حساب السعرات الحرارية للجسم لإنقاص الوزن هل هو مضيعة للوقت
تُعبّر السعرات الحرارية Calories عن وحدة الطاقة الغذائية، وهي تُشير إلى الطاقة التي يحصل عليها الأشخاص من الطعام والشراب، والمُستخدمة في النشاط البدني، والوظائف الأساسية في الجسم، مثل التنفس، والتفكير، والمشي، والحديث، وتناول الطعام. كما تُعرف السعرات الحرارية بأنّها كمية الطاقة الضرورية لرفع درجة حرارة واحد كيلوجرام من الماء مقدار درجة مئوية واحدة، وعند تناول كمية أكبر من الكمية اللازمة منها يتم تخزينها على شكل دهون في الجسم.
وهناك متوسط للسعرات الحرارية التي ينبغي على المرء تناولها خلال اليوم، ويتم حساب السعرات الحرارية لإنقاص الوزن بالإستناد على عوامل عدة، منها العمر، الوزن الحالي، الطول، مستوى النشاط، وصحة عملية التمثيل الغذائي.
والسائد حتى وقتنا هذا، هو أن يبلغ المتوسط 2000 سعرة حرارية في اليوم للمرأة للحفاظ على وزنها، و1500 سعرة حرارية لفقدان 0.45 كليوجرام من الوزن خلال أسبوع واحد؛ أما الرجل فيحتاج إلى 2500 سعرة حرارية للحفاظ على وزنه، و2000 سعرة حرارية لفقدان 0.45 كيلوغرام من الوزن خلال أسبوع واحد. وعادة ما يتم تحديد كمية السعرات الحراريّة من نوع الطعام الذي يتناولها الإنسان وكميته. أما بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً لإنقاص الوزن، فإن كمية السعرات الحرارية في الغذاء تحدد نوع الغذاء الذي يجب عليهم تناوله.
بالتالي، فإن أي حمية غذائية أو رجيم معتمد لإنقاص الوزن، ينبغي أن يتضمن موازنة وحساب السعرات الحرارية الواجب تناولها سواء من المرأة أو الرجل بعد الأخذ بالمعايير المذكورة أعلاه. وهو مبدأ يعتمد عليه خبراء التغذية عند تحديد الحمية المناسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن.
إلا أن رأياً مغايراً ظهر في الآونة الأخيرة لخبيرة تغذية وطبيبة أمراض الإمساك والإنتفاخ، تحدثت فيه عن أن حساب السعرات الحرارية "هو مضيعة للوقت" كونه غير دقيق.
فما هي تفاصيل هذا الرأي الذي نسف المعتقد السائد منذ أواخر القرن التاسع عشر؟ وما هي البدائل لضمان إنقاص الوزن بعيداً عن اعتماد حساب السعرات الحرارية؟
حساب السعرات الحرارية مضيعة للوقت
هذ ما صرحت به ميغان روسي، خبيرة التغذية لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مشيرة إلى أن تحديد عدد السعرات الحرارية ليس دقيقًا كما كان الإعتقاد سابقاً، وذلك لأن عدد السعرات الحرارية في كل نوع طعام تم تحديده في المعمل عن طريق حرق الطعام بالكامل واستخراج آخر سعرات حرارية منه.
واعتمدت الخبيرة في تصريحها هذا على نتائج بعض الدراسات التي دحضت مسألة السعرات الحرارية، ومنها دراسة نُشرت نتائجها في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية كشفت عن أن اللوز مثلاً يوفر سعرات حرارية أقل بنسبة 20% مما هو مذكور على العبوة.
إذن، الموضوع يتعلق بمسألة تصنيع المواد الغذائية ومعالجتها في المصانع قبل حصولنا عليها من السوق.
كذلك أشارت روسي إلى أن الجسم قد لا يمتص كل ما يحتاجه من نوع معين من الطعام، ويتم إخراجه عن طريق البراز، وبالتالي فإنه لا يحصل على كافة السعرات الحرارية الموجودة في هذا الطعام.
أيضاً تختلف معدلات حرق السعرات الحرارية حسب التأثير الحراري، فالأطعمة الكاملة مثل الفاكهة والخضار والمكسرات التي تحتاج إلى مضغ وهضم أكثر، تمتاز بتأثير حراري أعلى من الأطعمة الأخرى.
وكانت دراسة أجراها باحثون من كلية بومونا في كليرمونت الأمريكية في العام 2010، وجدت أن الجسم يحرق سعرات حرارية أقل بنسبة 50% تقريبًا عند هضم وجبة تحتوي على الأطعمة المُصنعة مقارنةً بوجبة غنية بالطعام الطازج غير المُصنع، حتى وإن كان كلاهما يحتويان على المجموع نفسه من الكربوهيدرات والدهون والبروتين.
قد لا تبدو هذه المعادلة كافية لإحداث فرق كبير، لكن اكتساب الوزن الزائد على مدار شهر أو عام أو مدى الحياة يصبح ملحوظاً أكثر.
ما هو الحل إذن لإنقاص الوزن دون حساب السعرات الحرارية
تؤكد ميغان روسي على ضرورة تناول الأطعمة الصحية بصورة عامة واتباع نمط حياة صحي، مع ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام للتمتع بوزن مثالي وإنقاص الوزن دون الحاجة للتدقيق في حساب السعرات الحرارية كل يوم.
في النهاية، لا يسعنا عزيزتي سوى تقديم النصيحة الدائمة والمتمثلة في استشارة الطبيب المختص وتحديد الحمية المناسبة لك سواء اعتمدت على حساب السعرات الحرارية أم لا.