احترمي خصوصيته أولاً .. كيف تكونين أفضل صديقة لطفلكِ
هل سألتِ نفسك يوماً كيف يراكِ طفلكِ؟، منذ اللحظات الأولى في أول لقاء بينكما بعد ولادته وأنتِ مصدر أمانه وسط هذا العالم الكبير، ومع مرور الأيام تتوطد العلاقة بينكما أكثر وأكثر لتكوني له المأوى والأمل والسند والحياة ككل، أليس هذا بكافٍ لتحافظي على قربك منه للأبد، وأن تكوني صديقته المقربة التي يفضلها على الناس أجمعين؟، ألا تستحق عاطفة الأمومة التي تربط قلوبكما معاً أن تكوني صديقته المفضلة في كل وقت وحين؟
غاليتي الأم الحنون، أعلم أن ذلك ما تتمينه حقاً، ولكنك قد لا تعرفين من أين تبدأين وكيف يمكن لكِ أن تكوني أفضل صديقة لطفلكِ، من أجل ذلك أقدم لكِ مقالي هذا ليكون لك دليلاً واضحاً ذو خطوات فعالة نحو تكوين علاقة صداقة قوية بينك وبين صغيرك.
نصائح لتكوني أفضل صديقة لطفلكِ
بداية عليكِ كأم أن تعلمي جيداً أن تكوين صداقة قوية مع طفلك لن يقلل من شأنك أبدا ًطالما أنكِ تراعين جيداً وضع الحدود بينكما بما لا يحول دون احترامه لكِ، لأنه من الضروري أن يكون لكِ هيبة عند طفلكِ، فكونك صديقة مقربة له لا يعني أبداً خرق الحدود والتعدي على مكانتك كأم، ولذلك عليكِ تحقيق التوازن الذي يحقق علاقة منسجمة ومحترمة ودافئة بينك وبين صغيرك منذ البداية.
ولتكوني أفضل صديقة لطفلكِ عليكِ غاليتي الأم بالإلتزام بتطبيق ما يلي:
لا تنتقديه نقداً لاذعاً
لا تخلو تربية الأطفال من انتقادهم وتوجيههم لتصحيح الخطأ، ولكن يلعب الأسلوب المتبع في النقد دوراً كبيراً في استجابة الطفل لنصائحك وتوجيهاتك، ولكِ أيضاً كصديقة مقربة له، لذلك ولتكوني أفضل صديقة لطفلكِ اعتمدي دائماً منهاج النقد البناء الذي يكون دليل طفلكِ لتصحيح الخطأ وتجاوزه والتغلب على توابعه السلبية، وعدم الوقوف عنده كثيراً، لأن هذا الأمر يشعر طفلكِ بمرونتك معه، واستجابتك غير العنيقة للتعامل مع وقوعه في الخطأ، الأمر الذي يجعله لا يتردد عند الوقوع في خطأ ما مسرعاً إليكِ لتوجيهه ومساعدته على فهمه ومحاولة تصحيحه لتجنب الوقوع فيه مرة أخرى.
شاركيه ممارسة ما يحب
اللعب والرسم والتلوين وحتى الغناء وغيرهم جميعها أنشطة يحب طفلكِ أن تشاركيه إياها، لذا احرصي على ذلك، وحققي سعادته بالقرب منكِ حتى في أوقات اللعب والتسلية، لأن ذلك يجعلك أفضل صديقة له، لأنه يراكِ في ثوب جديد غير ثوب الأم الجادة دائماً التي يراها في تعاملك مع مواقف الحياة المختلفة.
حققي فرحته بمشاركته مشاهدة فيلماً يحبه
بدءاً من أفلام الرسوم المتحركة إلى أفلام المغامرة وبحسب عمر طفلك لا تترددي غاليتي الأم أبداً بمشاركته مشاهدة نوعية الأفلام المفضلة عنده، لأن ذلك يحقق شعوره بالسعادة، لأن أنسه بكِ يجعله كالفراشة المبهجة التي تطير فوق الأزهار بحب وسعادة وانطلاقة، كما أن لذلك دوراً كبيراً في توطيد العلاقة بينكما، وتعميق صداقتكما لتكوني أفصل صديقة له.
اصطحبيه إلى الأماكن المفضلة لديه
في كل مرة تتقربين من طفلك تتوطد علاقتكِ به أكثر، لذا وإضافة إلى ما سبق، من الجيد جداً لعلاقتكما أن تصطحبيه إلى الأماكن المفضلة لديه في عطلة نهاية الأسبوع، وأن تمنحينه الفرصة لبدء التخطيط لها، ووضع برنامجاً ممتعاً ببصمته هو، ولا تجبريه على ترتيبات أخرى لا يرغب بها، لأن ذلك يشعره بالاستقلالية وحرية التعبير، وهي أمور يسعد بها الطفل كثيراً، كما أنها تجعله يراكِ الصديقة الأفضل له.
امنحيه الفرصة لمشاركتك في بعض مهام المنزل
عندما كنتُ طفلة كنت أحب أن أشارك أمي الحبية بعض المهام، وكنتُ أشعر بسعادة كبيرة في ذلك الوقت، والأطفال جميعاً يحبون ذلك في مرحلة ما، لذا امنحي طفلك الفرصة لمشاركتك بعض مهام المنزل سواء في الطبخ أو ما شابه، واحرصي على أن يكون ذلك في جو من المرح والألفة والسكينة، لأن هذه المشاعر هي التي سيُكمل بها طفلك طريقه في الحياة، لذا احرصي على أن تكون مرافقته لكِ سبباً في شعوره بكل المشاعر الإيجابية التي ستظل عالقة في ذهنه للأبد، والتي ستجعله يقر بأنكِ أفضل صديقة له.
امدحيه وقدريه دائماً
امدحي طفلك دائماً وقدريه، لأنه يحب أن يشعر بالتقدير عند قيامه بجهد ما حيال انجاز بعض الواجبات المسنودة إليه، فإذا كنت تريدين أن تكوني صديقته المقربه عليكِ بمنحه التقدير الذي يليق به، لأن ذلك سينعكس على حالته النفسية، وسيزيد من ثقته بنفسه، وسيحفزه على بذل جهد أكبر للقيام بمهام أكثر قيمة.
احترمي خصوصيته
لكل عمر خصوصية معينة يجب أن لا تُخترق أبداً، وخصوصاً عندما يدخل صغيرك مرحلة المراهقة، لأن إحترامك لخصوصية طفلك يجعله يقترب منكِ أفضل، ويصبح أكثر انفتاحاً عليكِ، وأكثر إنسجاماً معكِ، كما أن شعوره بمحافظتك على خصوصيته يجعله يشعر بالاستقلالية، ويجعله لا يتردد في اللجوء إليكِ بمحض إرادته عند حاجته إليكِ، لذا افعلي هذه الطريقة المجربة فقد فعلتها مع طفلي بعد دخوله المدرسة، وقد شعرت بفارق كبير جداً، لذلك وبدخوله مرحلة المراهقة، ورغم بدء انشغاله بأصدقائه ممن هم في عمره إلا أنه يراعي صداقتنا بعناية شديدة، ولا يستغنى عن الحديث معي، واستشارتي بشأن أمور عديدة.
ويدخل في احترام خصوصية طفلك أيضاً، احترام المساحة الخاصة في حياته وتركه بمفرده دون مراقبة أو تطفل، لذا اتركيه بمفرده عندما يريد ذلك.
لا تفشي أسراره
للأطفال أسرار أيضاً، لذلك عليكِ أن تفهمي ما يعنيه طفلكِ عندما يخبرك بأمر ما ويقول لكِ "ماما هذا سر" لا تخبري به أحد وربما قال لا تخبري "أبي" نعم يحدث ذلك أحياناً، وهو أمراً طبيعياً بحكم الصلة القوية التي تربط بين الطفل وأمه، لذا عليكِ أن تراعي ثقة طفلك بكِ وأن لا تفشي أسراره مهما بدت لكِ بسيطة، ولا تبوحي بأي تفاصيل يرويها لكِ ويعتبرها سراً من أسراره، لأن ذلك يجعلك أفضل صديقة له.
وختاماً، عليكِ أن تهتمي بتكوين صداقة مع طفلكِ في عمر مبكر، لكي لا ينشغل عنكِ تماماً في مراحل عمرية لاحقة، فعمر المراهقة غاليتي مليء بالمفاجآت حيث بدء انفصاله عنكِ تدريجياً، وانشغاله بما يطرأ عليه من تغييرات نفسية وجسدية، واستجاباته المختلفة لما يحدث معه، وانهماكه في اثبات ذاته، وتكوين شخصيته، لأنكِ إذا نجحتِ في أن تكوني أفضل صديقة لطفلكِ ستكوني في هذه المكانة للأبد.
والآن يُسعدنا أن تشاركينا الرأي غاليتي الأم .. هل من أمور أخرى تجعل الأم أفضل صديقة لأطفالها؟
مع تمنياتي لكِ ولطفلك بعلاقة صديقة قوية ودافئة،،،
دمتم بخير،،،