تخلصي من المشاعر السلبية باتباع هذه الطرق الفعالة

اعتاد الناس على الإهتمام بصحتهم البدنية لجهة فحص وعلاج الأمراض المختلفة وإنقاص الوزن الزائد من خلال اتباع حمية أو رجيم معين، دون الإلتفات بشكل جدي لصحتهم النفسية التي قد تتأثر سلباً أو إيجاباً بالمشاكل الصحية التي تواجههم أو جراء نمط الحياة غير الصحي.

ومؤخراً ازداد تركيز الأطباء وخبراء الصحة على ضرورة إيلاء الصحة النفسية المزيد من الإهتمام، كونها تؤثر على صحة الجسم والعقل وتتسبب بمضاعفات وأعراض خطيرة تصل في بعض الحالات إلى الإكتئاب الشديد والتفكير بالإنتحار.

أحد نواحي الصحة النفسية السيئة، هي المشاعر السلبية التي تعترينا لأسباب عدة مهنية واجتماعية وحياتية وغيرها، وتنعكس هذه المشاعر بشكل قوي على صحتنا الجسدية والنفسية ما يجعلنا نعاني من الإضطرابات والتعب وغيره.

لذا اخترنا اليوم التطرق لبعض النصائح الفعالة التي ينصحنا بها خبراء الصحة النفسية، في التخلص من المشاعر السلبية ومنع نتائجها السلبية على الصحة.

نصائح فعالة للتخلص من المشاعر السلبية

الاستماع الداخلي للذات والانفتاح على الاخرين وسائل تخلصك من المشاعر السلبية
الاستماع الداخلي للذات والانفتاح على الاخرين وسائل تخلصك من المشاعر السلبية

نقل موقع "العربية.نت" عن موقع Stylist أن اتباع روتين خاص يومي، يسهم في تخليصك من بعض المشاعر السلبية التي تنتابك جراء ضغوطات الحياة والعمل.

ويعتمد الموقع الأجنبي في هذا الأمر، على محتويات كتاب جديد بعنوان How To Grow Through What You Go Through  "كيف تنضج من خلال ما تمر به"، شارك في تأليفه خبيرا الصحة النفسية جودي كاريس وتشانس مارشال.ويتضمن الكثير من النصائح العامة لرعاية الصحة النفسية، منها التعامل مع الحزن أو تقلبات العلاقات الشخصية والإجتماعية، من خلال الاعتماد بدرجة كبير على مفهوم "الصيانة النفسية اليومية".

هذا المفهوم توصل إليه الخبيران كوسيلة مساعدة لتبني نهج أكثر استدامة للرفاهية النفسية بوسائل بسيطة وواضحة. وقالت كاريس عن الصيانة النفسية اليومية "أنها بشكل أساسي، نهج استباقي لرعاية الصحة النفسية يمكن تطبيقه بشكل متسق وتدريجي للحصول على نتائج جيدة". مضيفة: "لا يتعلق الأمر بإصلاحات سريعة ولكن بالتزامات منخفضة المستوى تجاه النفس من خلال الفضول الذاتي والأنشطة، التي تساعد على زيادة الشعوربالإنتعاش، من خلال تخطيط مرن للالتزام بالقيام بخطوة واحدة أسبوعيًا حيث يمنح الشخص مساحة ليكون نفسه".

من جهة ثانية، أشار مارشال إلى أن فكرة تخصيص وقت معين للعناية بالصحة النفسية قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، إلا أن الأمر لن يستغرق وقتًا طويلاً حتى يلمس الشخص الفوائد منها.

وينصح الخبيران بضرورة البدء بممارسة واحدة من الخطوات التالية تدريجياً:

الراحة والاسترخاء من النصائح الفعالة للتخلص من المشاعر السلبية
الراحة والاسترخاء من النصائح الفعالة للتخلص من المشاعر السلبية
  • الإستماع للصوت الداخلي: إن وعي الإنسان لصوته الداخلي يساعده على الراحة لالتقاط أنفاس عميقة وطرح سؤال على نفسه عما يشعر به، تاركاً مساحة جيدة للمشاعر كي تظهر. ثم يسأل نفسه مجدداً عن حاجاته سواء كانت غذائية أو علاجية أو راحة واستجمام، مع ضرورة الإستماع جيداً للذات والإستجابة لما تحتاجه.
  • إفساح مساحة لكافة المشاعر: ينبغي السماح لمشاعرنا بالتدفق وعدم لجمها، سواء كانت سلبية أو إيجابية. فإفساح المجال لهذه المشاعر بالظهور يساعد في توصيف المشكلة ومعرفة المواقف الإيجابية والسلبية بغية التعامل معها بدقة أو التخلص منها. وشدد مارشال على ضرورة النظر بعناية واهتمام لكافة المشاعر الطبيعية، سواء كانت إيجابية أم سلبية، لإدراكها وتغيير الطريقة التي يشعر بها المرء كي لا تتضخم المشكلة. ويتحقق ذلك من خلال إدراك الذات الداخلية وتكوين صداقات مع ما يجري داخل النفس، والسماح بأن يشعر بالثقل والخفة دون إصدار أية أحكام، مع أهمية إطلاق العنان لنفسه لتفصح له عما يحتاج لمعرفته عنها.
  • الإنفتاح على الآخرين: في محاولة لتجنب الحرج الإجتماعي وعدم فضح المشاكل النفسية التي يعاني منها البعض، فإنهم يلجأون لارتداء "أقنعة" تخفي أنفسهم الحقيقية. وهذه الأقنعة تزيد من حدة المشاعر السلبية عوضاً عن تخفيفها، لذا ينصح خبيرا الصحة النفسية بوجوب الإنفتاح على الآخرين لتقليل الشعور بالوحدة ومواجهة المشاعر بشكل أكثر فعالية. ونصحت كاريس الجميع بضورة "مشاركة ما يشعرون به حقًا حتى يتمكنوا من رؤية كيف يتعامل الآخرون من حولهم مع الحياة القاسية، التي يعيشها الجميع. وتُعد المشاركة ونزع الأقنعة عنصرًا أساسيًا لكيفية النضج والتواصل والتعرف على الذات بشفافية أكثر. أن يكون المرء قادرًا على التعرف على إنسانيته وخبراته مع الآخرين ومشاركتها هي تجربة قوية وتعويضية ومتصلة".
  • الإسترخاء والراحة: لا شك أن معظم مشاكلنا النفسية مردها لنمط الحياة العصري السريع الذي يعزز لدينا قناعة مفادها أن الإنشغال هو كل شيء ونهاية المطاف، في حين أن العكس هو الصحيح. إذ يمنح الحرص على عدم الإستغراق بالعمل والمهام اليومية طوال الوقت، على فرصة للفوز بالراحة والإسترخاء وتحقيق إنجازات أفضل في باقي مجالات حياة كل شخص الأخرى.

ووصف مارشال الإنهماك في العمل على أنه نوع من الإدمان، وأن رد الفعل العكسي يمكن أنيكون مبنياً على الخوف من الصدمة التي قد يضطر المرء للاعتراف بها في حال استرخى واستمع لصوته الداخلي.ونصح مارشال قائلًا إنه عندما يتوقف الشخص أو يبطئ خطوات حياته الحديثة بالرغم من عدم الراحة لهذه الخطوة في بداياتها، إلا أنه في نهاية المطاف سيساعد هذا الأمر على تحسين الصحة النفسية من خلال الراحة والاسترخاء والاستماع للصوت الداخلي والاستجابة للمشاعر الحقيقية.