رائدة أعمال السعودية آلاء الزواوي تكتب لـ"هي": قفزة الشجاعة والإرادة
في خضم حياة بدت "مرصعة بالذهب"، وجدتُ نفسي أتوق إلى شيء أكثر من ذلك. أثناء دراستي للحصول على دكتوراه في أيرلندا، أدركت أنه على الرغم من الاستقرار والراحة اللذين كنت أنعم بهما، كان هناك شيء حيوي ناقص. وخلال رحلة بحث عن الذات ذهبت بها في النيبال، اكتشفتُ بالصدفة متـــعـــة بســيــطــــة، وهي معــجــنــــات الـــزلابــيـــــة الآسيــــويـــــة اللــــذيــــذة والمعروفة باسم "مومو".
أشعلت تجربة تذوق الـ"مومو" في نفسي شرارة، شرارة التغيير والرغبة في التحرر من قيود المسار المتوقّع لي. ومنطلقة دون أي خبرة في صناعة الطعام، ملأتني فكرة تأسيس مطعم "مومو" MOMO بالشك والخوف، ولكن ما دفعني إلى الأمام كانت إرادة السعي خلف شغفي وإحداث تأثير هادف.
رحلتي في عالم ريادة الأعمال واجهت مقدارا كبيرا من الغموض والشــــك وعــــدم الــثــقــــة بالنـــفــــس. كان الخـــوف من الفشل يحوم حولي، ويهددني بأن يطغى على حلمي، غير أنني لم أتحمّل فكرة البقاء عالقة في حياة بلا إنجاز، بل ارتعبتُ منها.
انطلقت في هذا المسار غير التقليدي، متسلّحة بالشجاعة، ومدفوعة برغبة راسخة في تغيير الأمور وزعزعتها وتحدي المـــعـــاييــــر المجــتــمــعــيـــة. وفي النـــهـــايــــة أصبـــــح "مومـــــو" أكــــثر من مجرد مطعم، فهو رمز للصمود والتمكين والجرأة في مجابهة التوقعات.
اليوم، فيمـــا يحتــــــــــلّ مــطـــــــــعـــــم "مومو" بـفـــخـــــر مكانـــتــــــه بين أفـــضـــل مــطــــاعــــم الــزلابــيـــــة الآسيـــويـــــة في المــمـــلــــــكـــــة العــربــيـــــة السعــودية، أتأمّل في قوة المخاطرة واحتضان نقاط الضعف والتعرّضية. ولأنني امرأة في مجتمع يشهد تغييرا عميقا، أثبت من خلال رحلتي الإمكانات غير المــــحــــــدودة لريادة الأعمــــــال النسائية.
إلى زميلاتي النساء في جميع أنحاء المنطقة العربية، أشجّعكن على القفز، ومطاردة ما أنتن شغوفات به بلا خوف، واعتبار الفشل مجرد خطوة أخرى على طريق النجاح. دعونا نوحّد قوانا، ونحطّم الحواجز، ونصنع مستقبلا لا ترسمه القيود، بل ترسمه الفرص اللامحدودة.