لتعزيز الصحة والدفء والوقاية من الأمراض في فصل الشتاء.. إليك أفضل خيارات الأطعمة
استيقظنا هذا الصباح في الإمارات، على صوت الأمطار وهي تهطل بغزارة ولم تتوقف لمدة 3 ساعات. لا يمكنني وصف شعوري الرائع بهذه الأمطار؛ فأنا من مُحبَي الشتاء وبتحيَز شديد، أنتظرُ قدوم هذا الفصل بفارغ الصبر بعد أشهر طويلة من الصيف الذي لا ينتهي في الإمارات، حالنا كحال معظم دول الخليج العربي.
لكن وفيما أنا مستمتعةٌ بمنظر المطر ونسمات الهواء الباردة، بدأتُ بالتفكير فورًا بإعداد شوربة العدس الدافئة. لمَ لا؟ فهي شوربة الشتاء الرسمية بامتياز، وهي التي تساعدنا على تعزيز الدفء والصحة في أجسامنا عند قدوم الشتاء.
لطالما ارتبط الشتاء بأصناف معينة من الأطعمة، التي تحمل في داخلها الكثير من المكونات الموسمية التي يُشدَد خبراء الصحة على تناولها في مواسمها. كما تمتاز هذه الأطعمة، بمحتواها العالي من أصناف الطعام الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية والضرورية لتقوية مناعة الجسم والوقاية من أمراض فصلي الخريف والشتاء الشائعة.
وبما أن الحديث بدأ عن شوربة العدس، لا بدَ من التنويه هنا بالأطعمة والأطباق الأخرى التي تُعدَ ضروريةً للغاية لبثَ الدفء والصحة في أجسامنا. وهو ما سوف نتعرف عليه في موضوعنا اليوم.
أطعمةٌ خاصة بالشتاء لتعزيز مناعة الجسم
من المؤكد أن الكثير من الأمهات، مثلي، وربات البيوت؛ لا يساومنَ على مسألة صحة أولادهنَ وأفراد عائلتهنَ بشكل خاص. ولهذا، نولي عناية قصوى بمحتوى الغذاء الذي سنقدمه لعائلاتنا، خصوصًا في فصل الشتاء.
والمعروف ارتباط هذا الفصل البارد والزاخر بالرياح والأمطار، بالأمراض خاصةً التنفسية منها. ويعود السبب في ذلك بالمقام الأول، إلى ضعف جهاز المناعة وعدم قدرته على محاربة الجراثيم والفيروسات التي تظهر بشدة خلال هذا الفصل. وتجد هذه المخلوقات غير المرئية، فرصةً سانحةً لها لمهاجمة الأجسام الضعيفة، وتصيبها بالمرض الذي قد يتراوح بين الخفيف والشديد.
وهنا يأتي دور لغذاء، أحد أفضل "الأسلحة الطبيعية" لتعزيز مناعة الجسم ضد المرض؛ ولطالما كان أباؤنا وأجدادنا يعتمدون الغذاء كطريقة مُثلى لتحصين أجسامهم ضد المرض والوهن، فمن المفروض لنا اليوم أن نعود لتلك العادات ونتخلى عن الإعتماد الكبير على الأدوية، وأخذ المضادات الحيوية بشكلها الطبيعي في الطعام.
8 أطعمة مذهلة لفصل الشتاء لتعزيز الدفء والصحة
ما هي تلك الأطعمة التي استفضنا بالحديث عنها أعلاه؟ هي أطعمة كما ذكرت سابقًا، لها علاقةٌ وثيقة بموسم الشتاء (أطعمة موسمية) إضافةً لأطعمة أخرى يمكن أن تجديها في أي موسم. وبحسب ما نقل موقع "العربية.نت" عن موقع Times of India الهندي، فإنها أطعمة تُعزز الدفء والصحة وتحافظ على لياقتنا البدنية.
وهذه الأطعمة المذهلة هي الآتية:
-
الحمضيات
من المؤكد أنكِ عزيزتي تعرفين هذه المعلومة من قبل، فالحمضيات هي أكثر الأطعمة الغنية بفيتامين سي الذي يُعزَز مناعة الجسم في الشتاء ويحميكِ من أمراض البرد كالإنفلونزات والزكام وغيرها.
ويشير موقع "مايو كلينك" إلى أن الجسم يحتاج إلى فيتامين سي (المعروف أيضًا بحمض الاسكوربيك) لتكوين الأوعية الدموية والغضروف، والعضلات والكولاجين في العظام. كما أنه ضروري لعملية تعافي الجسم.
فيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا جسمكِ من آثار الجذور الحرة؛ وهي جزيئات تنشأ أثناء هضم وتفتيت جسمك للطعام أو عند تعرَض الجسم لدخان التبغ وأشعة الشمس أو الأشعة السينية أو مصادر أخرى. كذلك يساعد فيتامين سي جسمكِ في امتصاص الحديد وتخزينه.
حيث إن الجسم لا يُفرز فيتامين سي؛ فإنكِبحاجةللحصول عليه من نظامك الغذائي. ويوجد فيتامين سي في الحمضيات بشكل خاص مثل البرتقال والجريب فروت واليوسفي وغيرها.
-
المكسرات والبذور
من المكسرات تحديدًا الجوز واللوز، ومن البذور بذور الكتان.
تمتاز هذه الأنواع من المكسرات والبذور في محتواها العالي من الدهون الصحية والبروتين والألياف؛ وهي عناصر تؤمن الطاقة للجسم طويلة الأمد، كما تساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم.
يمكنكِ تناول حفنة صغيرة من اللوز أو الجوز يوميًا، وإضافة بذور الكتان إلى أطباقكِ المختلفة؛ للاستمتاع بمذاقها اللذيذ فضلًا عن دورها المهم في تعزيز الصحة والدفء في فضل الشتاء.
-
القرع
يحتفل الكثير من الناس بعيد الهالوين، الذي يُميَزه القرع المحفور والمزين برسومات وأنوار. ويمتاز القرع كواحد من أبرز الأطعمة الشائعة في فصل الخريف، ويشبه لونه كثيرًا لون أوراق الشجر التي تتحول للبرتقالي في هذا الفصل.
لكن ليس هذا الإستخدام الوحيد للقرع في الشتاء؛ بل يُعدَ من الأطعمة المذهلة التي يُنصح بتناولها في موسم الشتاء، لدرء البرد وتعزيز الدفء والصحة في الجسم. والسبب في ذلك، محتوى القرع أو اليقطين الغني بفيتامينات سي وأ، وكذلك الألياف؛ وهي عناصر تُسهم في الحفاظ على صحة ودفء الجسم.
-
السلمون
لا أعلم إن كان هناك سرٌ خفي بين اللون البرتقالي وفصلي الخريف والشتاء؛ لكن ما أعرفه هو أن سمك السلمون يأتي أيضًا ضمن قائمة أفضل الأطعمة في فصل الشتاء.
وعدا عن طعمه اللذيذ والمميز، فالسلمون يأتي في صدارة الأسماك، وهو غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تُعزَز صحة القلب كما يمكن أن تُقلَل الالتهاب في الجسم. ومعلومٌ أن الالتهاب هو من أكثر المشاكل التي تُضعف المناعة في الجسم، وتجعله أكثر عرضةً للمرض.
-
التوابل
بالطبع، لا يمكن طهو الطعام بدون التوابل والبهارات؛ هذا أمرٌ نتفق جميعنا عليه. لكن المقصود هنا ليس فقط التوابل التي تُضاف إلى الطبخ، بل أيضًا التي يمكن استخدامها في المشروبات أيضًا. فكوب دافئ من القرفة أو الزنجبيل، مع القليل من الكركم أو الزعفران، يُسهم ليس فقط في تدفئة الجسم في الشتاء فحسب، بل يُقوَي مناعة الجسم ضد الأمراض بفضل خصائص هذه التوابل المضادة للالتهابات.
-
اللحوم الخالية من الدهون
هذه الأصناف من اللحوم، غنيةٌ بالأحماض الأمينية الأساسية التي تُوفر للجسم وتعزز صحة العضلات وجودة الحياة بشكل عام. وهي غنية أيضًأ بالبروتين، الذي يُعزَز الشعور بالشبع والرضا.
أضيفي على ذلك، أن اللحوم الخالية من الدهون هي أفضل بديل عن اللحوم الحمراء الأخرى الغنية بالدهون؛ والتي تتسبب بزيادة الوزن. لذا إن كنتِ تولين لياقتكِ ورشاقتكِ العناية القصوى، ننصحكِ باعتماد هذه اللحوم دون غيرها.
-
الخضروات الداكنة
نسمع كثيرًا عن فوائد إدخال الخضروات الداكنة في نظامنا الغذائي لتحسين الهضم والوقاية من السرطان وتعزيز الرشاقة وخسارة الوزن. لكن هذه ليست مزاياها الوحيدة فقط؛ فهذه الأصناف من الخضروات مثل الكرنب والسبانخ والسلق، معروفٌ بغناها بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تدعم الصحة بصورة عامة.
-
التوت
قد لا يتوافر التوت الطازج كثيرًا في موسم الشتاء، لكن في حال وجدته مجمدًا فلا تتواني عن شرائه واستخدامه في تحضير أشهى أنواع العصائر والسموذي والحلويات على أنواعها.
لماذا؟ لأن التوت من العناصر الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة خاصةً فيتامين سي؛ الذي يُعزَز جهاز المناعة في الجسم ويقوَيه لدرء أمراض الشتاء الشائعة.
في الختام، لا بدَ من تذكيركَ عزيزتي بوجوب الاعتدال في تناول هذه الأطعمة المذهلة وغيرها من أصناف الطعام خلال موسم الشتاء؛ لتجنب زيادة الوزن خاصةً إذا كان من الصعب عليكِ ممارسة الرياضة. واعمدي لتقديم الرعاية الأفضل لنفسكِ ولعائلتكِ، من خلال التركيز على أطعمة الشتاء المذهلة التي ذكرناها أعلاه والتي تتضاعف فائدتها الصحية عند تناولها في مواسمها.
