كسور مفصل الحوض لدى كبار السن المصابين بهشاشة العظام وعلاجها

تعتبر هشاشة العظام لدى المرضى كبار السن وخاصة السيدات بعد انقطاع الدورة الشهرية، من أكثر الأمراض شيوعاً في المنطقة العربية نظراً لارتفاع نسبة المرضي الذين يعانون من نقص حاد في نسبة فيتامين د لفترات طويلة.  

وبحسب الدكتور إيهاب شحاته، رئيس قسم العظام والكسور بالمستشفى الدولي الحديث في دبي، فإن عدم الانتظام في ممارسة الرياضة بصورة مستمرة، والعادات الغذائية غير السليمة  وزيادة  الوزن، كل هذه العوامل تجعل هشاشة العظام ونقص الكالسيوم في العظام منتشرة بين كبار السن في منطقتنا.

ومع التقدم بالسن، وكثرة استخدام وسائل المواصلات العامة والخاصة لقضاء الحاجيات والأمور اليومية المعهودة، وازدياد حوادث السير والطرق، والإصابات المنزلية مثل التزحلق على الأسطح المبللة، أصبح مرضى هشاشة العظام الكبار أكثر عرضة للإصابة بكسور الحوض المعقدة التي تتطلب فترات زمنية طويلة لحين التئام هذه الكسور تماماً والشفاء منها.

ويشير د. شحاته ان العديد من الدراسات العلمية، أثبتت أن هذه الكسور لدى كبار السن من أكثر النسب المعرضة للخطر والمضاعفات الجسيمة للحالات الدموية، وجلطات الصدر التي تودي الي الوفاة ونسب الإعاقة الشديدة مع عدم العودة إلى ممارسة الحياة والمشي بصورة طبيعية. 

إمكانية التئام الكسور عند مرضى هشاشة العظام من كبار السن

ومما لا يعرفه الكثيرون من مرضى هشاشة العظام، أنه وعلى الرغم من سهولة حدوث تلك الكسور الخطيرة والمعقدة، إلا أن أنسجة العظام تبقى تمتلك القدرة علي الالتئام الكامل والسليم للنسيج العظمي.

هذا ما يؤكد عليه د. شحاته، مضيفاً أن مع تقدم الوسائل الطبية الحديثة في التشخيص والعلاج  أتاح دراسة تلك الكسور دراسة عميقة. ومع التقدم التكنولوجي في صناعة شرائح معدنية خاصة لهذه الكسور، ووجود بدائل عظمية تساعد في سرعة التئام الكسور، وبالتالي الشفاء من هذه الإصابات.

وتتطلب علاج الكسور خبرات جراحية خاصة وطرق حديثة في علاج هذه الكسور، ونتيجة لذلك التطور العلمي أصبح علاج كسور مفصل الحوض المعقدة لدى المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام يؤدي الى نتائج هائلة وإيجابية.

حالة شفاء لمسنة عانت من كسور الحوض

ويعطينا د. شحاته مثال على إمكانية الشفاء من كسور الحوض الصعبة حتى لدى كبار السن ممن يعانون من هشاشة العظام وغيرها من الأمراض.

فقد استقبل المستشفى الدولي الحديث مريضة تبلغ من العمر 88 عاماً، تعاني من هشاشة العظام ومرض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، وكانت تعاني سابقاً من أورام سرطانية بالثديين وتم استئصالهما منذ أكثر من عشرين عاماً. كما خضعت سابقاً لجراحة استبدال مفصلية للركبتين، وجاءت المستشفى الدولي نتيجة انزلاق على الحوض الأيسر مما أدى إلى كسر متفتت ومعقد بمفصل الحوض.

وبالرغم من كل الأمراض التي تعاني منها المريضة، تم استقبال الحالة وإجراء الجراحة اللازمة لها تبعاً لأحدث البروتوكولات العالمية في علاج هذه الكسور، وتم استرجاع الكسور وتثبيتها بشريحة تيتانيم خاصة. ومع إضافة البدائل العظمية، استطاعت المريضة تحريك الطرف السفلي الايسر في غضون أيام بعد الجراحة، كما استطاعت الوقوف بعد ثلاثة أسابيع.

ما يؤكد إمكانية علاج الكسور لكبار السن ومرضى هشاشة العظام ي أي مرحلة عمرية ومهما كانت حالة الكسر.

إنما تبقى الوقاية من كسور الحوض أهم ما ينصح به الأطباء ومنهم د. شحاته، لجهة اتباع نمط حياة صحي يعتمد تناول الأطعمة الصحية، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وانقاص الوزن، فضلاً عن ضمان مستويات طبيعية لفيتامين د في الجسم من خلال تناول الأطعمة الغنية به أو تناول المكملات الغذائية الموصوفة من قبل الطبيب المختص.

وكلما بدأ مرضى هشاشة العظام باتباع هذه النصائح في مرحلة مبكرة من المرض، كلما ضمنوا انخفاض معدلات كسور الحوض المعقدة وغيرها من الكسور الشائعة لدى كبار السن.