السعودية أحد أكبر مصادر إلهامي وأعتبرها مكانا للوحي والبهجة
بمناسبة اليوم الوطني السعودي انفردت المجلة العربية الأولى مجلة "هي" بمقالات تهنئة كتبتها شخصيات عالمية لم تجتمع معا من قبل بعدد واحد في أي مطبوعة، ومن أهم تلك الشخصيات، رؤساء تنفيذيون لأهم شركات ودور المجوهرات والأزياء والجمال العالمية، ومجموعة من المديرين والمسؤولين في مناصب قيادية عليا في تلك الشركات. عبّروا جميعا عن إعجابهم واعتزازهم بالنهضة التي تشهدها السعودية في كل المجالات، ووجّهوا أحر التهاني للقيادة السعودية والشعب السعودي بهذه المناسبة.
مارينا فيدوروفا
Marina Fedorova
المديرة الفنّية لدار "سبوتنيك بارتنرز" للتصميم
Artistic Director of Sputnik Partners
تحتوي الروائع العالمية والأعمال الفنيــة المــتمــيزة دائــما على طاقة وانطباعات، إضافة إلى رسائل فكرية وعاطفية تلهم الفنان. وبالنسبة إلي فإن أحد أكبر مصادر الإلهام هي الأماكن التي أرسمها، ومنها المملكة العربية السعودية التي أعتبرها مكانا للوحي والبهجة. أرسم لوحات حية ومثيرة باستخدام تقنية alla prima مع الإحساس بجذور البلاد وثقافتها.
من خلال تجسيد حالتي العاطفية وترجمتها عن طريق الألوان النابضة بالحياة، وضربات الفرشاة، وتراكبات الطـبقات الملونة، فإنني أسعى لتسليط الضوء على أماكن مميزة. وهكذا أحـاول أن أحيي المناظر الطبيعية الأصيلة والفريدة من نوعها لمنطقة عسير، واتساع واحة العلا وتراثها المعماري، فضلا عن مدينة الدرعية المحصنة، وكأنها تخلّد التاريخ الفريد الذي تزهو به المملكة العربية السعودية.
وتظهر في لوحاتي سفينة فضاء تبدو غير ذات أهمية، إلا أنها في الواقع تعبّر عن موضوع الحفاظ على الهوية مهما تبدّلت الظروف وتغيّر الزمن. فضلا عن تطور التكنولوجيا، وحتى استكشاف الفضاء الخارجي. ولا سيما أن مشروعي الفنّي Cosmodreams يعتبر السفر وإيجاد أماكن جديدة وغير مستكشفة لا يزال يتعذّر على البشر الوصول إليها اليوم، جزءا أساسيا من القصّة. ونتيجة لذلك، أنسج عالما خياليا من خلال لوحات مميزة لروائع العالم القديم، وأغراض من التراث الثقافي، والآثار المعمارية. وهكذا يصبح الفضاء بالنسبة لي، جسرا يربط بين الحضارات، وأرضا خصبة لازدهار النشاط البشري والإنجازات العلمية والإنسانية بغضّ النظر عن الرموز الثقافية أو الوطنية.
ومع الأخذ في الاعتبار تطوّر التقنيات الحديثة واتجاهات الحاضر، أسطر فصول قصة بديلة من خلال استخدام الواقع المعزّز. ومع التكنولوجيا الرقمية، أتجاوز حدود اللوحة المسطّحة، وأتخيّل ما يمكن أن يحدث، على سبيل المثال، في واحة جميلة وعريقة مثل العُلا.
في عملي ثمّة مكان أيضا لموضوع مهم ومتعدّد الأوجه يتعلّق بجمال الأنثى، ومصيرها، وكيف يتجلّى في هذا العالم. فأنا أشكّل أعمالي من منظور المرأة وفهمها لهذا العالم كزوجة وأم وابنة ومهنية محترفة. ومن وجهي نظرها فإن القدرة على رؤية الجمال والشعور به قد تكون من أهمّ قدرات المرأة، إلى جانب القدرة على إلهام نفسها والأشخاص من حولها. فكما الزهور التي تملأ الحدائق المزهرة بأريجها ورائحتها، تملأ المرأة العالم وتشكّله وتدعمه بطاقتها الخاصة. وتحافظ المرأة في المملكة العربية السعودية بحكمة واحترام على هذه الطاقة الخاصة مهما كان دورها الاجتماعي. وكمثل واحة مظللة ومنعشة ومزهرة، فإن هذه القوّة تُسعد كل من يجد نفسه في حضورها.
تحية من القلب للمملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة وشعبها الطيب الوفي بمناسبة اليوم الوطني.