سر حب الأطفال للحلويات: إليكِ الأسباب الخفية ونصائح للتحكم الصحي
يُعتبر حب الأطفال للحلويات أمرًا شائعًا يلفت انتباه كثير من الآباء والأمهات. فمنذ سنوات الطفولة الأولى، يبدأ تعلق الأطفال بالحلويات بمختلف أنواعها، سواء كانت الشوكولاتة، أوالحلوى، أو غيرها من أنواع السكاكر الأخرى. وقد يصل حب الأطفال إلى حد الإدمان، والسر في ذلك، أن هذه الأطعمة الحلوة لا تمنحهم طعمًا لذيذًا يجلب لهم الشعور بالسعادة فقط، ولكنها ترتبط أيضًا بالمرح، فضلًا عن حضورها بكل قوة في أعياد الميلاد، والمناسبات السعيدة مما يجعلها جزءًا من ذكرياتهم الجميلة.
ولا يقف الأمر عند حد الذكريات الجميلة فقط لأن الحب المفرط للحلويات يرتبط بمخاطر عديدة، وخصوصًا عندما يصبح تناول الحلوى عادة يومية راسخة في حياة الأطفال. وتعد زيادة الوزن، وتسوس الأسنان، والإصابة باضطرابات غذائية مزعجة من الأضرار الشائعة التي تسبب مشاكل صحية كبيرة. فما هو السر وراء حب الأطفال للحلويات؟ وهل يعود ذلك إلى عوامل بيولوجية طبيعية أم أنها عادات مكتسبة بفعل البيئة المحيطة؟ الأهم من ذلك، كيف يمكن للآباء والأمهات التعامل مع هذا الحب الزائد للحلويات بحكمة لتحقيق التوازن الصحي الذي يحقق سلامة أطفالهم؟
من أجل ذلك، ولأهمية هذا الموضوع، تقدم لنا اليوم الدكتورة "سمية أحمد عسكر" اختصاصية طب الأطفال، والسيدة "ورد شاكر" اختصاصية تغذية، إجابات كافية ووافية عن كل ما يتعلق بحب الأطفال للحلويات، لتكون مرجعًا أساسيًا ومفيدًا للباحثين عن سبل تحقيق التغذية السليمة لأطفالنا.
ما هي أسباب حب الأطفال للحلويات؟
تتعدد أسباب حب الأطفال للحلويات ومن أبرزها ما يلي:
- العامل البيولوجي إذ يمتلك الأطفال حساسية مرتفعة تجاه المذاقات الحلوة مقارنة بالكبار، حيث يُعتبر السكر مصدرًا سريعًا للطاقة. هذا الأمر يجعل الأطفال ينجذبون تلقائيًا إلى الحلويات.
- الجانب النفسي، إذ ترتبط الحلويات في أذهان الأطفال بالمتعة والمكافآت والمرح، حيث تُستخدم غالبًا كوسيلة لتحفيزهم على سلوك معين أو إسعادهم في المناسبات السعيدة، أو عند قيامهم بسلوكيات جيدة.
- التعود، إذا اعتاد الطفل على تناول الحلويات بكثرة منذ الصغر، فإن ذلك يعزز رغبته المستمرة فيها.
شاهد أيضًا: أضرار كثرة تناول الحلويات على طفلك
ما هي أضرار الحلويات على الأطفال؟
يؤدي الإفراط في تناول الحلويات إلى العديد من الأضرار التي من الممكن أن ينجم عنها مشاكل صحية عديدة كما يلي:
- زيادة الوزن والسمنة، لاحتوائها على سعرات حرارية عالية ومن ثم زيادة احتمالات تعرض الأطفال للكبر في مراحل عمرية لاحقة.
- مشاكل الأسنان إذ يعد السكر هو السبب الأول وراء تسوس الأسنان عند الأطفال.
- التأثير على الصحة العامة إذ يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى مشاكل صحية مثل ضعف المناعة، اضطرابات الهضم، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري في المستقبل.
هل حب الأطفال للحلويات شيء وراثي أم مكتسب؟
يرتبط حب الأطفال للحلويات بجوانب وراثية وبيئية. تشير الدراسات إلى أن الأطفال يولدون مع تفضيل فطري للمذاق الحلو، حيث يعزز هذا المذاق إفراز هرمونات السعادة في الدماغ. ومن جهة أخرى، فإن البيئة المحيطة والعادات الغذائية في الأسرة تؤثر بشكل كبير على تفضيلات الأطفال الغذائية، وقد يزيد التعرض المتكرر للحلويات من تعلقهم بها.
لماذا يحب الأطفال المذاق الحلو على المالح والمر وغيرهما؟
يعد تفضيل الأطفال للمذاق الحلو أمرًا طبيعيًا في مراحل الطفولة المبكرة؛ بالإضافه إلى ارتباط تناول الحلويات بالمناسبات واعياد الميلاد والحفلات وذلك يعطي اشاره للطفل أن تناول السكريات مرتبط بالسعاده والفرح، ويرجع ذلك أيضًا إلى الفطرة، إذ أن الحلاوة قد تكون إشارة للأطعمة الآمنة والمغذية في الطبيعة، بينما يعتبر المذاق المر تنبيهًا للمكونات السامة.
اقرأ أيضًا: مخاطر إفراط الأطفال في تناول حلويات العيد
في أي عمر يجب البدء بتقديم الأطعمة الحلوة للأطفال؟ وما هي أنواعها الأكثر صحية؟
يُنصح بتقديم الأطعمة الطبيعية الخفيفة الحلاوة، مثل الفواكه، بعد سن 6 أشهر كجزء من الطعام التكميلي بجانب الحليب. يُفضل تجنب السكر المضاف في العامين الأولين؛ وبعد ذلك يمكن تقديم الأطعمة المحلاة طبيعيًا مثل الفواكه المهروسة أو الزبادي المحلى بالعسل او التمر او الفواكه المجففة، وتجنب الحلويات المصنعة أو السكر الأبيض المكرر قدر الإمكان.
ما هي الأضرار الصحية الناتجة عن حب الأطفال للحلويات والإفراط في تناولها؟
يؤدي إفراط الأطفال في تناول الحلويات إلى إصابتهم بالعديد من المشاكل الصحية، مثل السمنة، وتسوس الأسنان، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب على المدى الطويل. كما يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في المزاج وصعوبة في التركيز نتيجة ارتفاع وانخفاض مستوى السكر في الدم
كيف يمكن السيطرة على حب الأطفال للحلويات والحد من التعلق الزائد بها؟
يمكن السيطرة على حب الأطفال للحلويات، والحد من التعلق بها، من خلال تطبيق ما يلي:
- تقديم خيارات غذائية متنوعة في سن مبكرة وتشجيعهم على تناول الفواكه والخضروات. كما يجب أيضًا تجنب تقديم الحلويات كمكافأة على السلوك الجيد، والحد من تواجد الحلويات في المنزل، وبدلاً من ذلك، توفير بدائل صحية تشبع رغبتهم في الطعم الحلو.
- تحديد الكميات المسموح بها، لا بأس بالسماح للأطفال بتناول الحلويات، ولكن يجب تحديد الكميات بشكل يتناسب مع أعمارهم.
- تقديم بدائل صحية من خلال استبدل الحلويات التقليدية بأطعمة طبيعية حلوة مثل الفواكه المجففة، العسل، والزبادي المحلى طبيعيًا.
- تعزيز عادات الأكل الصحية من خلال تشجيع الأطفال على تناول وجبات متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية، مما يساعده على تقليل رغبتهم في الحلويات.
- تجنب استخدام الحلويات كمكافأة، وتقديم هدايا مفيدة للأطفال بدلًا من ذلك.
- تشجيع الأطفال على المشاركة في إعداد الطعام الصحي المفيد كصنع الحلوى المنزلية مثل تعزيز مشاركة الأطفال في صنع حلوى منزلية قليلة السكر. هذه الطريقة تعزز حبه للطعام الصحي وتقلل من اعتماده على الحلويات المصنعة.
هل يمكن تشجيع الأطفال على الاعتدال في حبهم للحلويات وتقنين إقبالهم عليها؟
نعم، يمكن تشجيع الأطفال على الاعتدال عن طريق توعيتهم بأضرار الحلويات بطرق مبسطة وتشجيعهم على تناولها في المناسبات أو كوجبات خفيفة بدلاً من استهلاكها اليومي. يمكن أيضًا تقديم أمثلة على الأطعمة الصحية وشرح فوائدها بشكل بسيط وقريب من عقل الطفل.
ما هي البدائل الصحية والإضافات التي يمكن إضافتها إلى الحلويات لجعلها أكثر صحية؟
يمكن إعداد الحلويات المنزلية باستخدام مكونات صحية، مثل دقيق الشوفان بدلاً من الدقيق الأبيض، والعسل أو التمر للتحلية الطبيعية بدلاً من السكر المكرر، وإضافة الفواكه الطازجة أو المجففة، واستخدام الزبادي بدلاً من الكريمة الغنية بالدهون.اتباع هذه الإرشادات يساعد في إدارة تعلق الأطفال بالحلويات وتوجيههم نحو عادات غذائية أكثر صحية تؤثر بشكل إيجابي على صحتهم ونموهم.
كيف يمكن تتعامل مع نوبات الإلحاح؟
يمكن التعامل بسهولة مع نوبات الإلحاح الخاصة بنهم الأطفال على الحلويات من خلال ما يلي:
- الصبر ثم الصبر.
- تقديم بدائل لذيذة وقريبة من طعم الحلويات المفضلة لديه.
- عدم إجبار الأطفال في المنع أو الاستبدال.
- السماح لهم بتناول القليل فقط لحين نجاح اقناعهم بقبول البدائل الصحية اللذيذة.
خلاصة القول:
قد يكون حب الأطفال للحلويات طبيعيًا، لكن الإفراط في تناولها يتطلب تدخلًا حكيمًا من الوالدين. من خلال فهم الأسباب وتطبيق النصائح المذكورة أعلاه، يمكنك المساعدة في بناء عادات غذائية صحية لطفلك، تضمن له نموًا متوازنًا وصحيًا وسعيدًا.
