ما هي علاقة الدورة الشهرية بالبواسير
ما هي علاقة الدورة الشهرية بالبواسير، مع أن الموضوعين مختلفين شكلاً ومضموناً إلا أنه يبدو أن هناك علاقة شبة مؤكدة بين الدورة الشهرية المعروفة عند النساء، ومشكلة البواسير التي يعاني منها الرجال والنساء على حد سواء.
والدورة الشهرية أو الطمث أو الحيض، هي مسميات لنزول الدم هي سلسلة من التغيرات الطبيعية في إنتاج الهرمونات وكذلك بنية الرحم والمبيض في الجهازِ التناسلي الأنثوي، لإِعداد الرحم للحمل المحتمل.
تتحكم دورة المبيض في إنتاج البويضات وإطلاقها، والإطلاق الدوري لهرموني الإستروجية والبروجسترون. كما تتحكم دورة الرحم في تحضير وصيانة بطانة الرحم لاستقبال البويضة المُخصبة.
هذه الدورات متزامنة ومنسقة، وعادة ما تكون مدتها 28 يوماً، لذلك تحصل المرأة عموماً على دروتها الشهرية كل 28 يوماً. وقد يكون طول الدورة أقصر من 21 يوماً، أو قد يصل إلى 40 يوماً عند بعض النساء.
أما البواسير فهي من المشكلات الصحية الشائعة عند العديد من النساء، وقد تتطور بعد الحمل والولادة. والبواسير هي توسع يحدث في الأوعية الدموية التي تُزود فتحة الشرج بالتغذية، وتظهر في حالة الضغط المتزايد على الحوض مما يتسبب في زيادة حجم الأوعية الدموية .
ما هي أنواع وأعراض البواسير
هناك نوعان من البواسير، البواسير الداخلية والبواسير الخارجية، ولا يتسبب النزيف الداخلي الناتج عن البواسير الداخلية الأكثر شيوعاً عادة بالألم، بينما البواسير الخارجية عادة ما تتسبب بالكثير من الالام، ولكنها في كثير من الأحيان لا تحدث نزيفاً، والنزيف الناتج عنها هو نزيف ضعيف.
وتشتكي الكثير من السيدات من آلام شديدة في المستقيم خلال الأيام الاولى من الدورة الشهرية، ويتسبب في الإصابة بنزيف في المستقيم، وشعور بالإنزعاج.
ومن أعراض وعلامات البواسير ما يلي:
- نزيف غير مؤلم أثناء حركة الأمعاء، إذ يلاحظ الشخص المصاب بالبواسير بوجود كميات قليلة من الدم الأحمر الزاهي في المرحاض.
- الحكة وتهيج منطقة الشرج.
- الألم والإنزعاج أثناء التبرز، والرغبة الشديدة في التبرز.
- حدوث تورم حول منطقة الشرج.
- ظهور كتلة مؤلمة بالقرب من فتحة الشرج، عادة ما تكون الباسور الخثري.
ما هي علاقة الدورة الشهرية بالبواسير
كما أشرنا أعلاه، هناك علاقة وطيدة بين الدورة الشهرية والإصابة بالبواسير وذلك خلال الأيام الأولى من بدء الحيض بشكل شائع. ويعود السبب في ذلك للهرمونات التي يعمل الجسم على إفرازها خلال فترة الدورة الشهرية، ما يتتسبب بالإصابة بالإمساك بشكل نسبي.
كما تتسبب هرمونات الدورة الشهرية باسترخاء عضلات القولون وتصلب البراز، ما يؤدي للإصابة بالنزيف والحكة ونزول البواسير عند بعض النساء.
ويرجح الأطباء وجود علاقة بين اضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظامها وبين الإصابة بالبواسير، والسبب في ذلك قد يكون جراء الإصابة بمتلازمة المبيض أو مشكلة التكيسات خاصة في حال خسارة الوزن بسرعة أو عند الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي. كذلك تتسبب التشنجات والتهابات الرحم في الضغط على العضلات الألوية التي تشكل الأرداف، ما يتسبب بتشنجات في العضلات وآلام في أسف الظهر والحوض ورغبة شديدة في التبرز.
وبحسب ما جاء على موقع "المرسال" نقلاً عن كريستين هيرد، نائب رئيس قسم السمنة والنشاط في عيادة CareMount الطبية في نيويورك: "إن الألم المزمن في البواسير خلال أيام الدورة الشهرية، أمر شائع بشكل خاص في حال كان الرحم يميل نحو الظهر، حيث أن الأعصاب في أجزاء الجسم المجاورة مترابطة فيما بينها، ما يسبَب الألم في مكان آخر غير الرحم.
وتؤكد هيرد أن الرحم لدى معظم النساء يميل نحو الأماما، لذا يشعرن بالتهاب في الرحم ومنطقة البطن. لكن في حال ميلان الرحم في الإتجاه المعاكس وهو الأمر الأقل شيوعاً لكن طبيعي، فإن المرأة تشعر بتشنجات في الظهر والمؤخرة. لذا يوصي الأطباء النساء اللاتي يعانين من هذه الآلام، بالإسترخاء في حمام ماء دافئ واللجوء للتدليك، فضلاً عن ممارسة بعض التمارين التي تزيد من مرونة العضلات.
كيف يمكن الوقاية من البواسير خلال الدورة الشهرية
بما أن هرمونات الدورة الشهرية تؤثر بشكل سلبي على حركة الإمعاء، فإن أفضل نصيحة يمكن اسداؤها لتجنب البواسير خلال الدورة الشهرية هي تقليل الإصابة بالإمساك من خلال تناول الأطعمة الصحية الغنية بالألياف، وشرب الماء بكميات كبيرة، أو استخدام مواد ملينة للبراز في حال دعت الحاجة لذلك إنما بعد استشارة الطبيب.