خبيرة أسنان تشرح أهمية الفحص الدوري للأسنان وأثره على الصحة
تُعد الأسنان جزء من الفم ومن أهم الأعضاء التي يمتلكها الإنسان، كونه يستخدمها في تناول الطعام الذي يُعد أساساً في وجوده وبقائه على قيد الحياة. وتتألف الأسنان من عدة طبقات، جميعها تحتوي على معادن كالتي يتناولها الإنسان في أطعمته يومياً، وتحتاج هذه الأسنان لعناية جيدة لضمان الحفاظ على سلامة هذه الطبقات وعدم تآكلها.
والأسنان هي قطع الهياكل الصلبة التي تتشكل في فم الإنسان على فكيه، وتُستخدم في تناول الطعام ومضغه، وهي مؤلفة من عدة أجزاء كما أن لها عدداً معيناً. وتمر أسنان الإنسان بمرحلتين أولها الأسنان الأساسية في مرحلة الطفولة، والتي تسقط لاحقاً وينمو بدلاً منها مجموعة الأسنان الدائمة. ويختلف النوعان عن بعضهما في أن الأسنان الأولية أصغر حجماً ولها نتوءات مُدببة أكثر، كما أنها أكثر بياضاً وأكثر عُرضة للتآكل، وتحتوي أيضاً على حجرات لب كبيرة نسبياً مقارنة بالجذور الصغيرة والحساسة.
يظهر للإنسان 32 سناً أكثر من أسنان الطفل بما يقارب 12 سناً (تنمو أسنان حليبية أو لبنية عند الأطفال من عمر 6 أشهر حتى 5-6 سنوات وهي 20 سناً)، وتتكون هذه الأسنان بشكل أساسي من مادة المينا، وهي عبارة عن قشرة صلبة لونها أبيض مرئية بالعين المجردة على الأسنان من الخارج. وتكمن أهمية المينا في منع تكسر الأسنان بسهولة، وأسفل مادة المينا توجد طبقة من مادة أكثر نعومة تُسمى العاج، وهي عبارة عن غلاف خارجي مهمته تغطية المادة التي تتواجد أسفله والتي تمتاز بأنها أكثر نعومة وتُسمى لب الأسنان. وعليه فإن السن يحتوي داخله على اللب أو التجويف الذي يُعد الجزء الأكثر حساسية في السن.
بناء على ما تقدم، نصل لخلاصة مفادها أن الأسنان مهمة لغذاء الأنسان، والعناية بصحتها يعني بشكل غير مباشر العناية بصحة الإنسان. وهو ما تتفق معنا عليه الدكتورة واحة عدي، طبيبة أسنان من مستشتفى إن أم سي رويال الشارقة، التي تشرح لنا ولك عزيزتي القارئة في موضوعنا اليوم، أهمية الفحص الدوري للأسنان وأثره على الصحة.
لماذا الفحص الدوري للأسنان
وفقاً للدكتورة عدي، فإن صحة الفم والأسنان هي جزء أساسي من الصحة العامة ولا تقل أهمية عن صحة أي جزء آخر من الجسد. لذلك تنصح طبيبة الأسنان الجميع بضرورة عمل فحص شامل للأسنان كل 6 أشهر، للتأكد من صحة الأسنان واللثة وخلو الفم من أية أعراض لمشاكل صحية أخرى.
كما تشدد على أهمية إخبار طبيب الأسنان إن كنت تعانين من أية أمراض عضوية، كالضغط والسكري وغيرها، أو إن كنت تتناولين أي نوع من الأدوية، أو في حال وجود حساسية لأي دواء حتى يتمكن الطبيب من اختيار نوع العلاج الملائم ووصف الأدوية المناسبة لحالتك. كما يجب إخبار المرأة للطبيب في حال وجود حمل، لمنع أي أذى محتمل للجنين.
كيف يتم الفحص الدوري للأسنان
بعد سؤال الطبيب عن الصحة العامة للمريض وتدوين الملاحظات في سجله الطبي، سيبدأ الفحص بالكشف عن الأسنان للتأكد من خلوها من التسوس (النخر)، فقد لا يشعر المريض بها ولا يتألم خصوصاً في مراحلها الأولى. وقد يحتاج الطبيب أيضاً لعمل صورة أشعة للكشف عن وجود خراجات أو تسوس مخفي بين أسطح الأسنان التي لا يمكن رؤيتها بالعين.
كما يقوم طبيب الأسنان بفحص اللثة بحثاً عن أي أعراض للإلتهاب أو تراجع في اللثة، وقياس الجيوب اللثوية للتأكد من صحتها وسلامة الأربطة المحيطة بالأسنان. وقد يرى الطبيب أيضاً حاجة لعمل تنظيف للأسنان لإزالة الترسبات (طبقة البلاك) والتكلسات الجيرية عن سطح الأسنان.
يشمل الفحص أيضاً، الكشف عن اللسان والأغشية المخاطية للفم، للتأكد من عدم وجود أي تقرحات أو أعراض صامتة لأي أمراض أخرى لا يدري بها المريض.
ما أهمية الفحص الدوري للأسنان
تؤكد الدكتورة عدي على ضرورة عدم إهمال الفحص الدوري للأسنان، وعدم تأجيل الزيارة لحين الشعور بالألم، فالكشف المبكر عن الأسنان وعلاج أي مشكلة قبل تفاقمها يحمينا من آلام كثيرة قد تحدث في المستقبل في حال إهمالها. كذلك فإن صحة الفم والأسنان لها ارتباط وثيق بصحة القلب والسكري، فمرضى السكري مُعرضون بشكل أكبر للإصابة بالتسوس. وبالتالي يحتاج مثل هؤلاء المرضى لمراجعة الطبيب المختص وإجراء فحوصات الأسنان بصورة دورية لتجنب الضرر الذي قد يلحق بأسنانهم.
وفي بعض الحالات، قد تنتقل البكتيريا من الفم عبر الدم إلى القلب وتسبب أضراراً خطيرة على صحة القلب. لهذا تشدد طبيبة الأسنان على وجوب الفحص الدوري للأسنان، كونها ترتبط بشكل أو بآخر بصحة القلب.
وفي النهاية، تنصحك الدكتورة عدي بسؤال طبيبك عن الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان وكيفية استعمال الفرشاة وخيط الأسنان للتخلص من بقايا الطعام العالقة، لمنع حدوث التسوس والإلتهابات. وتأتي هذه الممارسات البسيطة ضمن طرق الحفاظ على صحة الأسنان وتقويتها في المنزل.