عوالم الفن والأزياء

عوالم الفن والأزياء

مجلة هي

لأنني أحب تصميم الأزياء والرسم، لطالما كانت مسيرتي الفنية مفعمة بالغوص في أعماق التوجهات العالمية حيث تلتقي عوالم الأزياء، والتصميم، والتقنيات الجديدة والفن الكلاسيكي.

ولأنني كرّست حياتي للأعمال الإبداعية، وأسعى لتقديم منظور فريد وجديد إلى أعمالي التي تتطوّر دائما، ٍسأستمر في الاتجاه الذي بدأته في عام 2023، وسأحاول العودة في عام 2024 إلى الجذور الثقافية، والتقاليد والفلكلور، مع رحلة أكثر عمقاً في عوالم الخيال التي تحاكي الحكايات الخالدة. وهذا ليس مجرّد هروب إلى الخيال، بل هو بحث عميق وغوص في فضاء جديد حيث تتشابك الأحلام والواقع بانسجام، وهذا الحنين الجماعي للتواصل الثقافي ينبض في قلبي، وأنا أترجم هذا التوجه من خلال تقديم فصول جديدة وتوسيع عالم معرضي "كوزمودريمز".

فالواقع الافتراضي وتقنيات الواقع المعزز، اللتان كانتا تُعتبران في السابق مجرد وسيلتين للهروب، أصبحتا الآن أداتين لتعميق الصلة بالعالم. حيث تتداخل هذه التقنيات مع حياتنا بسلاسة من خلال ابتكارات مثل نظارات "ميتا راي-بان"، ما يُغيّر من طريقتنا في تجربة العالم ويبقينا أكثر ارتباطاً بالواقع، وذلك من خلال التخلص من قيود شاشات الهواتف الذكية.

المعارض الجديدة المرتبطة بالفن والأزياء بمثابة نوافذ تطل على روح العصر، عارضةً باقة فريدة من التأثيرات والإلهام. ويعتبر معرض "براداسفير الثاني" الذي أقامته ميوتشيا برادا وراف سيمونز، من أجمل المعارض وقد قدّم استكشافًا شاملاً لتطوّر دار الأزياء، وهو رؤية فنية معقدة. وجسد النهج المتعدد التخصصات في عالم الأزياء، حيث تتلاقى عناصر متنوعة لتشكيل سرد غني.

حدث مهم بالنسبة لي، هو معرض "الصدى الأثيري" الثنائي الذي أقيم في الرياض في نهاية عام 2023، وكان بالتعاون مع مصمم الأزياء السعودي يوسف أكبر. فقد جمع بين اللوحات والمنحوتات وفساتين الأزياء، مع تحسينات باستخدام الواقع المعزز والافتراضي، مضيفًا بُعدًا غامرًا وفريدًا، ليقدّم تجربة تتجاوز الحدود بين الفن والأزياء. ومن هنا، أصبح "الصدى الأثيري" شاهدًا على التوجهات المتطورة، حيث يتشابك التعاون والابتكار لتشكيل مستقبل التعبير الفني.

الاتجاهات الصغيرة، مثل الأوراق والأغصان، تزيّن فروعها برقّة، متشابكة من خلال جوهر الرؤية الفنية. وفي خضمّ هذه الرقصة الحيوية، تظل بعض العناصر كجذع دائم، مُرسخة استكشافاتنا الإبداعية ضمن المواسم والسنوات والاتجاهات المتغيرة.

بينما أقود سفينة "كوزمودريمز"، لا أكتفي بالتقاط التوجهات وحسب؛ بل أوجهها من خلال عدسة فريدة خاصة بي. فماذا سينتج عن هذا؟ سنرى في عام 2024.

Credits

    "مارينا فيدوروفا"Marina Fedorova 

    المديرة الفنّية لدار "سبوتنيك بارتنرز" للتصميم