كوني قوية كعادتك .. رسالة إلى كل أم مصابة بسرطان الثدي
قوية صدمة الإصابة به ولكنكِ قوية أيضاً، تذكري ذلك دائماً عزيزتي الأم، تذكري أنكِ المعنى الحقيقي للقوة، فما تمرين به كأم، منذ لحظة الحمل ومروراً بالولادة وبدء رحلة الأمومة وتربية الأطفال والسهر على راحتهم ومساندتهم حتى تمام الانتهاء من التعليم والالتحاق بالعمل، يجعلك عنواناً للقوة والتحمل والصبر، لذا كوني قوية كعادتك واهزمي سرطان الثدي ولا تسمحي له بهزيمتك أبداً، لأنكِ لست ملكاً لنفسك فقط، أنتِ من أجلك ومن أجل أطفالك، ومن أجل شريك حياتك، ومن أجل كل من يحمل في قلبه الحب والتقدير لكِ أيضاً.
واعلمي غاليتي أجمل أم أنكِ سر سعادة من حولك، وفي ابتسامتك كل التفاؤل والأمل لمن حولك، وفي رضاكِ كل التوفيق، أنت سر قوة أطفالك وزوجك وكل من يدخل تحت رعايتك وعنايتك، فكوني قوية كعادتك، واصمدي حتى الانتصار.
ماذا بعد صدمة الإصابة بسرطان الثدي؟
أعلم أن صدمة الإصابة بسرطان الثدي تعد بمثابة ضربة مدمرة لأي شخص، ولكني أعلم أيضاً بمكنونات المرأة الداخلية التي تملكها، وبالقوة التي منحها الله عز وجل إياها، لذا لا داعي للتفكير في الأمر بصورة سلبية، وسخري كل قوتك ووجهي عزيمتك في تحمل آلامه وقوة علاجه، والتأثيرات المترتبة عليه لكي تكوني بمأمن من أي اضطرابات نفسية قد تعوقك عن النجاة أولاً ثم أطفالك وعائلتك بعد ذلك، لذا كوني قوية كعادتك غاليتي، وامنحي نفسك السلام حتى في المعاناة لأن السلام كشعور ايجابي جميل له أن يعمق شعورك المريح بكل المواقف التي تمرين بها، والحياة التي تعيشينها، ولأن السلام النفسي الداخلي سيمنحك شعوراً طيباً وجميلاً شعوراً كفيل بتسليحك بأقوى الأسلحة في مواجهة سرطان الثدي.
ماذا عنكم أيها الأبناء؟
الأم معنى سامي وأفعال طيبة وحفنة دافئة من المشاعر الفياضة بالحب والعطف والحنان، وهي سر السعادة وأصل وجودكم، لذا عليكم لكم أن تحسنوا التصرف معها بعد علمكم باصابتها بسرطان الثدي، وأن تكونوا البلسم الشافي لها، وأنت تكونوا العون والسند، وأن لا تكونوا سبباً أبداً في شعورها بالاحتياج إلى الآخرين. تذكروا حرصها عليكم وعلى رعايتكن دائماً، واليوم جاء دوركم للعناية بها وبحالتها النفسية، وفي حاجة للتشجيع والدعم والمساندة والحب والاحتواء.
دعم الأم المصابة بسرطان الثدي
بعد إصابة الأم بالسرطان يفرض هذا السؤال نفسه على الطرح بقوة، ألا وهو "كيف يمكنكم كأبناء تقديم أفضل رعاية للأم المصابة بسرطان الثدي؟
بداية يجب عليكم كأبناء للأم المصابة بسرطان الثدي أن تكونوا مصدراً أساسياً لشعورها بالاحتواء والدفء والأمان، وأن تقوموا بتطبيق الأمور التالية التي أقدمها لكم عبر مشاعر الحنين التي يفيض بها قلبي لأمي الحبيبة رحمها الله تعالى، ومن خلال مشاعري الدافئة نحو كل أم على وجه الأرض، وذلك لتقديم كافة الدعم والمساندة لها في حربها ضد السرطان، والآن عليكم كأبناء القيام بالآتي:
أسالوها عن احتياجاتها
بعد احتواء الأم المصابة بسرطان الثدي وتحقيق شعورها بالأمان والدفء، من الضروري جداً أن يتم سؤالها عن احتياجاتها، والالحاح بطريقة لطيفة للافصاح عنها، لأنها قد لا تود ازعاجكم بدافع عاطفة الأمومة الأقوى من آلامها ومعاناتها، كما أن طلب المساعدة منكم سيكون أمراً غير مريحاً لها كونها لم تعتاد ذلك لأنها هي التي كانت دائماً تقدم الحب والدعم والمساعدة لكم.
وإن لم تخبركم أمكم المصابة بسرطان الثدي عن احتياجاتها دعوني أساعدكم اليوم في طرح أفكار لمساعدتها والتخفيف عنها في رحلتها ضد السرطان، إذ أنه من الممكن أن يكون دعم الأم على النحو التالي:
- تقسيم أعمال المنزل والدقة في قيامكم بها قدر الإمكان.
- تعلم كيفية طهي أطعمة صحية لها بعد سؤال خبراء التغذية عن أفضل الأطعمة التي يمكن تقديمها لها، والتي تعد جزءاً مهماً من بروتوكول العلاج المخصض لسرطان الثدي.
- جعل المنزل هادئاً وبه روحانيات عالية ذات تأثير جيد على نفسها مثل ترك القرآن الكريم بصوت مسموع في أنحاء المنزل، ويمكن أيضاً تحفيزها على الاستماع إلى الموسيقى أو قراءة كتاب، فمن شأن ذلك أن يبعد عنها القلق والتوتر، وأن يساعدها على الشعور بالاسترخاء.
- الحرص على المنزل نظيفاً ومنظماً لكي لا تضطر للقيام هي بذلك، خصوصاً وأن نظافة المنزل ونظامه سيجعلها في حالة نفسية جيدة.
عززوا الايجابيات حولها
بعد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي تزيد احتمالات إصابة الأم بالاكتئاب، لذا عليكم بتعزيز الايجابيات واخبارها بالأخبارة السارة عنكم وعن رحلتكم في الدراسة أو العمل أو أي من الجوانب الخاصة بكم، ولا تشعروا بالذنب حيال مضيكم والسعي في الحياة لأنها الأم يا سادة، الأم التي تصبح في قمة سعادتها بكل طيب يحدث لأبنائها فلذات أكبادها.
كما عليكم بالابتسام في وجهها وطرح الحزن جانباً وذلك لتعزيز الحالة النفسية لديها. ولا تحرموها من أحاديثكم عن أنفسكم معها فذلك أقصى أمانيها لأنها تريد أن تشعر دائماً أنكم على مقربة منها كمان كان الحال قبيل إصابتها بالسرطان بل وأفضل.
أشعروها بأنها أم مميزة وجميلة
أخبروا أمكم المصابة بسرطان الثدي كم هي جميلة ومميزة، واحتفلوا بها لتحيطونها بكل الحب والرعاية والتقدير، أنتم الآن تشعرون بحبكم لها أكثر وأكثر، وتقدرونها أكثر وأكثر، لذا انتهزوا الفرصة لتعبروا لها عن كل المشاعر الطيبة المستقرة في قلوبكم لها تحقيقاً لفرحة قلبها وصفاء ذهنها.
أطلبوا منها المساعدة ولا تترددوا
الأم تضحية فلا تنسوا أن تخبروا أمكم أثناء رحلة العلاج من سرطان الثدي ببعض المشاكل الصغيرة التي طالما كانت على علم بمثيلاتها قبل الإصابة به، فمن شأن ذلك أن يشعرها بقيمتها في الحياة، وباستمرارها في العطاء والحب وتقديم الدعم لكم، وتوجيه النصح والارشاد لكم والقيام بأجمل متطلبات الأمومة التي تشتاق إلى القيام بها.
اعتنوا بأنفسكم جيداً
نعم مريضة ولكنها تحب أن تعلم عنكم كل ما هو جيد وأنكم بخير حال لكي لا تشعر أبداً بالتقصير حيالكم، لذا عليكم بالاعتناء بأنفسكم جيداً، والاهتمام بصحتكم لكي تراكم دائماً بالصورة التي تحب أن تراكم عليها، ومن مظاهر الاعتناء بالنفس، النوم والاستيقاظ مبكراً، اهتمامكم بالتحصيل الدراسي والمدرسة، أو العمل لمن يعمل، والحصول على قسطاً كافيا من الراحة، واعلموا أن هذه الأمور تحقق سعادتها وهدوء بالها وراحتها النفسية، واعلموا أنها لن تتغير من حيث قلقها عليكم حتى مع معاناتها من المرض.
احترموا اختياراتها
لا تكونوا قاسيين عليها كالمرض الذي أجبرها على تقبله، وامنحوها القدرة على الاختيار في العلاج والطعام وغيرهما وبالطريقة التي تحقق راحتها جسدياً ونفسياً، واحذروا اجبارها على أي شي لا تود القيام به لكي لا تسوء حالتها النفسية وحتى لا يتأثر بروتوكول العلاج تباعاً، واعلموا أنه بالحب واللطف معاً يمكنكم اقناعها بالأفضل لها ولصحتها.
اهتموا بمظهرها وأناقتها
سواء كنتم إناثاً أو ذكوراً عليكم بالاهتمام بظهور أمكم بملابس نظيفة وأنيقة دائماً، واحرصوا على أناقة مظهرها لأن ذلك يُسعدها ويحقق لها السعادة كأنثى، وشجعوها هي أيضاً على الحفاظ على أناقتها وجمالها ولا تنسوا الكلمات المعسولة التي ترفع من معنوياتها في حربها ضد سرطان الثدي.
مع تمنياتي لأمكم الغالية وكل أم مصابة بسرطان الثدي بالشفاء العاجل التام، ولكل أم أيضاً بدوام الصحة والعافية،،،