الصمت الطويل بين المحبين يهدم جسور الود وينهي العلاقة بقسوة .. فاحذروه
"وقعنا في الحب ولكننا لم نعلم كيفية الحفاظ عليه، فقد ساد الصمت وطال بيننا، وتوغل في علاقتنا ليطيح بها أرضاً، ولم ننتبه بأن ما يحدث كان بداية لاحتضار الحب، والدخول في مأساة عاطفية مرهقة بسبب الألم الذي تمكن من قلوبنا وأسكنها عالم الأحزان، فهل من الطبيعي أن يحدث لنا ذلك بسبب طول الصمت بيننا، وهل حقاً أن الصمت الطويل بين المحبين من الممكن أن يُنهي العلاقة، وكيف السبيل إذاً للحفاظ على علاقة الحب من هذه الآفة الخطيرة"؟ هكذا كان سؤال أحد التائهين في عالم الأحزان الذين عانوا من وجع حب عصف به الصمت.
الحقيقة أن الصمت الطويل بين المحبين يعني انتهاء العلاقة بينهم، لأنه مع مرور الوقت يخلق فجوة تتسع كلما طالت مدة الصمت، ويعد ذلك أمراً طبيعياً للغاية، كما أن النتيجة متوقعة، لأن العلاقات السليمة تقوم على أساس قوي ومهم جداً، ألا وهو التواصل، فبه تمتد جسور الود بين المحبين، وبه تزدهر القلوب وتسعد، وبدونه تئن حسرة عليه، وتبدأ النهاية مع كلمات الوداع لانهاء العلاقة ببرود تام، فما حدث لهم كان كافياً لإفساد العلاقة، ولشعورهم بالأسى من نتيجة لم تخطر ببالهم ولو للحظة واحدة، هي الفراق.
الصمت الطويل يهدم جسور الود بين المحبين
تحتاج أي علاقة حب في الوجود إلى مقومات عديدة يجب أن تتوافر، ويأتي التواصل، وتبادل أطراف الحديث بحب ومودة في ما بين المحبين، وكذلك المشاركة، والتضحية ضمن أهم هذه المقومات، فما يبنيه التواصل يهدمه الصمت الطويل، وشتان بين البناء والهدم في العلاقات العاطفية، لذا يجب اليقظة والانتباه إلى الأمور التي تؤدي إلى حدوثه تجنباً للشعور بوجع حب كتب عليه أن يقتل طعناً بسكين الصمت البارد بلا شفقة أو رحمة.
من أجل ذلك يجب أن ينتبه المحبين لآثاره، وأن يتجنبوا الوقوع في بئره المظلم، لكي لا تتخبط مشاعرهم بسبب اليأس والقهر والمرارة والألم الناتج عن علاقة حب طالما كانت الحلم الوحيد والأمل السعيد لهم.
الآثار السلبية للصمت الطويل بين المحبين
تتعدد الآثار السلبية للصمت الطويل بين المحبين من أبرزها ما يلي:
تبلد المشاعر
الصمت الطويل أقصر طريق لتبلد المشاعر، وبداية طقس شديد البرودة، تتأثر به العواطف التي لم تجد من يفصح عنها، أو يهتم بها ويقدرها، ومن هنا يحدث تبلد المشاعر، ويغطي الجليد علاقة حب لم تجد من يغيثها.
حدوث الفجوة
يؤدي الصمت الطويل بين المحبين إلى حدوث فجوة تتسع كلما زادت مدة الصمت، وهذه الفجوة تعد أقصر الطرق إلى انهاء علاقة الحب، لأنه لا يوجد وصال بينهم، ولا تواصل، ولا مشاركة، ولا توجد أي أحاديث مشتركة تعزز من العلاقة.
الاستسلام للوضع الراهن
الصمت الطويل دون أي محاولة تذكر لأي من الطرفين للفت النظر إليه ومحاربته يؤدي إلى الشعور بالاستسلام التام له، والسبب في ذلك التفكير في الكرامة، إذ ينتظر كل طرف أن يبدأ الطرف الآخر بالحديث، والتواصل، والمشاركة، والتعبير عن المشاعر، وكل الأمور التي تحدث في العلاقات السليمة، والتي لا مكان لها مع طول مدة الصمت المسيطرة على مصير العلاقة.
العزلة في عالم منفصل
لم يتمكن الصمت الطويل من أي علاقة حب إلا وكان سبباً في شعور طرفيها بالعزلة وانفصال كل منهما عن عالم الآخر، والنتيجة منطقية للغاية، إذ لا يوجد تواصل ودي يحفز على وجود أمور مشتركة تجمعهما في عالم واحد، وهنا يكمن الخطر لما يترتب على ذلك من سلبيات عديدة كما سيلي ذكره أدناه.
الطلاق العاطفي
بعد العزلة ومع استمرار الصمت الطويل بين المحبين يحدث الطلاق العاطفي، ويعني ذلك انهاء علاقة حب لم تجد من يأخذ بيدها إلى الطريق الصحيح حيث الشعور بالراحة والاستقرار والأمان، نفس الطريق الذي تسلكه العلاقات السليمة، ومن ثم حدوث النهاية المأساوية وبداية وجع الحب الذي راح ضحية الاستسلام للصمت.
نصائح للتغلب على الصمت الطويل بين المحبين
الصمت هو العدو اللدود لأي علاقة حب، وعليه يجب أن لا يفكر المحبين في الكرامة عند الحديث عن الحب والمشاعر، وأن يحرصوا جميعاً على أن يكون كل منهم هو الأول بجهوده في الحفاظ على العلاقة، ولعل من أبرز النصائح التي تجدي نفعاً كبيراً في هذا الصدى ما يلي:
- الحرص على التواصل لأنه يعد بمثابة لقاحاً فعالاً ضد أي فيروسات من الممكن أن تهدد سلامة العلاقة.
- تبادل أطراف الحديث بودية، وتجنب الخرس والصمت الطويل لتوطيد العلاقة، لأن العلاقات السليمة بين المحبين تحيا بتبادل الأحاديث والفضفضة.
- كسر حاجز الصمت بالتعبير عن المشاعر وتحقيق تقارب أكبر من ذي قبل تعزيزاً للعلاقة.
- المشاركة في نشاطات متعددة بهدف ايجاد فرصة للتقارب من جديد.
- الحرص على إنعاش العلاقة بعمل تغييرات جذرية، والتخلص من أي فعل تحول إلى روتين بسبب الاستمرار عليه دون تغيير.
- الاستفادة من أي عطلات للترويح عن النفس والهروب من ضغوط الحياة إلى عالم رومانسي حالم يبث الروح من جديد في القلوب التي احتضرت باحتضار الحب.
- إحياء ذكرى المناسبات السعيدة والترتيب لها جيداً لتكون بمثابة إثارة للمشاعر التي استقرت يوما في القلوب.
وأخيراً، يجب العلم بأن العلاقات السليمة هي التي تقوم على المودة والرحمة، والتفاعل، والمشاركة، والتي يكون فيها كل طرف على استعداد للتضحية من أجل الآخر، وهي التي لا يمكن أن يتمكن منها الصمت الطويل، لأنها محمية بكل المقومات التي تساعد في نجاحها، وهي أيضاً التي تحفظ الكرامة، ولا تجرح المشاعر، تصون العهود، وتفي بالوعود، وهي العلاقات التي لا مكان فيها لوجع الحب، هي علاقات مغلفة بطاقة الحب العُليا لا مكان فيها أبداً للكراهية أو الانعزال أو التخلي.