوائز، وقد غيَرت حياة الآلاف على مدار حياتها المهنية التي استمرت 30 عامًا من خلال نهجها الفريد، العلاج التحويلي السريع الذي تخبرنا عنه في مقالة اليوم، والذي من خلال توظيفه، يمكن أن يُعزَز صحتنا بشكلٍ عام وخسارتنا للوزن بشكلٍ خاص.
ما تحتاجين معرفته عن العلاج التحويلي السريع
تقول ماريسا: بعد دراستي للحصول على شهادة متقدمة في العلاج بالتنويم المغناطيسي في معهد تدريب التنويم المغناطيسي في لوس أنجلوس، والتدريب الإضافي في العلاج النفسي والعلاج بالتنويم المغناطيسي الطبي وتحليل الجستالت والتقنيات التي تُركَز على مكافحة الشيخوخة والصحة والعافية على المدى الطويل؛ حددتُ الحاجة إلى علاجٍ يمكنه دمج أفضل عناصر هذه الأساليب لتحقيق نتائج سريعة وطويلة الأمد.
وكان هدفي إنشاء علاجٍ من شأنه تمكين الناس من التحرر من المعتقدات المُقيَدة وتجربة تغييرٍ عميق وتحويلي. قادني هذا الهدف إلى تطوير العلاج التحويلي السريع (RTT)، والذي يجمع بين جوانب العلاج بالتنويم المغناطيسي والعلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي والمرونة العصبية وعلم الأعصاب والفيزياء الكميَة ضمن نهجٍ واحد قوي.
وعلى عكس العلاج التقليدي، والذي قد يستغرق سنواتٍ لتحصيل نتائج ضئيلة؛فإن العلاج التحويلي السريع يذهب مباشرةً إلى السبب الجذري للمشكلة، بدلًا من مجرد معالجة الأعراض - وغالبًا ما يخلق تحولاتٍ عميقة في جلسة واحدة إلى ثلاث جلسات فقط.
إذا كنتِ تنظرينإلى عقلك على أنه كمبيوتر، فمع مرور الوقت؛ تكونين قد تأثرتِ بالتجارب والعواطف والمعتقدات، التي برمجت أفكاركِ ومشاعركِ وأفعالكِ. بعض هذه الأشياء - مثل الشك الذاتي أو الخوف أو التفكير السلبي - لا تساعدكِ ببساطة، بل إنها تُعيقكِ.
ما يجعل RTT قويًا جدًا، هو أنه وفي حالة استرخاء ٍعميق، يمكننا الوصول إلى عقلكِ الباطن لاكتشاف مصدر هذه المعتقدات المُقيدة وإعادة صياغتها - ما يمنحكِ القوة لإعادة كتابة قصتكِ وإنشاء سرديةٍ جديدةتُساعدكِ على عيش الحياة السعيدة والمُرضية التي تريدينها وتستحقينها.
إعادة برمجة عقلكِ لفقدان الوزن والصحة الدائمة
عندما يتعلق الأمر بالتحكم في الوزن، فإن تفكيركِ بشأن الطعام وعادات الأكل يلعب دورًا حاسمًا في خلق الصحة والعافية الدائمة.يرتبط العديد منا بعلاقاتٍ عاطفية بالطعام، تشكَلت في وقتٍ مبكر من حياتنا، ربما من خلال تناول الطعام من أجل الراحة أو ربط الطعام بالحب والمكافأة. وهذا هو السبب في فشل الأنظمة الغذائية وأنظمة التمارين الرياضية غالبًا - فهي لا تعالج السبب العاطفي الجذري - وهذا هو السبب في أن قوة الإرادة وحدها لا تكفي أبدًا!
الخطوة الأولى هي في التعرف على ما يُحرك عاداتكِ الغذائية. هل تستخدمين الطعام لتخفيف التوتر أو الملل أو الحزن؟ هل تستخدمينه لملء فجوة] عاطفية أو حاجة غير مُلباة؟
بمجرد فهم المُحفزات العاطفية وراء سلوككِ، يمكنكِ البدء في إعادة برمجة عقلكِ لاتخاذ خياراتٍ واعية وأكثر صحة. ومن خلال التقنيات التي نستخدمها في RTT، يمكننا إعادة صياغة علاقتكِ بالطعام، ما يساعدكِ على رؤيته كغذاء ووقود لجسمك بدلًا من مصدرٍ للراحة أو التحكم.
جزءٌ رئيسي من هذا التحول هو تغيير الطريقة التي تتحدثين بها مع نفسكِ. لا يحب العقل لغة النقص أو الشعور بالحرمان؛ لذا وبدلًا من التفكير "لا أستطيعُ الحصول على ذلك"، حاولي أن تقولي "أختارُ طعامًا صحيًا يُغذيني لأنني أحب الشعور بالصحة والقوة."
عندما يتوافق عقلكِ مع أهدافكِ، يتبعكِ جسمكِ بشكلٍ طبيعي. تصوَري نفسكِ في أصح حالاتكِ، تشعرين بالخفة والنشاط والثقة. وكلما ركَزتِ على هذه الصورة، كلما دعمكِ دماغكِ في الوصول إلى هذه الرؤية.
في النهاية، يتعلق التحكم في الوزن على المدى الطويل بتغيير معتقداتكِ، وليس فقط سلوكياتكِ. الأمر لا يتعلق بالحرمان أو العقاب - بل يتعلق بإنشاء عقليةٍ جديدة تُشجَعك على اتخاذ خياراتٍ تدعم رفاهيتكِ وحب وتكريم جسدكِ بدلًا من معاقبته.ومن خلال إعادة برمجة دماغكِنحو الصحة، فإنكِ تمنحين نفسكِ هدية التحول الدائم، بعيدًاعن حمى الحمية الغذائية العصرية وأنظمة التمارين الشاقة!
خلاصة القول؛ أن برمجة عقولنا نحو أشياء صحية ومفيدة تخدم تطلعاتنا وتمضي بنا نحو تحقيق أهدافنا المختلفة، وعلى رأسها تعزيز الصحة وخسارة الوزن الزائد دون الحاجة لاتبَاع حمياتٍ قاسية والقسوة على أنفسنا من خلال الرياضة الشاقة. من المؤكد أن هذه البرمجة ستعود علينا بالنفع الكثير، وسنكسب أنفسنا ومعها المزيد من رفاه وجودة الحياة.
فلا تترددي عزيزتي في طلب المشورة المختصة فيما يتعلق بكافة أموركِ الصحية التي تنعكس بشكلٍ سلبي على صحتكِ النفسية والذهنية.