الولادة في الماء تجربة رائعة للأم التي تتمتع بحمل صحي بلا أي مضاعفات

الولادة المائية.. تجربة رائعة تشيد بها نسبة كبيرة من الأمهات .. ماذا عنكِ أنتِ؟

ريهام كامل

تعد الولادة في الماء واحدة من الخيارات الطبيعية التي تختارها بعض الأمهات لتجربة ولادة مريحة وأكثر استرخاءً. يعتبر هذا النوع من الولادات بديلاً طبيعياً وآمناً للطرق التقليدية، حيث يجري في بيئة مائية دافئة تساعد على تخفيف الألم وتسهيل عملية الولادة.

في هذا المقال، سنتعرف على مفهوم الولادة في الماء، وفوائدها ومميزاتها، وما يؤخذ عليها، بالإضافة إلى نصائح مهمة للأمهات اللواتي يرغبن في تجربة هذا النوع من الولادة عبر إفادة الدكتورة سمية زاهر المدير الطبي واستشاري أمراض النساء والولادة في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال.

الدكتورة سمية زاهر المدير الطبي واستشاري أمراض النساء والولادة في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال
الدكتورة سمية زاهر المدير الطبي واستشاري أمراض النساء والولادة في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال

ما هي الولادة في الماء؟

الولادة في الماء هي تقنية حديثة لعملية الولادة يتم فيها استخدام الماء الدافئ كوسيلة لتخفيف الألم وتعزيز الراحة للأم أثناء المخاض والولادة. تجري هذه الولادة في حوض مخصص، يملأ بماء دافئ (يتراوح بين 36-37 درجة مئوية).

ما هي فوائد الولادة في الماء وما هي مميزاتها؟

اكتسبت الولادة المائية شعبية واسعة كبديل لأسلوب الولادة التقليدي حول العالم، خصوصاً في بلدان مثل المملكة المتحدة وأستراليا وأجزاء من أوروبا. وتشير الإحصائيات إلى أنه نحو 10% من النساء في المملكة المتحدة يلدن في الماء، في حين تعتمد 20% من السيدات الحوامل على الماء لتخفيف آلام المخاض. وحظيت هذه الممارسة بدعم الكلية الملكية للقابلات والكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد، إذ حرصت الجهتان على دعم السيدات اللاتي يخترن الولادة المائية.

كما تعتبر الولادة في الماء تجربة رائعة تمر بها الأمهات لأنها تحقق لهن العديد من الفوائد والمميزات مثل:

  • تخفيف الألم إذ يساعد الماء الدافئ على استرخاء العضلات وتخفيف الألم بشكل طبيعي دون الحاجة إلى الأدوية.
  • تسريع المخاض إذ يعمل الماء كمسكن طبيعي ويعزز إفراز هرمون الأوكسيتوسين، مما يساعد على تسريع عملية الولادة.
  • تحقيق الراحة النفسية والجسدية، لأن الشعور بالطفو يخفف من ثقل الجسم ويجعل المرأة تشعر بالراحة والحرية في الحركة.
  • تقليل التوتر ما يساعد على خفض مستويات التوتر والقلق للأم، مما يعزز من استجابة الجسم للولادة بشكل أفضل.
الولادة في الماء تخفف من آلام المخاض وتسهل الولادة
الولادة في الماء تخفف من آلام المخاض وتسهل الولادة

حدثينا أكثر عن تجارب الأمهات مع الولادة في الماء؟

تؤكد العديد من النساء بأن الولادة المائية تجعلهن يشعرن براحة وسيطرة أكبر وتمكنهن من المشاركة في اتخاذ القرار أثناء المخاض والولادة. فهي مسكن فعال للألم، حيث يحفز دفء الماء إفراز الإندورفين ويحسن من تدفق الدم إلى الرحم. كما أن فرص دخول الطفل إلى رعاية الأطفال حديثي الولادة بعد الولادة في الماء لا تزداد أبداً. وعلى الرغم من أن الولادة المائية لا تمنع تمزق أو شق العجان، ولكن من الممكن أن تقلل من احتمالية حدوث ذلك. وفي الوقت نفسه، تسمح قوة الطفو في الماء للنساء بتجربة أوضاع مختلفة للولادة.

وخلال الولادة المائية، تتم مراقبة نبضات قلب الطفل بانتظام باستخدام جهاز مراقبة الجنين "الدوبلر"، في حين تتواجد قابلة متخصصة خلال رحلة المخاض والولادة. وخلال هذه العملية، ينتقل الطفل من السائل السلوي إلى الماء الدافئ والمراقب، لضمان درجة حرارة مريحة لكل من الطفل والأم.

وتشير الأبحاث إلى أن الولادة المائية قد تقلص من زمن المخاض. فالسيدات اللاتي يخترن الولادة في الماء يشعرن غالباً بتقدم انقباضات الرحم بشكل أكثر كفاءة، الأمر الذي قد يسرع من الولادة عموماً.

هل الولادة في الماء تناسب جميع النساء الحوامل أم أنه توجد شروط معينة يجب أن تتوافر لخضوع الحامل للولادة المائية؟

لا، الولادة المائية لا تناسب جميع النساء الحوامل، فهي تعتمد على صحة الأم والجنين وحالة الحمل بشكل عام. هناك بعض الحالات التي قد تجعل الولادة في الماء غير آمنة أو غير مناسبة، وتشمل:

  • وجود مضاعفات في الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم، تسمم الحمل، أو مشاكل في المشيمة.
  • الولادة المبكرة: إذا كان المخاض بدأ قبل الأوان (قبل الأسبوع 37)، فقد يفضل الأطباء الولادة التقليدية لتجنب المخاطر المرتبطة بولادة طفل خديج في الماء.
  • الالتهابات أو العدوى، فإذا كانت الأم تعاني من عدوى، فقد يكون من الأفضل تجنب الماء لتقليل خطر انتقال العدوى للطفل.
  • الحمل بتوأم أو أكثر كما في حالات الحمل المتعدد، حيث تكون الولادة أكثر تعقيدًا، وقد يحتاج الأطباء إلى مراقبة أكثر دقة أثناء الولادة وهو ما لا يمكن فعله مع الولادة في الماء.
  • إذا كان الجنين في وضع غير ملائم للولادة (مثل الوضع المقعدي)، قد تكون هناك حاجة للتدخل الطبي، مما يصعب تحقيقه في الماء.
  • وضعية الجنين غير المناسبة والحاجة إلى مراقبة مستمرة داخل الرحم مثل لراقبة معدل ضربات قلب الجنين باستمرار أو استخدام أدوات معينة.

لذا، يُنصح دائمًا بإجراء استشارة طبية مع الطبيب المختص لتقييم الحالة الصحية والتأكد من ملاءمة الولادة في الماء للحالة الصحية للأم والجنين. حيث أنها اختيار صائب للحمل الصحي الذي تتمتع فيه الأم والجنين بصحة جيدة ومستقرة حتى موعد الولادة.

الولادة في الماء تصلح للأم التي تتمتع بصحة جيدة هي وجنينها
الولادة في الماء تصلح للأم التي تتمتع بصحة جيدة هي وجنينها

ما هي عيوب الولادة في الماء؟

على الرغم من أنها تعد خيارًا آمنا لكثير من الأمهات الحوامل اللاتي يتمتعن بحمل صحي وبلا مشاكل إلا أنه توجد بعض الأمور التي تؤخذ على الولادة في الماء منها:

  • زيادة احتمالية الإصابة بالعدوى للأم أو الطفل.
  • صعوبة التحكم بالأمور الطارئة قد يصبح من الصعب على الفريق الطبي التدخل الفوري عند حدوث مضاعفات.
  • انخفاض حرارة الطفل في حال لم يتم التحكم في حرارة الماء جيدًا، يمكن أن يصاب الطفل بانخفاض في درجة الحرارة عند خروجه.

كيف يكون الدعم المقدم للأم التي تخضع لتجربة الولادة في الماء داخل المستشفى؟

يدعم مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، جزء من مجموعة M42، المنهجيات المبتكرة والعطوفة للولادة، بما يشمل الولادة في الماء. ويعتبر المستشفى أحد المستشفيات القليلة التي تقدم هذا الخيار في دولة الإمارات، إذ يوفر منهجية فريدة للولادة المائية، في إطار تجربة شاملة تركز على المرضى. ويحتضن المستشفى مسابح ولادة مخصصة ومصممة لخلق بيئة هادئة وداعمة للمخاض والولادة.

كما يتبنى المستشفى أيضاً منهجية هجينة للولادة المائية، تتيح للحوامل بدء المخاض وفق نموذج الولادة المائية والانتقال لأسلوب الولادة التقليدي عند الحاجة. وتضمن هذه المرونة راحة الحوامل وسلامتهن باعتبارها أولوية قصوى، وتمكنهن من الحصول على تجربة ولادة بطابع شخصي أكبر. وتمنح هذه المنهجية المقبلات على الولادة الطمأنينة وراحة البال، مع معرفتهن بأنهن قادرات على تجربة الولادة المائية والانتقال لوسائل الولادة الأخرى حسب الأهلية أثناء المخاض.

وقد حقق مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال إنجازاً مع أول ولادة مائية لمواطنة إماراتية، في خطوة أظهرت إمكاناته العالية وساهمت بنشر الوعي في مجتمع دولة الإمارات حول الولادة المائية. واستقبلت المواطنة الإماراتية آسيا طفلها مؤخراً عبر منهجية الولادة المبتكرة هذه، وقالت: "حرص فريق الرعاية على ضمان شعوري التام بالراحة وأوضحوا لي كل ما احتجته من تفاصيل. وشعرت بالهدوء التام وأني كنت بأيدٍ أمينة. وآمل أن تشجع قصتي المزيد من النساء، لاسيما المواطنات، على استكشاف خيارات الولادة بكل ثقة".

خلاصة القول:

تقول الدكتورة سمية "اكتسبت الولادة المائية شعبية واسعة اليوم، نظراً لما تقدمه من بيئة ولادة هادئة وطبيعية، في حين تؤكد العديد من النساء على المزايا التي يمنحها وجودهن في الماء خلال المخاض. ونحن فخورون بتقديم الولادة المائية في إطار التزامنا بتقديم الرعاية الشخصية التي تركز على المرضى. ولاشك بأننا قادرون على التحكم ببيئة المخاض والولادة مثل تعديل الإضاءة والموسيقى، لتعزيز استرخاء وراحة المقبلات على الولادة. وبعد الولادة المائية، تقدم الرعاية الشاملة بما يشمل دعم الإرضاع والتوجيه والإرشاد لرعاية المولود الجديد، ومساعدة الأمهات على دخول عالم الأمومة بكل سهولة ويسر".