ما هو مرض سرطان الثدي الثلاثي السلبي

ما هو مرض سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو النوع الوحيد من سرطان الثدي الذي لا يملك المستقبلات الثلاثية الشائعة الموجودة في خلايا سرطان الثدي، مثل الاستروجين والبروجستيرون و HER2. وتشكَل تلك المستقبلات حوالي 15 ٪ من سرطان الثدي.

ويقول الدكتور باسل جلاد، أخصائي أمراض الدم والأورام في معهد الأورام التابع لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أن مرض سرطان الثدي الثلاثي السلبي يحدث عندما لا تحتوي الخلايا السرطانية على أي من المستقبلات الشائعة في سرطان الثدي – ألا وهي الإستروجين والبروجسترون وبروتين يسمى مستقبل عامل النمو البشروي البشري (HER2).

ويختلف هذا النوع من مرض سرطان الثدي عن الأنواع الأخرى لمرض سرطان الثدي في كونه أكثر عدوانية مع خيارات علاج محدودة. كما يُعد هذا النوع أيضاً أكثر شيوعاً لدى النساء الأصغر من 40 عاماً والنساء المصابات بطفرة جينية لقابلية الإصابة بمرض سرطان الثدي من النوع الأول BRCA1.  

يستجيب سرطان الثدي الثلاثي السلبي عموماً وبشكل جيد للعلاج الكيميائي بعد خمس سنوات من التشخيص، والأشخاص الذين يعانون من سرطان الثدي الثلاثي السلبي لا يتعرضون لأي مردودات للمرض على مدار 10 سنوات، ويكون التكرار في الإصابة أقل احتمالاً بسرطان الثدي الثلاثي السلبي.

تشخيص وعلاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي

يعدَ تشخيص سرطان الثدي الثلاثي السلبي من أكثر الأمور سهولة، نظراً للعديد من التحاليل للمواد السائلة داخل الورم، وكذلك جزء من الورم لتظهر في تلك التحاليل نوع سرطان الثدي ومركباته. ويشمل علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي الجراحة في الحالتين، سواء للحفاظ على الثدي أو استئصاله، والمعالجة الإشعاعية في حال كان الحفاظ على الثدي جراحياً قد تم.

ويتم إعطاء العلاج الكيميائي عادة بعد جراحة سرطان الثدي، كما قد يتم إعطاء العلاج الكيميائي قبل الجراحة في بعض الحالات لتقليص الورم والسماح بإجراء عملية أصغر وأسهل. ويُطلق على تعرض المريض للعلاج الكيميائي قبل الجراحة، العلاج الكيميائي النيوفيفانت.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالطفرات الجينية لمرض سرطان الثدي

من ناحية أخرى، يشير الدكتور جلاد إلى أن الطفرات في أي من جينات قابلية الإصابة بمرض سرطان الثدي من النوع الأولBRCA1  ومرض سرطان الثدي من النوع الثاني BRCA2، تشكَل العامل الرئيسي وراء غالبية الإصابات بمرض سرطان الثدي الوراثي ومرض سرطان المبيض.

فعندما تعمل هذه الجينات بشكل طبيعي، فإنها مسؤولة عن إصلاح تلف الخلايا والحفاظ على صحة الثدي والمبيض وخلايا أخرى في الجسم. ولكن، إذا ورث الشخص طفرة في تلك الجينات التي تنتقل من جيل لآخر، يزداد خطر إصابته بمرض سرطان الثدي وسرطان المبيض.

ومع ذلك، تظهر الأبحاث المتزايدة في هذا المجال أن هناك طفرات في العديد من الجينات الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى النساء. لهذا يوصي أخصائي الأورام من كليفلاند كلينك النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي معروف للإصابة بمرض سرطان الثدي أو سرطان المبيض، بضرور إجراء استشارة وراثية لتحديد ما إذا كان لديهن أي قابلية أو احتمالية للإصابة بالمرض.

وسيكون بمقدور استشاري الوراثة مراجعة التاريخ الشخصي والعائلي للمريض لتحديد ما إذا كان سيستفيد من الإختبارات الجينية. ويجب على النساء اللاتي جرى تشخيص إصابتهن بالفعل بمرض سرطان الثدي، وخاصة في سن مبكرة، أن يجرين أيضاً بعض الاختبارات الجينية لمعرفة المزيد عن أنماط الطفرات وإمكانية حدوثها، والتي يمكن الاعتماد عليها أيضاً لتكييف برنامج العلاج الخاصة بهن وإجراء اختبار تسلسلي في أقارب الدم من أجل معرفة ما إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بالمرض.