الطموح وأفضل استراتيجيات تحقيق الأهداف

هناك العديد والعديد من الأفراد الذين يملكون أهدافًا ويتمتعون بتخزين الكثير من الأحلام والطموحات في عقولهم الباطنة، وبالرغم من أن تلك الأحلام والطموحات قد تكون بسيطة وسهلة التنفيذ، إلا أن الغالبية العظمى من الناس لا يقومون بتحقيق أهدافهم، وذلك غالبًا ما يعود إلى الطريقة التي يقومون بها لتحقيق أحلامهم وتأثرهم بالمؤثرات الخارجية التي قد تثبط من عزيمتهم.

لذلك يجب اتباع بعض الاستراتيجيات المنطقية التي تساعد على تحقيق الأهداف وتجعلنا نشعر بالنجاح والتميز.

الالتزام بالطموح:

الالتزام بالطموح
الالتزام بالطموح

الالتزام بالطموح يعتبر من أهم الدوافع التي تساعد الأفراد على تحقيق أمر ما فطالما ظلت تلك الفكرة أو هذا الهدف أمام عينيك لا تتواني لحظة عن محاولة الوصول إليه فحتما ستقومين بتحقيقه يومًا ما.

إلا أننا قد نستخدم طموحنا بطريقة خاطئة ولا نستطيع تطويره وكيف نجعله يكبر يومًا بعد يوم فمن أهم الأمور التي تجعلك تستمرين في النجاح هي تطوير الطموح وتعلية سقف طموحاتك باستمرار فكلما قمت بتحقيق هدف معين تضعين خطة للوصول لهدف أكبر وهكذا.

إذا كان طموحك هو الوصول إلى هدف معين في حياتك المهنية فعليك أن تكوني مستعدة لبذل المزيد من الجهد والعمل الشاق حتى يمكنك رؤية أهدافك وقد تحققت بالفعل، وأما أن تكونين أكثر طموحًا فعليك بالسماح لذاتك بتجربة أشياء جديدة واستكشاف العديد من الخيارات فعليك أن تتحلين بالجرأة نوعًا ما فالطموح يجعلك على استعداد لتجربة الخوف، القلق، المغامرة، وغيرها.

وتذكري دائمًا أن أكثر الأشخاص نجاحًا قد يعرضون للفشل في أوقات من حياتهم لذا، إذا ما حدثت لك بعض الأمور المحبطة أو الفشل في بعض التجارب فلا تجعلين هذا يسمح لك بالاستسلام فالطموح لا يعني عدم الفشل بل يعني النهوض والقيام مرة أخرى بعد السقوط.

قومي بتحديد أهدافك بوضوح منذ البداية ثم رتبيها حسب الأولوية ومن ثم حسب الأسهل والأسرع في التنفيذ، ثم ابدئي في وضع الخطط لتنفيذها.

الأهداف الكبيرة تبدأ بعادات صغيرة:

الأهداف الكبيرة تبدأ بعادات صغيرة
الأهداف الكبيرة تبدأ بعادات صغيرة

حتى تصلين إلى تحقيق الأهداف الكبيرة عليك ممارسة بعض العادات الصغيرة والبسيطة التي يمكنك القيام بها يوميًا بسهولة والتي من شأنها أن تقربك من هدفك ولو بنسبة بسيطة جدًا.

يقول "غوردونتريغولد" ((Gordon Tredgold الرئيس التنفيذي لشركة "ليدر شيب برينسيبلز"أو "مبادئ القيادة" : "أن سر النجاح يكمن في التطلع لبلوغ أهداف سامية من خلال البدء بخطوات صغيرة، ثم المثابرة لتحقيق المزيد" ويكمل قائلاً: "تنبع النجاحات الكبيرة غالبًا من تراكم النجاحات الصغيرة".

فلا يعد تحقيق الأهداف الكبيرة من الأمور صعبة المنال إلا أنه يحتاج إلى المثابرة والاستمرارية واتخاذ خطوات واضحة وثابته فهذا يجعل الوصول للهدف أسرع وأسهل بكثير لذا، عليك عزيزتي تحديد بعض الأهداف الصغيرة القابلة للتحقيق في الوقت الحالي والتي تساعدك في الوصول إلى مسعاك فالأمر يبدأ بتحقيق النجاحات الصغيرة.

فعلى سبيل المثال، عند الرغبة في الحصول على درجة علمية معينة ولتكن الدكتوراه مثلا، لا يتم الأمر بين ليله وضحاها بل يبدأ الأمر بالتقديم حتى يتم قبولك كطالبة ثم دراسة المقررات التي تأهلك لإعداد الرسالة، ثم القيام بكتابة الرسالة ذاتها، وبعد ذلك تتم مناقشتها معك من قبل الأساتذة المختصين، وينتهي الأمر بمنحك درجة الدكتوراه.

وهناك العديد من الاستراتيجيات التي تتبع تلك الخطوات بصورة عملية فهناك إحدى الاستراتيجيات لتحقيق الأهداف تحث على تحسين الذات بنسبة 1% يوميًا وهي من أسهل الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها حيث أن هذه الاستراتيجية تعمل على الاستمرارية فكونك تقومين بتطوير ذاتك بنسبة 1% يوميًا هي نسبة ليست كبيرة تجعلك تشعرين بأن الأمر سهل فلا تتوقفي، إلا أنك بعد مرور شهر تجدين نفسك أصبحت أفضل بنسبة 30% ومن ثم يحدث لك تغيير كامل بنسبة 100% بعد ثلاثة أشهر، فهنا لا تبذلين الكثير من الجهد ولا ترهقين نفسك بأهداف غير واقعية أو صعبة المنال إلا أنك تصبحين أفضل دون بذل مجهود يذكر.

تدوين الأفكار:

تدوين الأفكار
تدوين الأفكار

يعتبر تدوين الأفكار من الطرق التي تساعدك على تحديد ما ترغبين بالوصول إليه بشكل دقيق حيث تشير الدراسات إلى أنه عند تدوين الأفكار فإن هذا يسمح لك بتحديد العواطف والأمور التي تزعجك وتحديد الأمور التي تستطيعين القيام بها بالفعل، لذلك قومي بوضع خطة واضحة على الورق وقومي بتطبيقها بشكل تدريجي على أن تبدئين بالأهداف الصغيرة ثم الانتقال إلى الأهداف الكبيرة تدريجيًا.

دائرة التميز:

دائرة التميز
دائرة التميز

هذه الاستراتيجية جيدة وفعالة جدًا ومجربة في الكثير من المواقف وينصح بها العديد من الخبراء وهي عبارة عن خطوات بسيطة عندما تقومين بتطبيقها تشعرك بحماسة عالية وفعالية في الأداء، استعيدي ذاكرتك وفكري في أحد الأوقات الماضية التي شعرت فيها بحماسة عالية وثقة كبيرة بالنفس واجعلي عقلك يستعيد تفاصيل ذلك اليوم أو التجربة التي قمت بها آنذاك ثم ضعيها في دائرة وهمية أمامك على الأرض وقومي بالوقوف بداخلها، تخيلي أنك تنتقلين إلى تلك الذكرى مرة أخرى وأن شعور الحماسة الذي كان آنذاك يتخلل جسدك فيبدأ بالدخول من أصابع قدميك مرورًا بجسدك وحتى قمة رأسك، تخيلي نفسك تنظرين من خلال عينيك كما لو كنت داخل تلك الذكرى، الآن سينتقل كل ما كنت تشعرين به وقتها إلى ذاكرتك الحالية وتشعرين بالدافع والحماسة يتغلغلان في جسدك، استغلي تلك اللحظة لتنشيط الشعور الإيجابي في داخلك وأنك تستطيعين القيام بأمور كبيرة وابدئي في تنفيذها بالفعل.

تنظيم الوقت:

تنظيم الوقت
تنظيم الوقت

أيضًا من أهم الاستراتيجيات التي تساعدك على تحقيق أهدافك بسهولة هي استراتيجية تنظيم الوقت والتوقف عن اتخاذ ضيق الوقت كذريعة لعدم إنجاز المهام، كوني دقيقة في تحديد مواعيدك وإن كان الأمر هامًا فعليك القيام بتحديد جدول مهام تلتزمين به، احرصي على تخصيص وقت محدد للأمر الأكثر أهمية في يومك ثم المهم فالأقل أهمية فهذه الطريقة تضمن لك إنجاز الأمور الأساسية بشكل أكبر وقد يتوفر لديك الوقت في نهاية يومك للقيام ببعض الأنشطة الترفيهية.

التواصل مع الآخرين:

التواصل مع الآخرين
التواصل مع الآخرين

يعد التواصل مع الآخرين من أهم الاستراتيجيات التي تجعلك تعرفين نتيجة مجهودك فيظهر على وجوههم وردة أفعالهم وطريقة استجابتهم لما تقولينه ما إذا كنت نجحت في إيصال فكرتك لهم أم لا.

إذا كنت تتحدثين عن أمر هام فاحرصي على الطريقة التي يستجيبون بها فإذا لم تكن هي الطريقة التي تتوقعينها فحاولي شرح ما تقولينه مرة أخرى والاستمرار في محاولة إيضاح فكرتك حتى تصل إليهم ويفهمونها بالطريقة التي ترغبين بها.

واحرصي دائمًا على أن تكون دائرة معارفك والأشخاص التي تتواصلين معهم من الأشخاص الفائزين وأن يكونوا ممن يقومون بدعمك والوقوف بجانبك لا أن يكونوا ممن يثبطون من عزيمتك، يقول البروفيسور "خوسيه فالنتينو رويزريستو" (Jose Valentino Ruiz-Resto)، عضو هيئة التدريس في جامعة فلوريدا (University of Florida): "عندما تربط نفسك بالفائزين، تصبح فائزاً".

تحديث الأفكار ومراجعة الخطط:

تحديث الأفكار ومراجعة الخطط
تحديث الأفكار ومراجعة الخطط

الخطط طويلة الأجل يجب مراجعتها كل فترة فاحرصي على أن تكون هناك خططًا يومية أو أسبوعيه بجانب خططك طويلة الأجل تنجزين فيها أعمالاً بسيطة تقربك من هدفك وقومي بمراجعة ما لم يتم تنفيذه بعد وإذا كان يحتاج إلى تعديل فقومي بذلك لأن ما يصلح للتنفيذ اليوم قد لا يصلح غدًا، فمع التطور السريع جدًا الذي يحدث للحياة يومًا بعد يوم يجب أن تتكون خططك ملائمة للمعطيات الجديدة لكي لا تصابين بالخمول واليأس وتشعرين بالتأخر عن تحقيق أهدافك.