تقنيات مبتكرة لتطوير لقاح لمرض كورونا المستجد
في تعاون بين باريس ولندن بغية ايجاد لقاح لفيروس كورونا المستجد الذي ما زال يحصد المزيد من الإصابات حول العالم، أعلنت شركتي "سانوفي" و"جي إس كيه" عن توقيع مذكرة إعلان نوايا للدخول في تعاون مشترك للعمل على تطوير لقاح لعلاج داء الكورونا المستجد، وذلك باستخدام تقنية مبتكرة تنتجها الشركتان من أجل المساعدة في التعامل مع الجائحة الراهنة.
وتساهم سانوفي من خلال بروتين - س مولد المضاد الخاص ب فيروس كورونا المستجد، الذي يعتمد على تقنية الحمض النووي المعاد توليفه جينياً. وقد نتج عن هذه التقنية تطابقاً جينياً دقيقاً مع البروتينات الموجودة على سطح الفيروس، وتم دمج تسلسل الحمض النووي المشفر لمولد المضاد هذا في الحمض النووي الخاص بمنصة التعبير الفيروسية العصوية، وهو أساس منتج الإنفلونزا المعاد توليفه جينياً والمرخص لشركة سانوفي في الولايات المتحدة.
من جهتها، ستساهم شركة جي إس كيه من خلال تقنيتها المساعدة في مكافحة الجائحة التي أثبتت جدواها في تحقيق المساهمة المشتركة. كما أن استخدام مادة مساعدة يمكن أن يكون ذا أهمية خاصة في مكافحة الجائحة، باعتباره قد يقلل كمية البروتين المطلوب لكل جرعة من اللقاح، مما يسمح بإنتاج المزيد من جرعات اللقاح وبالتالي المساهمة في حماية المزيد من الناس.
ما هي تركيبة مولد المضاد
تجدر الإشارة إلى أن تركيبة مولد المضاد المكون من البروتين والمادة المساعدة معروفة جيداً وتستخدم في عدد من اللقاحات المتاحة اليوم. وقد تمت إضافة مادة مساعدة إلى بعض اللقاحات لتعزيز الاستجابة المناعية واتضح أنه بمقدورها أن تبتكر مناعة أقوى وأطول عمراً ضد العدوى بالمقارنة مع اللقاح بمفرده.
كما يمكنها جعل تقديم لقاح فعال يمكن تصنيعه على نطاق واسع وأكثر احتمالاً.
وتخطط الشركتان لبدء التجارب السريرية للمرحلة الأولى في النصف الثاني من عام 2020، وفي حال نجاح تلك التجارب وقابليتها للخضوع للاعتبارات التنظيمية فإن الشركتان سوف تسعيان إلى استكمال التطوير المطلوب لتوفير اللقاح بحلول النصف الثاني من عام 2021.
وبالنظر إلى التحدي البشري والمالي غير العادي الذي يمثله الوباء، فإن الشركتين تريان أن التوصل إلى لقاح لداء كورونا المستجد على المستوى العالمي يعد أولوية قصوى، ويلتزم الجانبان بجعل أي لقاح يتم تطويره من خلال التعاون المشترك بين الشركتين في متناول الجمهور من خلال الآليات التي توفر الحصول العادل لكل الناس في كافة بلدان العالم.
رغم الإجراءات الاحترازية التي تطبقها معظم دول العالم، يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره وحصد الأرواح، مع أكثر من مليوني مصاب حتى اللحظة ووفاة ما يزيد على 177 ألفا.
وتعد الولايات المتحدة التي سجلت فيها أول وفاة بالفيروس في نهاية فبراير، الدولة الأكثر تضررا من جراء الوباء، سواء من حيث عدد الوفيات أو الإصابات، إذ تجاوزت الحصيلة فيها نحو 42 ألف وفاة من أصل أكثر من 766212 ألف إصابة، فيما أعلنت السلطات شفاء 71581 شخصا على الأقل.
في حين ان الصين التي تعد بؤرة تفشي فيروس "كوفيد-19" سجلت بالأمس 11 اصابة جديدة ولا وفيات.