أبرز جهود دعم المرأة في ريادة الأعمال والتكنولوجيا عربيا
خاضت السيدات الكثير من التجارب العملية الناجحة في مجالي ريادة الأعمال والتكنولوجيا عبر السنوات القليلة الماضية، حتى أن بعضهن تقلدن مناصب عديدة في كلا المجالين، ولكن كيف يدعم الشرق الأوسط نجاح المرأة في قطاع ريادة الأعمال والتكنولوجيا؟
كيفية دعم نجاح المرأة عبر ريادة الأعمال في الشرق الأوسط
وفقا لتحليل أجري بالاشتراك مع Deva Senevirathne، مؤسس Sonrai Analytics، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية تعمل على رصد عمليات البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تسريع تطوير الأدوية والرعاية الصحية، فإنه رغم النجاحات العديدة التي حققتها السيدات في قطاع التكنولوجيا وريادة الأعمال عالميا، إلا أنه لا يزال يُنظر إلى قطاع التكنولوجيا حتى الآن على أنه عالم الرجل.
وقد يكون أعظم فيلم عن السيرة الذاتية لـ Ada Lovelace، على الرغم من وفاتها عن عمر يناهز 36 عامًا، إلا أنها معروفة في التاريخ بأنها أول مبرمج كمبيوتر، بعد أن نشرت أول خوارزمية للكمبيوتر الميكانيكي لتشارلز باباج، المحرك التحليلي.
وبعد 170 عامًا من وفاة آدا المفاجئة، ولا يزال هناك مسافة يجب قطعها لتمكين التكافؤ الحقيقي للمرأة في التكنولوجيا وريادة الأعمال.
حيث أشارت الأبحاث وفقا للتحليل، إلى أن 5.96% فقط من أكثر من 64440 مطورًا تم تحديدهم على أنهم نساء، بينما تشير الأبحاث الجامعية إلى أن أكثر من 97% من الأدوار في DevOps يشغلها الرجال.
والأسباب الكامنة وراء هذه الفجوة معقدة، ولكن هناك شيء واحد واضح وهو أن الشركات التي تفشل في تعزيز التنوع بين الجنسين في كلا القطاعين تضر نفسها مالياً.
ووفقًا لبحوث ماكنزي، من المرجح أن يتفوق أصحاب الأداء الأفضل في التنوع بين الجنسين بنسبة 25% مالياً على أصحاب الأداء المنخفض، بينما يمكن أن يتوافق التنوع في القيادة العليا مع زيادة تقارب 20% في عائدات الابتكار التي أبلغت عنها الشركات.
ولقد أدرك الشرق الأوسط فائدة التحدي، والفرصة المتاحة في إطار هذه النتائج، لتصبح نسبة 57% من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في العالم العربي من النساء، وترتفع هذه النسبة إلى 61% في الإمارات العربية المتحدة.
الإمارات تدعم تمثيل المرأة في قطاع ريادة الأعمال
وفي أثناء حديثها في القمة العالمية للحكومات لهذا العام، قالت وزيرة الدولة للتنمية الحكومية والمستقبل بدولة الإمارات العربية المتحدة، عهود بنت خلفان الرومي: "لا يمكننا ببساطة إجراء محادثة حول تشكيل مستقبل أفضل للعالم دون وضع المرأة في مركزها التي تستحقه في مجال ريادة الأعمال والتكنولوجيا".
وتابعت الوزيرة الإماراتية: نحن لسنا هنا للدفاع عن المرأة لأنهن نساء، ولكن بسبب مساهمتهن الفعالة في مستقبل أفضل ومتوازن، مضيفة أنه ليس حديث للخطابات فقط، ولكنه قيمة عامة حتمية يجب على المجتمعات في الشرق الأوسط الاهتمام بها ووضعها في عين الاعتبار.
إذن، كيف يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تعزز استجابتها لتحدي المساواة بين الجنسين في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال؟
يتمثل أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها هذا القطاع في ضمان الاحتفاظ بالموهبات النسائية، حيث تشير الأبحاث إلى أن النساء يغادرن صناعة التكنولوجيا بمعدل 45% أعلى من الرجال.
وأدت جائحة كوفيد -19 إلى تفاقم المشكلات المنهجية التي تواجهها النساء عند العمل في قطاع التكنولوجيا أو ريادة الأعمال.
وفي أثناء الوباء، تم إجراء بحث حول كيفية تمثيل النساء في التكنولوجيا والإعلام وقطاع الاتصالات جوانب عملهن، وتراجعت نسبة النساء اللاتي وصفن رضاهن الوظيفي بأنه "جيد" أو "جيد للغاية" بنسبة 39%، بينما انخفضت المقدرة على الموازنة بين العمل والحياة بنسبة 54٪، وبالمثل انخفضت الرفاهية والسعادة في العمل بنسبة 54%.
وهذه الإحصائيات السابقة بمثابة مأساة لنساء أمضين سنوات في بناء حياتهن المهنية، لكنه يضر أيضًا بالشركات التي تفقد الاستثمار الذي وضعته داخل الموظفين، وبالنسبة للشركات الناشئة النسائية، يمكن أن يتمثل التحدي الرئيسي الآخر في التحيز ضد أعمالهن.
وفي عام 2019، ذهب 11% فقط من التمويل الأولي في الأسواق الناشئة إلى الشركات التي لديها مؤسسة نسائية، ولكن قضى الوباء على هذا التقدم الضئيل، بينما حصلت المؤسِّسات على 2.2% فقط من تمويل رأس المال الاستثماري العالمي.
وشهدت جمع الشركات الناشئة تمويلًا إضافيًا بنسبة 13% من أصحاب رؤوس الأموال في عام 2020 مقارنة بعام 2019، ومواجهة هذه التحديات ليست مهمة بسيطة لأي امرأة تعمل في مجال ريادة الأعمال أو في قطاع التكنولوجيا.
وبالمثل، فإن إحاطة نفسك بموجهين إيجابيين ونماذج يحتذى بها يساعد على تصور نفسك كقائدة نسائية في هذا المجال، وفي حين أن مستوى التحيز الموجود حول النساء في التكنولوجيا وريادة الأعمال هائل، لا يمكنك أن تدع تلك التحيزات تحدد كيف يمكن للآخرين أن ينظروا إليك.
وبينما يمكن أن يؤثر الاسترشاد بالنساء اللائي بنين أعمالهن التجارية الخاصة أو اللائي اضطلعن بأدوار قيادية في التكنولوجيا على كيفية إدراكك لمسار حياتك المهنية.
حيث يمكن أن يؤدي وجود هذه النماذج إلى تسهيل التعامل مع النقد والتراجع والانخفاض، وتدرك الكيانات في جميع أنحاء الشرق الأوسط قوة الشبكات للنساء في الأعمال التجارية، ولكل من أبوظبي ودبي مجالس مخصصة لدعم تطوير الأعمال النسائية، وبالمثل، فإن المملكة العربية السعودية لديها مجلسها الخاص المصمم لدعم نمو المرأة في الأعمال التجارية، وهذه الجهود المتضافرة لها تأثير كبير.
وفي الإمارات العربية المتحدة، تدير 23000 سيدة أعمال إماراتية مشاريع تزيد قيمتها عن 50 مليار درهم إماراتي، وفي المملكة العربية السعودية، قفزت مشاركة المرأة في صناعة تكنولوجيا المعلومات من 11% إلى 24% في عام 2021.
وهذه الأرقام واعدة بشكل كبير لنمو المرأة في التكنولوجيا وريادة الأعمال في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال الاستمرار في المناصرة والدعوة لمشاركة المرأة في كلا القطاعين، يمكن للمرأة أن تستمر في تحويل التكنولوجيا وريادة الأعمال، وخلق صناعات أكثر إنصافًا، وأكثر مرونة، وأكثر نجاحًا في المستقبل.