يوم التأسيس.. يوم للاحتفال بالوحدة والقوة والطموح
بقلم: "لولوة الشقحاء" LULWAH Alshaqha الرئيس التنفيذي لجمعية الأزياء
الأزياء أبعد من أن تكون فقط تعبيرا عن الذوق الشخصي؛ فلو كانت كذلك لما تشكل لدى العالم انطباع عن أزياء السعوديين وخطوطها العريضة الواضحة. بالنسبة لنا هي لغة نابضة بالحياة تنقل النسيج الغني لتاريخ نفخر به وتقاليد ما زلنا نؤمن بها.
المملكة العربية السعودية أرض تهمس فيها الكثبان بحكايات الماضي، ويروي أفقها طموح المستقبل، الزي التقليدي ليس مجرد قماش وخيط، بل هو شهادة على تراث المملكة العريق، ورواية لأخلاق نعتز بها، وإعلان عن قوة وهمّة شعب. وبمناسبة الاحتفال بيوم التأسيس لهذا الوطن، من اللائق التأمل في قوة الزي السعودي ومعانيه. وكيف أن الزي التقليدي السعودي يلتقط جوهر هوية ينفرد بها شعب المملكة. عناصر الزي التقليدي الســــــعودي - بأناقته واعتداله - تحمـــــــل خلفها معاني عظيمة. الثوب الأبيض بسيط ومعقد في الوقت نفسه، ولا يعي تفاصيله إلا السعودي. لونه الأبيض النقي يدل على النقاء والبساطة، اللذين هما جزء لا يتجزأ من الأخلاق السعودية. الغترة والعقــــــال ليسا مجرد إكسســــــــوارات؛ خلع العقال ورميه يرمزان إلى شدة الإعجاب. والتخلي عنه في المناسبات الحزينة يرمز للزهد. هذه كلها رموز تحمل في طياتها معاني متأصلة في المجتمع السعودي.
وإن تأملنا المرأة السعودية وتأثيرها، ندرك أنها كانت أيضا رمزا للتطور والتكيف مع رياح التغيير. في كل ثنية من ثوبها وفي كل خط من عباءتها، تُنسج قصص الوقـــــــــار والقــــــــوة، تُروى حكايات العزة والاستقلال. الثوب والعباءة، بالنسبة إلى المرأة السعودية، أبعد من كونهما قطعتين من القماش تُلبسان، بل هما لوحتان فنيتان يُنسج فيهما جمال الحضارة وعمق الثقافة.
أثبتت المرأة السعودية عبر الوقت قدرتها الفائقة على مواكبة المتغيرات، حيث استطاعت أن تحتفظ بجوهر الأصالة وروح التقاليد وأن تُدخل في الوقت نفسه لمسات من الحداثة والتجديد. العباءة تعد رمزا للاعتدال والحشمة، ولكن تحولت كذلك إلى منصة تعبيرية تظهر فيها المرأة السعودية ذوقها الرفيع وإحساسها العالي بالجمال، محافظة على هويتها الثقافية، ومؤكدة لدورها الفعال في المجتمع.
عندما نتعمق في أهمية الحفاظ على الزي التقليـدي، من الضروري فهم أننا في ذلك لا نحافظ على القماش والأنماط فحسب؛ بل نحن نحافظ على إرث. كل غرزة تحمل وزن التاريخ، كل لوحة ألوان تروي قصة البيئة، وكل أسلوب يعكس الذكاء التكيفي للشعب السعودي. الحفاظ على الأزياء التقليدية يعادل الحفاظ على روح القيم نفسها، مؤكدا أن الجذور تظل ممتدة وقوية بينما تمتد الفروع بطموح نحو السماء.
وفي عالم انصهر بمعايير العولمة، فإن تفرد الزي التقليدي السعودي يعمل كجسر يربط الماضي بالحاضر، والمحلي بالعالمي. يمنح شعورا بالهوية والانتماء. هذا المزيج الفريد من التقاليد والحداثة لا يقوي النسيج الوطني فحسب، بل يضع المملكة العربية السعودية أيضا كقوة ثقافية في المسرح العالمي، مقدما للعالم لمحة عن النسيج الغني للثقافة والتراث العربي.
الاحتفال بيوم التأسيس ليس مجرد تأمل في الماضي؛ إنه تأكيد على القيم التي شكلت هذه الأمة، وعزم جماعي على حمل هذه القيم إلى المستقبل.. إنه يوم للاحتفال بالوحدة والقوة والطموح.