محطات ونصائــح
سأتابع حديثي في هذه المقالة عن المحطة الجديدة في حياتي بعد هونغ كونغ التي عشنا فيها ثلاث سنوات رائعة. فقد كانت زوجتي التي تملك شهادة في إدارة الأعمال، وأخرى في علم النفس، قد اختارت آنذاك التوقف عن العمل لست سنوات بعد ولادة ابننا الأول، كي تمضي معه هذه الأعوام التي وصفتها بالسنوات الحاسمة.
المحطة التالية في حياتي بعد هونغ كونغ كانت في تايلاند، حيث أمضينا سنتين، وسافرنا بعدها إلى الصين، وعشنا فيها عشر سنوات مدهشة من 2006 إلى 2016. مرّت الصين في تلك الفترة بتغييرات تقدّمية كثيرة كنت محظوظا برؤيتها مباشرة. في الصين، تركتُ "لوريال"، وانضممت إلى "هيرمس"، حيث كنت مسؤولا عن مشروع إطلاق علامة صينية تملكها الدار الفرنسية. مديري كان "باتريك توماس" الرئيس التنفيذي لدار "هيرمس"، وأتذكر أنني كنت في غداء معه في بداية المشروع، وشرح لي الرؤية من ورائه، فسألته عن الطموح لهذه العلامة. وقال: قصة "هيرمس" بدأت قبل 150 عاما. طموحنا اليوم هو أن تصير علامة "شانغ شا" بعد 150 عاما أكبر من "هيرمس"! كان العمل لدى "هيرمس" والإشراف على مشروع ريادي بمنتهى الفخامة حلما يتحقق. بعد "هيرمس"، عملتُ لدى علامة "لورو بيانا" لثماني سنوات بين الصين وأوروبا، وكنت خلف إحضار العلامة إلى منطقة الشرق الأوسط. إنها علامة رائعة الجمال وراقية للغاية مثل "هيرمس" و"لا بريري"، وكان عملي فيها أيضا تجربة رائعة.
وأود بهذه المناسبة أن أنوه بأنني من جذور جزائرية، وأب لولدين أنصحهما وأطلب منهما أن يفعلا ما يحبّانه.
حين كان ابني البكر تلميذا في المدرسة، عاد ذات يوم إلى البيت. وقال لي على مائدة العشاء إنه يريد أن يصبح ممثلا. وهذا طبعا مجال يصعب النجاح فيه، ومختلف جدا عن عالمي المهني. وسألته وقتها عن خطّته البديلة إذا لم ينجح في مجال التمثيل، فقال لي إنه ما من خطة أخرى، وإن هذا هو ما يريده. فشجّعته وطلبت منه أن يمضي قدما في المسار الذي اختاره.