"لا تنظر للأسفل" تحذير من مخاطر الإنترنت والشاشات على الجيل الصاعد
الواقع والسينما يتحدان للتحذير من مخاطر الانترنت والشاشات على الأطفال والمراهقين. "لا تنظر للأسفل" خطوة فنية رائعة تناقش مشكلة كبيرة تعصف بصحة ومستقبل الأطفال والمراهقين بعد أن أصبح الإنترنت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية.
صحيح أنه لا يمكن أن ننكر إيجابيات الانترنت الذي وفر لنا طرق التواصل، ووسائل الترفيه، والعمل عن بعد، وغير ذلك من التسهيلات الحياتية العديدة، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن نغمض أعيننا عن السلبيات الخطيرة المترتبة على ادمان الأطفال والمراهقين للانترنت، وعلى بقائهم مدة طويلة على الشاشات.
لم يدخر الخبراء والأطباء وجميع المعنيين بهذا الشأن جهدًا أو وقتًا للتحذير من مخاطر الشاشات على الأطفال والمراهقين. اليوم لعبت السينما دورًا كبيرًا بتقديم فيلم "لا تنظر للأسفل" للتحذير من المخاطر التي طالما تحدثوا عنها.
نسبة ليست قليلة من الآباء والأمهات يتجاهلون التأثيرات الخطيرة المدمرة للانترنت والشاشات، من الممكن أن نرى ذلك بوضوح في الأماكن العامة والمواصلات ليس فقط في المنازل. حال الأطفال الحاملين للأجهزة الذكية في الحدائق والنوادي ومراكز التسوق وفي الحافلات المدرسية يدل على عدم تقدير بعض الآباء والأمهات لمخاطر بقاء أطفالهم متصلين بالانترنت والشاشات وقتًا طويلًا. هؤلاء بحاجة إلى أخذ اجراءات وقائية سريعًا وقبل فوات الأوان لحماية أطفالهم من مخاطر أكيدة تتربص بهم بسبب التعرض للشاشات لوقت طويل.
دراسات حديثة عن الإدمان الرقمي
تشير الدراسات الحديثة إلى أن 80% من الطلاب في الإمارات يستخدمون الإنترنت لمدة تزيد عن سبع ساعات يومياً، و84% منهم يستخدمون هواتفهم الذكية لفترة تتجاوز هذا المعدل. وتظهر الإحصائيات أن 28% من الشباب الإماراتي يعانون من علامات الإدمان الرقمي، الذي يرتبط بزيادة معدلات القلق والاكتئاب وتراجع جودة النوم.
تؤكد بيانات داخلية صادرة عن شركات تقنية مثل "تيك توك" أن 95% من المستخدمين دون سن 17 عاماً يستخدمون المنصة، حيث تؤدي خوارزمياتها إلى إبقاء الأطفال مستيقظين لوقت متأخر وتقليل تفاعلهم مع العالم الحقيقي.
استطلاع رأي حول مخاطر الاستخدام المفرط للهواتف الذكية
كشف استطلاع جديد أجرته الدكتورة أليسون بوروز، وهي بروفيسورة وخبيرة في وقت استخدام الشاشات ومدربة للأهالي في شركة فيكسبي التي تقدم دعم للآباء والأمهات والمدارس أيضًا للتصدي لمخاطر الانترنت والشاشات على الأطفال والمراهقين، أن 65% من الأهالي يعتقدون أن أطفالهم يقضون وقتاً مفرطاً في استخدام الشاشات. ويتصدر تطبيقا "يوتيوب" و"سناب تشات" القائمة، حيث تثير هذه الأرقام مخاوف حول تأثيرها على تطور للأطفال الاجتماعي وعاداتهم في استخدام الأجهزة الرقمية.
وحول نفس الموضوع، وجدت الدكتورة أليسون أن 71% من الأهالي يعتقدون أن الأطفال سيكونون بحال أفضل بدون الأجهزة في المدارس، بينما أعرب 86% منهم عن قلقهم بشأن تأثير التكنولوجيا على أطفالهم.
أهمية وعي الأهالي بمخاطر الانترنت والشاشات
شددت الدكتورة أليسون على ضرورة أن يكون الأهالي مدركين تماماً للتأثيرات السلبية التي يمكن أن يسببها الاستخدام المفرط للشاشات على الصحة النفسية للأطفال وتطورهم الاجتماعي وأدائهم الأكاديمي، حيث قد يؤدي التعرض المستمر للشاشات إلى تدهور الروابط العاطفية واضطراب النوم وصعوبة التركيز والعزلة الاجتماعية.
وختامًا، يوصي الخبراء في شركة "فيكسبي" الآباء والأمهات بضرورة تأخير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى عمر 16 عاماً. كما يجب عدم اعتماد الهواتف الذكية كأداة تعليمية في الفصول الدراسية قبل سن 16 عامًا، واستخدام الأجهزة اللوحية والتطبيقات التعليمية التي تُعزز التعليم الرقمي الإيجابي وتُقلل من مخاطر الإدمان.