علامات تشير لتناولك الملح بصورة مفرطة.. وهذه نتائجه السلبية على صحتك
يلقي معظمنا باللائمة على السكر في تركيزنا على خيارات الأطعمة غير الصحية التي يمكن أن تتسبب في زيادة وزننا، فيما أن هناك عنصرًا آخر يستحق أن يوضع في دائرة الإتهام أيضًا: ألا وهو الملح...
فالإفراط في تناول الملح يمكن أن يُشكَل مشكلةً أيضًا.. ونحن هنا لا نتحدث عن ليلة تقضينها في مشاهدة فيلم جميل، وأنت تتناولين رقائق البطاطس المملحة أو البوب كورن المالح وغيرها من الأطعمة الغنية بالملح. بل نتحدث عن استهلاك مفرط للملح يمتد لفترة لا بأس، ويمكن أن تكون له تداعياتٌ سلبية على صحتك على المدى الطويل، لا يقتصر فقط على زيادة الوزن!
فإن كنت عزيزتي ممن يحبون الطعم المالح في الطعام، مثلي للأسف.. وتستهلكين كميات كبيرة منه طوال الوقت، ننصحك بالتوقف عن هذه العادة السيئة لأنها تحمل لك الكثير من الضرر الذي نستعرض وإياك تفاصيله في تقريرنا اليوم.
إنما بدايةً، دعينا نجيب عن السؤال الذي يطرحه الكثيرون؟
هل الملح غير صحي؟...
نقل موقع "كليفلاند كلينك" عن اختصاصية التغذية جوليا زومبانو جوابها بالآتي: "يجب أن يكون الجميع على دراية بكمية الملح التي يتناولونها وكيف تؤثر عليهم. لا يُعدَ الملح غير صحي ما لم نتناول الكثير منه."
مضيفةً أنه يجب التفريق بين الملح والصوديوم؛ يتكون الملح من معدنين، الصوديوم بنسبة 40% والكلوريد بنسبة 60%. والصوديوم الموجود في الملح هو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك في حال تناولت الكثير منه.
"لكن جسمك يحتاج أيضًا إلى الصوديوم للبقاء على قيد الحياة" تشدد زومبانو؛ "بكميات صغيرة، يساعد الصوديوم أعصابك وعضلاتك على العمل بشكل صحيح ويُوازن السوائل في جسمك."
ماذا يحدث في حال انخفاض نسبة الصوديوم بالجسم؟
تقول زومبانو إنك تحتاجين إلى ما لا يقل عن 1500 ملليغرام من الصوديوم يوميًا. وأي انخفاض في مستويات عن هذا الحد، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم واختلال توازن الكهارل في الدم.
وتشمل علامات نقص الصوديوم ما يلي:
- الدوخة.
- الصداع.
- انعدام الطاقة في الجسم.
- التعب العضلي.
- الغثيان.
بالنسبة لمعظم الناس، فإن الحصول على كمية كافية من الصوديوم ليس مصدر قلق؛ كونه موجودفي العديد من الأطعمة التي نأكلها يوميًأ. وبغض النظر عن نوع ملح الطعام الذي تضيفينه إلى طعامك في المنزل أو المكتب- سواء كان الملح المُعالج باليود أو ملح البحر أو ملح الكوشر أو ملح الهيمالايا الوردي - فالأمر سيان عندما يتعلق الأمر بكمية الصوديوم التي يحتوي عليها. الفرق الوحيد هو أن بعض الأصناف قد تحتوي على معادن مفيدة أخرى، بحسب زومبانو.
ما هي كمية الملح الكثيرة؟
توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) البالغين بتناول أقل من 2300 ملليجرام من الصوديوم يوميًا؛ أي حوالي ملعقة صغيرة من ملح الطعام. وتقول زومبانو في هذا الشأن: "إذا أكلت أكثر من هذه الكمية في يوم واحد، فلن يؤذيك الأمر. ولكن تجاوز الكمية الموصى بها باستمرار الكمية، يعني تناول الكثير من الطعام، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك."
أضرار الإكثار من تناول الملح
النظام الغذائي الغني بالصوديوم يجعلك تحتفظين بالسوائل، مما يؤدي تورم جسمك على المدى القصير. لكن الأمر الأكثر إثارةً للقلق هو تأثيره على جسمك مع الوقت؛ إذ يمكن أن يؤثر تناول الصوديوم الزائد سلبًا على وظائف الكلى. كما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو العامل الأكثر خطورةً للإصابة بالسكتة الدماغية.
وتوضح زومبانو: "إذا قمت بفحص ضغط الدم مرةً واحدة فقط في العام، فقد تكون النتيجة طبيعية في ذلك اليوم. ربما تكونين يومها صائمة، وبعدها شربت فنجانًا من القهوة وتبولت كثيرًا، وبالتالي يبدو ضغط دمك جيدًا. ولكن قد لا يكون الأمر طبيعيًا إذا أجريت الإختبار ذاته بعد تناول الطعام بالخارج في مطعم مثلًا ".
علامات تشير لتناولك الصوديوم بصورة مفرطة
من المهم أن تعرفي عزيزتيتأثير الصوديوم عليك، لأن طبيعة جسم كل شخص مختلفة عن الآخر. لذا وبعد تناول وجبة مالحة، ابحثي عن العلامات التالية لمعرفة ما إذا كنت أكثر حساسية لتأثيرات الصوديوم:
-
الانتفاخ
الصوديوم يجذب الماء؛ إذا كنت تأكلين الكثير من الأطعمة المالحة، فسوف تعانين من احتباس السوائل (عندما يحتفظ الصوديوم بالماء في جسمك). والنتيجة؟ الشعور بالانتفاخ في مناطق مختلفة من الجسم، خاصةً حول البطن والعينين. كما قد تلاحظين أيضًا حدوث تورم في يديك وقدميك.
-
زيادة العطش
تُظهر الأبحاث الحديثة أن المستويات المرتفعة من الصوديوم، لا تجعل الناس أكثر عطشًا. لكن وعلى الرغم من ذلك، لا يسع البعض سوى تناول المزيد من السوائل بعد تناول الأطعمة المالحة. هل لديك المشكلة ذاتها؟!
-
ارتفاع ضغط الدم
يتواجد الصوديوم أساسًا في دمائنا، ويسحب الماء إليه. لذلك، إن كنت تأكلين الكثير من الصوديوم؛ فإن المزيد من الماء يدخل مجرى الدم. ويضغط الحجم الأكبر للدم على جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
-
نوعية النوم الرديئة
تناول الكثير من الصوديوم يمكن أن يفسد نومك؛ خاصة إذا كنت تتناولينه في المساء. إذ يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى جانب الرغبة في الشرب والتبول،في التأثير علىجودة النوم وإيجاد صعوبة في النوم براحة وطمأنينة.
كيف تتخلصين من الصوديوم الزائد
بعدما استعرضنا وإياك لآثار الإفراط في تناول الصوديوم، ينبغي لنا الآن التطرق للوسائل التي تساعدك في التخلص من الكميات الفائضة عن حاجة جسمك، والتي تتسبب في هذه الآثار السلبية.
وتنصحك زومبانو بالتعرق كأفضل وسيلة للتخلص من الصوديوم الزائد: "إن أفضل شيء يمكنك القيام به هو التعرق. إذ يزيل العرق والبول والدموع الصوديوم بشكل طبيعي من الجسم."
وللتعرق أكثر، ما عليك سوى ممارسة الرياضة أو الجلوس في غرف الساونا؛ مع ضرورة شرب الكثير من الماء والسوائل، واتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم في اليوم التالي أيضًا.
كيف تكتشفين الصوديوم الزائد في الأطعمة
ينصحك الخبراء ومنهم نوف خميس،مدير إدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات؛ بوجوب زيادة التثقيف الصحي حول محتويات الأطعمة التي تشترينها من السوق، أو تطلبينها لنفسك ولأولادك في العمل أو المطعم. مُشدَدة على ضرورة قراءة الملصق الغذائي للمنتج عند التسوّق، وكيفية التعرّف على كميات الملح التي تحتوي عليها المنتجات الجاهزة أو المعلبة والتي يتم استهلاكها بشكل يومي.
وجاءت هذه النصيحة ضمن حملة مجتمعية أطلقتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية الشهر الماضي؛ للتوعية بأضرار الملح وتشجيع أفراد المجتمع على اتباع أنماط حياة صحية، من خلال تناول الطعام الصحي والتقليل من استهلاك الملح الذي يؤدي الإفراط في تناوله إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، واختيار بدائل صحية عنه في إعداد الطعام.
وأكدت خميس على أهمية مثل هذه الحملات، لتوعية جميع أفراد المجتمع من البالغين والصغار وكبار السن، بهدفالحفاظ على صحة جيدة والوقاية من الأمراض الناتجة عن الإكثار من تناول الملح. خصوصاً أن الإفراط في تناول الملح يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والعديد من الأمراض الأخرى.
في الختام، فإن الإكثار من تناول الملح يضر بصحتك. لكن بذلكلجهد واع لإدارة الصوديوم في نظامك الغذائي سيؤتي ثماره على المدى الطويل، وسيُجنبَك الانتفاخ والعطش الذي يتبع الوجبة المالحة وخطر ارتفاع ضغط الدم في المستقبل وما يليه من أمراض خطيرة.