لتعزيز نشاطكِ وصحتكِ: حاربي أعراض نقص الحديد بالعلاجات والأطعمة المناسبة
يتفق الجميع على أن الحديد هو من أهم المعادن لعمليات النمو والتطور في الجسم، الذي يستخدم حوالي 70% من هذا المعدن الموجود في خلايا الدم الحمراء؛ وذلك لإنتاج بعض الهرمونات وبروتين الهيموغلوبين Hemoglobin أحد البروتينات الموجودة في خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين لكافة أنحاء الجسم. في حين يتواجد 6% من الحديد في بروتيناتٍ أخرى داخل الجسم.
ويشير موقع "ويب طب" المختص بالشؤون الطبية، إلى أن ما يقرب من 25% من الحديد، يجري تخزينه على شكل فيريتين Ferritinفي خلايا الجسم والدم. ويمتلك الذكور البالغون مقدار 1000 ملليغرام من الحديد المخزن الذي يكفي لمدة 3 سنوات تقريبًا؛ في حين أن الإناث البالغات قد يصل مخزون الحديد لديهنَ إلى 300 ملليغرام، وهو يكفي لمدة 6 أشهر فقط. وفي حال حدوث نقصٍ مزمن في هذه النسب، فإن مخازن الحديد تنضب وتقلَ مستويات الهيموغلوبين في الدم، ومن هنا تبدأ دوامة نقص الحديد وتداعياته على الصحة.
لكن قبل الخوض في تفاصيل هذه المشكلة التي تعانيها المرأة أكثر من الرجل لاعتباراتٍ عديدة، يخطر على بالنا السؤال التالي: ما أهمية الحديد في الجسم؟ وهو ما نجيب عليه في السطور التالية..
ما هي أهمية الحديد في الجسم؟
ذكرنا في بداية هذه المقالة، أن الجسم يحتاج الحديد لإنتاج بروتينات الهرمونات وبروتين الهيموغلوبين لنقل الأكسجين لكافة أعضاء الجسم والأكسجين هو الحياة، ومن دونه لا تتمكن أجهزة الجسم من العمل بأي طريقة.
إذن، فالحديد مهمٌ جدًا لتعزيز وتحسين وظائف الجسم بالعموم؛ والتي يشرحها موقع "ويب طب" على الشكل الآتي:
- المحافظة على وظائف الجسم الحيوية: والتي تبدأ من التركيز والطاقة، مرورًا بتنظيم درجة حرارة الجسم، وانتهاءً بعمليات الجهازين المناعي والهضمي.
- المحافظة على صحة الحمل: الحديد من أهم المعادن التي تحتاجها المرأة خلال مرحلة الحمل؛ فهو ضروري للوقاية من الولادة المبكرة، كما يُخفَض خطر نقص وزن الجنين عند الولادة، وإصابته بضعف النمو السلوكي والمعرفي. ويُساعد الحديد الحامل أيضًا على تدعيم صحة جهازها المناعي.
- مساعدة الجسم على الحركة: لمن يهوى النشاط البدني والحركة وممارسة الرياضة بانتظام، عليكم بالحرص على ضبط مستويات الحديد في أجسامكم. إذ يقوم هذا المعدن بتفعيل الأداء الحركي والرياضي، من خلالتعزيز نقل الأكسجين إلى كافة العضلات في الجسم؛ ما يساعد هذه العضلات على أداء مهامها ووظائفها بطريقة صحيحة ومثالية.
- تقليل التعب والإرهاق: إذ يُسهم الحديد في تقليل التعب والإرهاق غير المبرر، خاصةً للأفراد الذين يُعانون من انخفاض مستويات الفيريتين (Ferritin) أي مؤشر مخزون الحديد، وهي حالةٌ شائعة بين النساء الحوامل والمُقبلات على الولادة.
- تحسين أعراض متلازمة تنميل الساق: وهي متلازمةٌ تتسبب بفقدان سيطرة المرء على التحكم بالأرجل، وتناول مكملات الحديد يساعد على تحسين التحكم والسيطرة على هذا العرض.
- زيادة التركيز: معلومٌ أن مستويات التركيز والإدراك تقلَ مع نقص الحديد، ويُمكن لمكملات الحديد في هذه الحالة المساعدة على تحسين التركيز والإدراك وتقوية الذاكرة. كما أن تناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد تُحسَن من مستوى الهيموغلوبين، وبالتالي تقليل العجز الحركي والإدراكي.
لكل ما تقدم، يتضح لنا بما لا يقطع الشك أن نقص الحديد في أجسامنا، قد تكون له مضاعفاتٌ خطيرة على صحتنا. لكن كيف أعرفُ أنني مصابةٌ بنقص الحديد؟ إليكِ لمحة عن أبرز أعراض نقص هذا المعدن الحيوي..
ما هي أعراض نقص الحديد؟
فقر الدم أو الأنيميا، هي العرض الأول الذي يخطر على البال عند الحديث عن نقص الحديد في الجسم. ووفقًا لموقع "مايو كلينك" المختص، فإن فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو أحد أنواع فقر الدم الشائعة، وهي حالةٌ يفتقر فيها الدم لما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة والتي تنقل الأكسجين لأنسجة الجسم.
يحدث فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، نتيجة نقص عنصر الحديد؛ ومن دون وجود كميةٍ كافية من الحديد، لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من مادة خلايا الدم الحمراء التي تساعدها على نقل الأكسجين (الهيموجلوبين). ونتيجةً لذلك، قد يجعلكِ فقر الدم الناجم عن نقص الحديد تشعرين بالتعب وضيق النفس.
ويضيف الموقع المختص أن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد قد يكون طفيفًا جدًّا في البداية، لدرجة عدم ملاحظته. ولكن مع انخفاض مستوى الحديد في الجسم لمستوياتٍ أكبر وزيادة فقر الدم سوءًا، فإن مؤشرات المرض والأعراض تزداد حدةً؛ تشمل ما يلي:
- الإرهاق الشديد.
- الضعف.
- شحوب الجلد.
- ألم الصدر، أو تسارُع ضربات القلب، أو ضيق التنفس.
- الصداع، أو الدوار، أو الدوخة.
- برودة اليدين والقدمين.
- حدوث التهاب أو ألم في اللسان.
- هشاشة الأظافر.
- اشتهاءٌغريب ومتزايد للمواد غير الغذائية، مثل الثلج، أو الأتربة، أو النشا.
- ضعف الشهية، وخصوصًا لدى الرُّضع والأطفال الذين لديهم فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
كيف تعالجي هذه الحالة بشكل فعّال؟
لا داعي للقلق عزيزتي، في حال واجهتِ أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه، وتبيَن من خلال الفحوصات المخبرية المختصة إصابتكِ بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد بالجسم. فلكل مشكلةٍ حل، خاصةً إذا ما كان النقص في بداياته.
وما عليكِ سوى متابعة المسألة مع الطبيب المختص، الذي قد يوصي بتناول مكملات الحديد الغذائية كما أفاد موقع "مايو كلينك"؛ كماقد يعالج طبيبكِ السبب الكامن وراء نقص الحديد لديكِفي حل دعت الحاجة لذلك.
فيما يخص تناول مكملات الحديد الغذائية، فقد ينصح الطبيب بتناولها دون وصفةٍ طبية، لسدَ النقص من الحديد المُخزَن في جسمكِ، كما سيُحدد الجرعة الصحيحة لكِ. وتتوافر أقراص الحديد أيضًا على شكل سائل للرُّضَّع والأطفال.
لتعزيز فرص امتصاص جسمكِللحديد من الأقراص، قد يعطيكِ الطبيب التعليمات التالية:
- تناول الحديد على معدة فارغة: لتعزيز امتصاص الجسم من هذا المعدن المهم؛ لكن كون أقراص الحديد يمكن أن تتسبب بمغصٍ في المعدة، قد تحتاجين لتناولها مع الطعام.
- عدم تناول أقراص الحديد مع مضادات الحموضة: إذ يمكن أن تتعارض هذه الأدوية مع امتصاص الحديد. لذا يُفضَل تناول أقراص الحديد قبل ساعتين من أخذ مضادات الحموضة أو بعد أربع ساعات من تناولها.
- تناول أقراص الحديد مع فيتامين سي: يمكن لهذا الفيتامين تعزيز امتصاص الحديد من قبل الجسم. لذا قد يوصي طبيبكِ بتناول أقراص الحديد مع كوبٍ من عصير البرتقال أو مع مكمِّل غذائي يحتوي على فيتامين سي.
مع الإشارة إلى أن مكملات الحديد قد تُسبَب مشكلة الإمساك أو تُضاعف منها، في حال كنتِ تعانين منها؛ لذا من الأفضل استشارة الطبيب حول هذا الموضوع، بحيث قد يصف لكِ مطريات للبراز. ولا تخافي في حال تحول البراز لديكِ للون الأسود جراء تناول مكملات الحديد، فهذا من الآثار الجانبية غير الضارة لهذا العلاج.
في المقابل، يحتاج علاج نقص الحديد لشهورٍ عدة أو أطول لسد النقص، وهو ما يتطلب منك الصبر والمثابرة. مع العلم أن العديد من الناس ممن يعانون من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، يبدأون بالشعور بالتحسن بعد أسبوعٍ تقريبًا من العلاج؛ لكن هذا لا يعني التوقف عن تناول المكملات الموصوفة، لأن رحلة العلاج قد تستمر لبعض الوقت. وللتأكد من سد النقص الحاصل لديكِ من احتياطي الحديد، فإنكِ قد تحتاجين لتناول مكملاتٍ غذائية من الحديد لمدة عام أو أكثر.
في حال لم ترفع المكملات الغذائية النقص لديكِ في مستويات الحديد، فهذا يعني أن فقر الدم الذي تعانين منه مرده لأسبابٍ أخرى، مثل النزيف أو وجود مشكلةٍ في امتصاص الحديد في جسمكِ. وعليه يقوم الطبيب بالكشف الطبي وعلاج هذه الأسباب، وتختلف أوجه العلاج حسب السبب ومقداره؛ وبعضها قد يصل إلى علاج نقص الحديد بحقن أبر الحديد في الوريد، أو نقل الدم في حالات نقص الحديد الحاد، وهي من أهم طرق علاج نقص الحديد عند النساء عند التعرض للنزيف.
بالإضافة إلى ذلك، هنالك العديد من الطرق التي يوصي بها الأطباء لعلاج نقص الحديد ومن أهمها التالي ما ذكره موقع "الطبي". بدءًا من مسألة الغذاء، وذلك عن طريق تغيير أو تعديل النظام الغذائي الذي تتبَعين، والذي ينبغي أن يتضمن المزيد من الأطعمة الغنية بالحديد (المحار والمأكولات البحرية، اللحوم الحمراء، البقوليات، الخضروات الداكنة كالسبانخ، الفواكه المجمدة وحبوب الإفطار المدعمة)؛ تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي، والتي تساعد على امتصاص الحديد بشكل أفضل كالحمضيات والكيوي والفراولة والتوت البري وغيرها)؛ الحد من الأطعمة والمشروبات التي تحول دون امتصاص الحديد مثل الكالسيوم، والألياف، والشاي، والقهوة؛ وعلاج نقص الحديد بالأعشاب وذلك عن طريق تناول الأعشاب الغنية بالحديد مثل الزعتر.
خلاصة القول، أن مشكلة نقص الحديد في الجسم تحمل العديد من الأعراض الخفيفة والمتوسطة التي يمكن التخلص منها في حال تشخيص وعلاج المشكلة في مرحلة مبكرة. لكن التأخر في الحصول على العلاج، قد يتسبب بمضاعفاتٍ خطيرة. لذا لا تتواني عزيزتي عن استشارة طبيبكِ المختص، في حال شعرتِ بأيٍ من أعراض نقص الحديد المذكورة آنفًا واستمرارها لبعض الوقت، وذلك للحصول على التشخيص الصحيح والبدء بالعلاج المناسب حسب حالتكِ الصحية.