9.9 مليار دولار قيمة صناعة تطوير الذات عالميا
قد يبدو تطوير الذات (أو ما يطلق عليه أيضا التنمية الشخصية أو المساعدة الذاتية)، في ظاهر الأمر، أمرا جيدا وإيجابي للغاية، يجب أن تقوم به كل امرأة، لأن الجميع بالطبع يرغب أن يكون أفضل في المستقبل أليس كذلك؟ إلا أن تطوير الذات أو بمعنى أدق صناعة تطوير الذات والتي تقدر قيمتها بنحو 9.9 مليار دولار تتضمن بعض السلبيات، وما يمكن وصفه بالجانب المظلم.
مجموعة من أهم الأسباب التي تجعل من صناعة تطوير الذات تتضمن سلبيات وجانب مظلم
صناعة تطوير الذات وهي كما ذكرنا أعلاه، صناعة ضخمة بقيمة 9.9 مليار دولار غالبا ما تتعامل مع السلع والخدمات المتعلقة بعملية تطوير الذات (مثل كتب تطوير الذات، البرامج الإذاعية المتخصصة في تطوير الذات، برامج اللياقة والصحة والجمال لتطوير الذات) كسلعة تجارية تهدف إلى الربح، لذلك فإنها غالبا ما تهدف إلى تسويق منتجات أو خدمات وإقناع المستهلك بأنها ما يحتاج إليه لتطوير الذات في حين أن غالبية هذه المنتجات قد لا تكون مجدية بالنسبة له أو قد لا تكون ما يحتاج إليه.
صناعة تطوير الذات غالبا ما تسوق أيضا لفكرتين سلبيتين بهدف تشجيع الآخرين على استخدام منتجاتها وبرامجها التجارية التي تهدف إلى الربح وهما:
فكرة: أنت لست جيد بما يكفي ولذلك فأنت بحاجة لتطوير الذات حتى تصبح جديرا بالحصول على حب/احترام/تقدير الآخرين.
فكرة : أنه يجب أن تسعى دائما أن تكون الأفضل والتي تجعلك تدور في حلقة مفرغة من المنافسة وعدم الشعور بالرضا وأن يصبح النجاح في تحقيق أمر ما هدف في حد ذاته، وليس وسيلة لمساعدتك على الحصول على خيارات أفضل أو حياة أفضل.
صناعة تطوير الذات أو من يعملون بهذه الصناعة غالبا ما يسوقون مجموعة محددة من النماذج-للرجال والنساء على حد سواء- على أنها المرادف الحقيقي للنجاح وما يجب أن يكون عليه الرجل أو المرأة ليكون أكثر نجاحا أو سعادة، وغالبا ما تتضمن هذه النماذج معايير محددة وقاصرة للشكل والمظهر والحياة العملية والاجتماعية والوضع المادي، في حين أن المعنى الحقيقي والأسمى لتطوير الذات هو محاولة أن تكون أفضل صورة من نفسك أنت وليس محاولة التحول لشخص مختلف تماما ومحاكاة أولئك الذين قد تعتقد أنهم النموذج الأوحد أو المرادف الحقيقي للنجاح.
هناك عدد ليس بالقليل من خبراء تطوير الذات استطاعوا تحقيق الكثير من الشهرة والنجاح في صناعة تطوير الذات، بسبب حقيقة أنهم مسوقي محتوى ممتازين إلا أن مؤهلاتهم كمتخصصين في تطوير الذات ومساعدة الآخرين على تطوير الذات والتنمية الشخصية، قد تكون دون المستوى أو ليست جيدة بما يكفي.
صناعة تطوير الذات تسوق لفكرة أن سلع تطوير الذات التي تقدمها (سواء كانت كتب، برامج، أدوات ومنتجات أخرى متعلقة بالحميات الغذائية واللياقة) تحقق نتائج فعالة خلال عدد فترة محدودة من الوقت (أيام/أسابيع/أشهر قليلة)، بهدف تسويق المنتج أو السلعة وتحقيق الربح، وهو ما يخالف حقيقة ومضمون تطوير الذات وهو عملية تتطلب بذل الوقت والجهد والصبر وتكرار المحاولة لحين تحقيق النجاح، دون البحث عن حلول سحرية أو طرق مختصرة.
تسويق فكرة الحلول السحرية أو الطرق المختصرة-مثل تعلم مهارة ما خلال 20 ساعة فقط- تتلاعب بالشخص العادي وتخلق نوع من أنواع هوس أو إدمان الحلول السريعة، مما يؤثر سلبا على فرص تطوير الذات في المستقبل.
هناك عدد ليس بالقليل من المنتجات والسلع التي تسوق لتطوير الذات تقلل من التفاعلات الشخصية للآخرين وتزيد من العزلة، وغالبا ما تؤثر سالبا على العلاقات الشخصية في حين أن التفاعل مع الآخرين والعلاقات الشخصية غالبا ما يلعب دور كبير في تطوير الذات والتنمية الشخصية.
صناعة تطوير الذات تسوق أيضا لفكرة أن تطوير الذات يتطلب إنفاق الكثير من المال على شراء كتب ما أو برنامج رياضي وغذائي ما أو أدوات وأجهزة ما أو حتى تطبيقات حاسوب وهواتف ذكية باهظة، في حين أن عملية تطوير الذات تعتمد بشكل كبير على استخدام المتاح والمتوفر، بأفضل الطرق الممكنة، لتحقيق أفضل النتائج، مع بعض الاستثمارات المالية المحدودة ذات النتائج المضمونة غالبا مثل الدورات التدريبية والكورسات المعتمدة، وتشجع أيضا على فكرة استخدام البدائل العملية المفيدة وليس المنتجات والسلع التي لا تتميز عن سواها سوى أنها مقدمة من ماركة شهيرة أو تم تسويقها والدعاية لها جيدا.