جسدياً ونفسياً .. الاستعداد للحمل كما يجب أن يكون
الاستعداد للحمل من الأمور المهمة التي يجب على كل زوجين يرغبان في الانجاب أن ينتبها جيداً إليها حتى لا تكون رغبتهما عشوائية وغير مخطط لها، خصوصاً وأن الانجاب يترتب عليه العديد من المسؤوليات الضخمة، وعليه يجب أن يتم الاستعداد لهذه الخطوة الأهم على الإطلاق بشكل دقيق.
ولا يقتصر الاستعداد للحمل على عمل الفحوصات الطبية فقط لأنه يوجد استعداداً نفسياً يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضاً، كونه عاملاً مهماً للغاية وله تأثيرات كبيرة بعد حدوث الحمل وولادة الطفل، لذا يجب على الزوجين الراغبان في الانجاب أن يهتما معاً بأهمية التفكير الجيد والاستعداد الصحي والنفسي للحمل بما يحقق سلامته وسلامة مولودهما وسلامة حياته بعد الولادة، لأن الحمل مسؤولية ضخمة يجب أن يعلما مداها جيداً منذ البداية وقبل التفكير فيه.
ما هي أهمية الاستعداد للحمل؟
تعود أهمية الاستعداد الجيد للحمل والتخطيط له إلى زيادة فرص حدوثه ومرور مسيرته بسلام تام على الأم والطفل معاً، وهو ما يعرف بالحمل الصحي أي حمل بدون أي مشاكل صحية جسدية أو نفسية.
وبوجه عام يحقق الاستعداد الجسدي والنفسي للحمل الفوائد التالية:
- زيادة فرص حدوث الحمل.
- الحصول على حمل صحي.
- زيادة فرص ولادة طفل سليم ومعافى.
- تحقيق استيعاب الأبوين لمسؤولية الانجاب.
- ضمان حياة جيدة للطفل بعد الولادة.
- نشأة طفل سوي نفسياً بعد ذلك.
ما هي خطوات الاستعداد للحمل؟
قالت الدكتورة أمينة العسلي اختصاصية النساء والتوليد أن الاستعداد للحمل يبدأ بزيارة الطبيب قبل البدء بالتخطيط له، وهي زيارة مهمة لكل امرأة تبحث عن الأمومة بوجه خاص، ولكل من الزوجين بوجه عام، موضحة ما يجب عليهما من خطوات هامة ودقيقة، وهذه الخطوات هي:
- إقامة حوار بناء بين الزوجين لبحث مدى استعدادهما للانجاب من الناحية النفسية، وذلك لأهمية العامل النفسي في نجاح مجهوداتهما في الاستعداد للحمل.
- تخفيف الوزن لأن كل زيادة في الوزن تؤثر على خصوبة المرأة بوجه خاص، وعليه يجب أن تحرص المرأة على المتابعة مع خبير تغذية حتى يتم تخفيف الوزن الزائد بطريقة صحية لا تؤثر على الهرمونات سلباً وبما يسبب تأخر الحمل.
- زيارة الطبيب وعمل كافة الفحوصات الطبية لكل من الزوجين للتأكد من عدم وجود ما يمنع الحمل، ووضع البروتوكول المناسب لهما لتعزيز فرص حدوث الحمل لديهما.
- إذ كان قد سبق الحمل للمرأة يجب ذكر عدد مرات الحمل وطريقة الولادة وأي مضاعفات قد تعرضت لها المرأة أثناء الحمل وخلال الولادة وبعدها، وما إذا كان قد تم انجاب طفلاً مشوهاً من قبل أم لا.
- الالتزام بتوصيات الطبيب وخصوصاً في ما يتعلق بمتابعة التبويض لأنها تساهم في تعزيز فرص حدوث الحمل.
- إذا لم تكن هذه هي المرة الأولى للحمل وكانت المرأة تستخدم أي موانع هرمونية من حبوب أو لولب أو غيرها يجب عليها زيارة الطبيب قبل مدة كافية من الاستعداد للحمل.
- تناول حمض الفوليك مع التخطيط للحمل، لأنه يزيد من فرص حدوث الحمل بحسب الدراسات العلمية التي طرحت في هذا الصدد، وليس فقط في ما يتعلق بحماية الأجنة من تشوهات الأنبوب العصبي.
- تناول الغذاء الصحي وتجنب كل الأطعمة المحفوظة والمملحة والللحوم المصنعة.
- ممارسة الرياضة لتعزيز الدورة الدموية.
- في حالة التدخين يجب الاقلاع عنه لأنه يؤثر على جودة الحيوانات المنوية، ويعرض الحمل للخطر نتيجة لزيادة احتمالات حدوث ( الولادة المبكرة، انخفاض وزن المولود، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ.)
- إذا كانت السيدة معرضة لخطر الإصابة بعدوى منقولة جنسياً، أو تعتقد أنها أو شريكها مصاب بالعدوى، لا بد من إجراء فحوصات ما قبل الحمل للتشخيص والعلاج ضماناً لسلامة الحمل حتى الولادة.
- اخبار الطبيب بالأمراض الوراثية المنشرة في العائلة لمعرفتها عند الاستعداد الحمل، حتى يقوم استشاري الأمراض الوراثية بإجراء التقييم قبل الحمل وذلك تحقيقاً لسلامة الجنين.
ماذا بعد حدوث الحمل؟
تقع مسؤولية كبيرة جداً على المرأة الحامل بوجه خاص بعد حدوث الحمل، لذا عليها أن تلتزم بما يلي:
- الانتباه جيداً لما تتناوله من طعام ولما تشربه من مشروبات والتثقيف جيداً حول عن الحمل الصحي وعلاقته بالطعام والشراب.
- الحصول على ساعات كافية من النوم وتجنب السهر لأنه يسبب التعب والارهاق للمرأة ويجعلها ضعيفة أثناء الحمل.
- الحرص على أن تكون زيادة الوزن خلال الحمل زيادة طبيعية وغير مقلقة حرصاً على سلامة الأم والطفل معاً، لأن الوزن الزائد يزيد من احتمالات الإصابة بالضغط المرتفع أثناء الحمل، ومن ثم زيادة احتمالات الخطر حول الأم والجنين بسبب رفع احتمالات الإصابة بتسمم الحمل.
- المتابعة الدورية المنتظمة للحمل، وعمل كل الفحوصات الطبية المطلوبة من الطبيب في كل مرة زيارة لأنها كفيلة بالكشف عن أي أمور تعترض مسيرة الحمل ومن ثم سرعة علاجها والتغلب عليها.
- استشارة الطبيب على الفور عند التعرض لأي أعراض مزعجة مهما كانت بسيطة وخصوصاً في حالة الحمل لأول مرة.
- التوقف عن تناول الكحول حيث يمكن أن يصل إلى الجنين مؤدياً إلى ارتفاع احتمالات الخطر نحوه.
كيف تتحقق الرعاية الجيدة للطفل؟
تتحقق الرعاية الجيدة للطفل من خلال عمل الفحوصات الطبية للطفل بعد الولادة للتأكد من سلامته، ومن خلال الانتباه جيداً لأهم العلامات التي تدل على أنه طفلاً سليماً ومعافى والتي من أبرزها، بكاء الطفل، وقدرته على التبرز، وهدوئه بين أحضان أمه، واستقرار نفس الطفل، والتأكد من عدم وجود ما يعيق تنفسه إلى غير ذلك من الأمور التي يجب على مقدم الرعاية الصحية للأطفال حديثي الولادة التأكد منها لوقاية الطفل من مخاطر ما بعد الولادة.
ومن جانب الأم يجب عليها الحرص على تطبيق ما يلي:
- الاهتمام بالرضاعة الطبيعية وخصوصاً ما يعرف بـ اللبأ لأنه باكورة إنتاج الغدد الثديية من الحليب وهو مزيج بين اللبأ وحليب الثدي العادي لونه ذهبي، لما له من فوائد عظيمة للطفل أهمها تعزيز مناعته وتقويتها في مواجهة العدوى والأمراض.
- احتضان الطفل باعتبار ذلك أهم ما يجب أن تفعله الأم للطفل لاحتياجه للشعور بالأمان.
- الانتباه لأي عرض غريب يظهر على الطفل بعد عودته للمنزل وسرعة استشارة الطبيب.
- استشارة الخبراء بشأن الرعاية الصحية الأمثل للطفل بعد الولادة.
- الحصول على قسط وفير من الراحة لتعزيز القدرة على متابعة الطفل ورعايته بشكل جيد، وعدم تردد الأم في طلب مساعدة المقربين منها لتسهيل ذلك عليها.
وختاماً، وبحسب دكتورة أمينة العسلي، يجب أن لا تغفل المرأة بوجه خاص عن الدور الذي يلعبه عامل السن عند الاستعداد للحمل، إذ يجب عدم التأخر في بدء الاستعداد له تجنباً لمشاكل التقدم في العمر وعلاقتها بتأخر الحمل، وخصوصاً من حيث ضعف فرص الخصوبة وبدء حدوث مشاكل الرحم.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي ما هو أنسب وقت للاستعداد للحمل وما هي أهم أوجه الاستعداد له؟
مع تمنياتي لكل امرأة برحلة أمومة آمنة وسعيدة،،،