السفر يُطور مهاراتك الشخصية ويُحسن قدراتك... فكيف ذلك؟
قال الحكيم بيل موري ذات يوم: " قبل أن تلتزم مع أحدهم بشكل كامل، سافر معه في رحلة"؛ هذه المقولة صادقة تمامًا، فالسفر يُشكل وقتًا عصيبًا لمعظم الناس حتى إنه قد يُخرج أسوأ ما فيهم.
لذا إذا تمكنتِ من التغلب على الصعوبات التي ستواجهك في رحلتك؛ فهذا السفر سيقوي من علاقتك مع الآخرين، وسيمنحك فرصة مشاركة الأهداف بشكل فعّال.
بشكل رئيسي السفر في حد ذاته يفتح أعيننا على كثير من الأشياء ويثري معرفتنا؛ بالإضافة إلى ذلك، فإنه يُطور من المهارات اللازمة للنجاح، حيث يُمكنك أن تُطوري من خلاله مهاراتك الشخصية وتوجيهها نحو المسارات الصحيحة في جميع أمورك الحياتية والمهنية.
بناءً على ذلك، سنُطلعك عبر موقع " هي " على فوائد السفر لتطوير مهاراتك الشخصية وتحسين قدراتك، وذلك من خلال اسشارية التنمية البشرية الدكتورة مروة حسن من القاهرة.
السفر كلمة ساحرة لمجرد التفكير فيها
بحسب دكتورة مروة، تعتبره الكثيرات فترة استراحة، بينما تُحدده أُخريات نقطة لبداية جديدة، أو علاجًا لمرحلة صعبة جسدية أونفسية؛ فهو عادةً ما يجمع بين العديد من الفوائد التي لها دورًا فعالًا في توسيع الأفق وتعليمك الكثير من أمور الحياة، كذلك تطوير ذاتك وتعزيز ثقتك بنفسك في أجواء يغمرها البهجة والجمال والسعادة.
السفر لتطوير مهاراتك الشخصية
أوضحت دكتورة مروة، أنه بمثابة مرآة للنفّس الطموحة، والتي لديها رغبة في التقدم والنجاح والتميز؛ كذلك هو فرصة رائعة لإظهار نقاط القوة وتعزيزها، واكتشاف نقاط الضعف لتغييرها للأفضل بشكل عملي. عمومًا هو وسيلة فعالة لتطوير المهارات الشخصية للمرأة، وذلك على النحو التالي:
يُعزز الثقة بالنفس وتقدير الذات
يُساهم وجودك في مكان لا تعرفين فيه أحد في تعزيز اعتمادك على نفسك، وتطوير قدراتك للتعامل مع الطوارئ، والمشاكل التي قد تواجهينها فجأة.
يُطور الشخصية
تصبحين أكثر وعيًا بنفسك؛ وبما أنه يُعتبر رحلة إلى الخارج، فهو أيضًا رحلة إلى داخلك، ستعطيكِ لحظات الهدوء والمتعة، خصوصًا الرحلات في الطبيعة؛ فهي فرصة للنظر إلى ذاتك، وترتيب مجموعة القيم والأولويات، وتحديد أهدافك الجديدة.
يُعيد شحن الطاقة الداخلية
بعد فترة من الراحة والاستجمام، ستعودي إلى العمل بانطلاقة قوية، وابتسامة عريضة على وجهك لعدة أيام أخرى في العمل، كما ستساعدك فترات التأمل والاستشفاء النفسي والجسدي على تحسين أدائك سواء الوظيفي أو في عملك الخاص، وبالتالي تحسين جودة حياتك وتطويرها.
يُجدد الشباب
الاسترخاء والتمتع بالسفر يجدد من شبابك، من خلال إزالة التوتر والقلق، والانغماس في نشاطات متنوعة رياضية وترفيهية. سيحسن ذلك من أداء أعضائك الحيوية، والغدد الصم والهرمونات وستشعرين بالشباب من جديد.
الخروج من الضغوط والتوتر
يفرض عليكِ السفر الابتعاد المؤقت عن الروتين، وخصوصًا المرتبط بالعمل والمسؤوليات، ويُعيد تقيمك للأشخاص من حولك، ومن يعمل معكِ بمعزل عن علاقات العمل والارتباطات المحيطة؛ ما يُحسن ذلك من علاقتك بهؤلاء الأشخاص بعد العودة إلى حياتك الاعتيادية.
يُعزز الحالة الإبداعية
تُشير الدراسات إلى أن خروج الشخص من المكان المُتأقلم عليه "منطقة راحته"، سيُثير أفكارًا إبداعية جديدة، خصوصًا خلال الرحلات الإستكشافية الخارجة عن المألوف؛ وبالتالي سيكون السفر فرصة رائعة لتدعم أفكارك الإيجابية وتحفيز عقلك على ابتكار أفكار جديدة وبشكل مختلف.
يُوسع الآفاق الثقافية والمعرفية
يوفر السفر مجال أوسع لتواصلك مع أشخاص مختلفين ذوي ثقافات متنوعة، ويمنحك هذا رؤية الأمور والتحديات من منظور مختلف والتعامل معها أيضَا بطرق جديدة.فضلًا عن ذلك، ستُقابلين أشخاصًا وتكتسبين مهارات جديدة ومعلومات ثقافية، كان من الصعب عليكِ الحصول عليها في المدرسة أو الدراسة الجامعية.
يُقوي العلاقات
خلال أيامك العادية، بالكاد تحصلين على بعض الوقت مع العائلة والأقارب، أو الأصدقاء، لكن السفر قد يضمن لكِ رحلة لعدة أيام أو أسابيع لقضاء أوقات ممتعة معهم؛ لتنشيط علاقتك بهم، من خلال القيام بالأمور الممتعة، ومشاركة الوجبات والإقامة والتنقل، كما قد تساهم وجهات السفر الرومانسية في إيقاذ السعادة والحميمية في علاقاتك الشخصية، والتي من المحتمل أن يكون ضغط الحياة وروتينها، قد اطفأ جزء منها!
فرصة لاكتساب أصدقاء جُدد
لقاء أشخاص جُدد خلال الرحلات المتنوعة، فرصة ليصبحوا أصدقاء حقيقين في حياتك، أو الحفاظ على الاتصال بهم أو تقومين زيارتهم خلال الفترات اللاحقة. فربما يكون بعضهم جسر عبور لفتح آفاقًا جديدة أمامك، أو يدخلك بعضهم في تجارب فريدة من نوعها.
الذكريات خالدة في الذاكرة
قد تصبح رحلة ممتعة مع عائلتك،أو من تُحبين ذكرى دائمة في عقلك، ويُمكنك مُشاهدتها مرارًا من خلال الصور على هاتفك الذكي، لرسم الابتسامة على وجهك كلما تذكرتي تلك اللحظات الرائعة.
السفر لتحسين قدراتك وتعزيز ذكائك
من ناحية أخرى، أكدت دكتورة مروة أن السفر من شأنه أن يُعزز ذكاء المرأة وقدراتها العقلية، وذلك من خلال التالي:
يُحسن الأداء الأكاديمي ومهارات القيادة والاحساس بالاستقلالية
الرحلات التي قد تتضمن مواقع أو أماكن أو منشآت أو مناطق طبيعية تتعلق باختصاصك من شانها أن تُحسن تحصيلك العلمي، كما يُحسن السفر من رؤيتك وإدراك للأشياء، ومن نظرتك وثقتك بنفسك؛ كذلك يزيد من مهارات تحدثك بثقة، وقدرتك على اكتساب الخبرات والمهارات الجديدة، ويُعزز إحساسك بالاستقلالية.
لذا انسى التكلف، والتخطيط، وتمتعي بالعفوية؛ إرمي ورائك المتطلبات الاجتماعية، والتقليدية في الحديث، واللباس، والطعام، والانضباط الاجتماعي، وتمتعي بعفوية الحياة الطبيعية، ولا بأس من لحظات من الإنفراد أو العزلة أو الجولات المنفردة.
زيادة المردود والإنتاجية
قد يتيح السفر فرصة للتعرف على أشخاص وشركاء جدد في العمل، واكتساب خبرات إضافية من شأنها أن تزيد من مردودك وإنتاجيتك بصفة عامة.
اكتساب أفكار تجارية وأسواق عمل جديدة
إذا كنتِ من رواد الأعمال والتجارة، فقد يُرشدك السفر إلى أفكارًا تجارية وربحيةن ربما كانت غائبة عن ذهنك أو لعدم وجودها في مكان إقامتك؛ أو إمكانية تزويد وجهات سفرك بمنتجات موجودة في وطنك، وغير موجودة في مكان الوجهة السياحية التي تنطلقين إليها.
تنمية القدرة على التواصل
يُحسن من مهارات تواصلك مع الآخرين، ويقوي مهاراتك الاجتماعية؛ خصوصًا عد سفرك إلى المناطق التي لا تتحدث لغتك الأصيلة، فهي تنمي قدراتك على التواصل، والشرح بشتى الوسائل، وقدرتك على التوصيف وتحسين معرفتك حول اللغات المُختلفة، ونمط طرح الأسئلة الأكثر شيوعًا، والتواصل مع السكان الأصليين للبلد.
المرونة في التعامل
تجدين نفسك عند السفر خارج البلاد مضطرة للتعامل مع عادات، وتقاليد، وقوانين جديدة غير مُعتادة عليها في السابق؛ ما يمنحك ذلك القدرة على التكيُف، والتأقلم مع أي وضع جديد يُفرض عليكِ.
وأخيرًا، قد يُعززالسفر مبادئ الإنتماء، والابتعاد عن الأفكار العنصرية؛ وفهم طبيعية الشعوب المختلفة، وبالتالي التعامل مع الآخرين بتسامح دون تعصب للأفكار السلبية. بالإضافة إلى ذلك، فهو يُشكل أحد أهم التحديات التي يواجهينها في حياتك، وعندما تنجحين في هذا التحدي؛ ستكتسبي قدرة على مواجهة أية تحديات أخرى يُمكن أن تعترض طريقك في الحياة.