تطورٌ تقني ملحوظ للقضاء على أمراض السرطان وتحسين جودة الحياة

تطورٌ تقني ملحوظ للقضاء على أمراض السرطان وتحسين جودة الحياة

جمانة الصباغ

يبدو أن معركتنا الطويلة مع أمراض السرطان التي امتدت لقرون، باتت تحرز بعض النتائج الإيجابية لصالحنا مع بروز تطورات تقنية ملحوظة خلال السنوات الأخيرة للتخلص من هذا المرض الخبيث وتحسين جودة الحياة للمصابين به ولغير المصابين.

وبحسب وصف موقع "ويب طب"، فالسرطان (Cancer) هو مصطلحٌ طبّي يشمل مجموعة كبيرة من الأمراض التي تمتاز بنموّ غير طبيعي للخلايا، تشهد انقساماً بدون رقابة وقدرة على اختراق الأنسجة وتدمير أنسجة سليمة في الجسم، مع امتلاك قدرة الانتشار في جميع أنحاء الجسم.

يُعدَ مرض السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، لكن احتمالات الشفاء من أنواعه المختلفة آخذة في الارتفاع، بسبب التقدم في أساليب الكشف المبكر عن السرطان وخيارات العلاج المتاحة. ويعكف الباحثون والعلماء على دراسات وأبحاث مستمرة بهدف التوصل لتقنيات متطورة سواء في التشخيص أو العلاج، تضمن القضاء على أمراض السرطان وتحسين جودة الحياة.

في موضوعنا اليوم، نتطرق وإياك عزيزتي القارئة لمجموعة من هذه التقنيات المطوَرة والواعدة حول أمراض السرطان، جمعناها لك من عدة مصادر إخبارية وطبية.

تطوير لقاح "ثوري" للقضاء على سرطان الدماغ

يشهد الطب الحديث العديد من الاكتشافات التي تسهل الكشف المبكر عن السرطان وعلاجه
يشهد الطب الحديث العديد من الاكتشافات التي تسهل الكشف المبكر عن السرطان وعلاجه

سرطان الدماغ هو تكاثرٌ لخلايا غير طبيعية في أنسجة المخ، ويتم استخدام مصطلح سرطان الدماغ للتعبير عن الأورام الخبيثة فقط وليس جميع الأورام التي قد تصيب الدماغ.

وتلعب بعض العوامل الوراثية والبيئية والتدخين، سبباً وراء زيادة خطر الإصابة بسرطان الدماغ الذي يعكف العلماء على إيجاد طرق فعالة للوقاية منه وعلاجه. وقد نجح بعض العلماء الأمريكيين في تطوير لقاح يحمي من هذا السرطان ويعالجه.

وقد أجرى علماء من مستشفى بريغهام ببوسطن الأمريكية، تجارب على الفئران للقاح يساعد في القضاء على الأورام الموجودة في الدماغ وتدريب جهاز المناعة في الجسم على منع تكرارها وذلك عن طريق إطلاق أداة لتحرير الجينات تسمى CRISP-CAS9 لبروتينات تدمر السرطان، بحسب ما أفاد موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وكانت الفئران محل التجربة عانت من نوع من سرطان الدماغ يسمى الورم الأرومي الدبقي، نجح اللقاح المطور في تعديل الحمض النووي في أدمغة الفئران دون الحاجة لإزالة أي نسيج منها. وتم في هذه التجربة تجربة تقنية تستفيد من تقنية "كريسبر" التي تعمل كمقص جزيئي، يقطع الحمض النووي في مواقع محددة، إما يحذف أقساماً أو يستبدلها بتسلسلات بديلة تفرز بروتيناً يعلق بالهدف.

اختبار دم يساعد في التنبؤ المبكر للسرطان

طريقة جديدة تسهم في إمكانية التنبؤ بحوالي 70 نوعاً من السرطان في مراحله المبكرة، هي عبارةٌ عن فحص للدم يحمل إسم Trucheck عملت شركة بريطانية على تطويره بعد دراسة أجروها على 30 ألف شخص.

وبحسب العلماء، فإن هذا الفحص يكشف كل حالة من السرطان تقريباً قبل تفشي المرض، مما يسمح بتحسين العلاج المبكر. كما خلصت نتائج هذه الدراسة لتركيز هذا الفحص على الكشف المبكر لأنواع من السرطانات، يتم اكتشافها عادةً في مراحل حرجة لتأخر ظهور أعراضها، مثل سرطاني المبيض والرئة.

وجاءت نتائج الدراسة لتؤكد إمكانية تحديد أكثر من 91% من حالات السرطان التي كان يصعب التعرف عليها سابقاً. كما نجح فحص الدم Trucheck الذي يستغرق أقل من دقيقة عبر سحب 20 ملل من الدم للتحليل، في تحديد ما يقرب من 9 حالات مصابة بسرطان الثدي من كل 10 حالات، في مراحله الأولى.

فحص ثوري يكشف 4 سرطانات تصيب النساء

تقنيات متطورة للقضاء على امراض السرطان وتحسين جودة الحياة-رئيسية واولى
تقنيات متطورة للقضاء على امراض السرطان وتحسين جودة الحياة

بما أن صحة النساء باتت الشغل الشاغل للكثيرين ومنهم موقع "هي"، فإن التوعية بالأمراض التي تصيبهنَ والتطرق لكافة المواضيع التي تخصهنَ يحتل مكان الصدارة في موضوعاتنا.

لذا نبحث دوماً عن كافة التقنيات والتطورات الطبية الحديثة التي تسهم في حماية النساء من بعض الأمراض المتربصة بهنَ مثل مرض السرطان. وفي هذا الصدد، توصل علماء من بريطانية لفحص جديد "ثوري" قادر على اكتشاف 4 أنواع مختلفة من مرض السرطان التي تصيب النساء في وقت واحد.

ووفقاً لصحيفة "الصن" البريطانية التي تحدثت عن الموضوع، فإن هذا الفحص يتابع بدقة التغيرات التي تحدث في خلايا عنق الرحم، وهو تطورٌ يقود للإصابة بسرطان عنق الرحم المميت، غالباً ما يتم الكشف متأخراً عنه. كما يمتاز الفحص الجديد بقدرته على رصد علامات الحمض النووي الخاصة بأنواع أخرى من السرطانات، ما يعني أنه يمكن استخدامه مستقبلاً كاختبار تنبؤ لسرطانات الثدي والرحم وعنق الرحم والمبيض.

فيروس مُعدَل جينياً يمكن أن يهزم السرطان

نعم، ما تقرأينه صحيح؛ فقد كشفت تجربة مبكرة في معهد أبحاث السرطان (ICR) في لندن، أن شكلاً مُعدَلاً وراثياً من فيروس الهربس يمكن أن يصبح خياراً علاجياً لبعض المرضى الذين يعانون من سرطانات متقدمة والميؤوس من شفائهم. وقد نجح العلاج الجديد في استئصال أو تقليص الأورام لدى هؤلاء المرضى، بعدما تم اختباره على 93 مريضاً بالسرطان بينهم أشخاص عانوا من أورام الجلد والمريء والرأس والعنق.

وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن فريق البحث يأمل في الإنتقال لتجارب أكبر بعد تقديم دراستهم في مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الأورام، وأن يواصل المصابون بالسرطان الإستفادة من هذا العلاج المبتكر.

اختبار دم يكشف 50 نوعاً من السرطان

كشف موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن توصل مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة، لاختبار دم قادر على اكتشاف 50 نوعاً من السرطان.

ونقلت الصحيفة عن العلماء في مركز "ميموريال سلون كيترينغ" للسرطان في نيويورك، قولهم أنهم أجروا بحثاً على اختبار دم يدعى "غاليري"، يستخدم مسحة واحدة للبحث عن إشارة تصدر عن العديد من أنواع السرطان، بما فيها تلك التي تصيب الثديين والرئتين والكليتين. وقد نجح الإختبار في اكتشاف 35 حالة إصابة بالسرطان؛ لكن في المقابل، تم تشخيص 57 شخصاً آخرين بشكل خاطئ.

ويحتاج البحث للمزيد من التدقيق بالرغم من نتائجه الجيدة بحيث العلماء، الذين أكدوا أنه يحمل "وعوداً كبيرة" في اكتشاف السرطانات التي لا يتم اكتشافها حالياً إلا في مراحل متقدمة من الإصابة.

كنزٌ طبي يفتح الباب أمام علاج أدق للسرطان

على المقلب الآخر وفي السياق ذاته، نجح باحثون من جامعة كمبريدج البريطانية في التوصل إلى "كنز ثمين" قادر على مساعدة الطب مستقبلاً على وصف العلاج المناسب لمرض السرطان. وذلك بعدما قاموا بإجراء تحليل لآلاف الأورام السرطانية أفضى إلى معلومات ثمينة حول الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذا المرض الخطير والمميت.

ونقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن الباحثين قولهم أنهم تمكنوا، وللمرة الأولى، من رصد أشكال محددة ودقيقة في الحمض النووي للسرطانات، أقرب لما يمكن تسميته بـ"علامات الطفرة". وبفضل هذه المؤشرات، يمكن للطب أن يعرف ما إذا كان المريض قد تعرض لأسباب أدت إلى إصابته بالمرض، مثل التدخين أو الأشعة فوق البنفسجية. كما يتيح الكشف الجديد للأطباء تشخيص كل حالة لنحو دقيقة وتحديد العلاج الأكثر دقة المطلوب لنوع السرطان المصاب به المرء.

لكن هذه المؤشرات لا يمكن رصدها إلا من خلال تحليل بيانات واسعة مستخلصة من تسلسل جينومي كامل، أي من خلال تحديد التشكيل الجيني للخلية. وقالت الباحثة سيرينا نيك زينال، أستاذة الطب الجيني والمعلوماتية الحيوية بجامعة كامبردج، أن استخدام تسلسل جينومي كامل من شأنه أن يكشف بصمةً مهمة للغاية بشأن ما وقع وكيف تطور السرطان لدى المريض. مشيرة في الوقت ذاته لحاجة هذه العملية لتركيز وجهد كبيرين للتوصل إلى نتائج مثمرة.

الخلاصة؟..

يمكن القول أن الطب الحديث لا يكل ولا يمل في بحثه عن كافة السبل الوقائية والعلاجية للكشف عن أمراض السرطان مبكراً وتحديد العلاجات الأنسب لها. لكن كل هذه التجارب والدراسات بحاجة للمزيد من البحث والوقت لتحديد نجاعتها المطلقة.

كما يشدد أطباء الأورام ومن ضمنهم الدكتور مهند دياب، استشاري طب الأورام إلى أن الطريقة الوحيدة للسيطرة على مرض السرطان تكمن في الكشف المبكر عنه.

وأضاف في لقاء له مع "سكاي نيوز عربية"، أن الخلايا السرطانية تتشكل يومياً لدى الناس؛ لكن الجهاز المناعي القوي في الجسم قادرٌ على القضاء عليها. ونصح استشاري الأورام كافة النساء بوجوب المواظبة على فحص سرطان الثدي بعد سن الأربعين، وهو السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء، للكشف المبكر عنه وتسريع علاجه والشفاء منه. كما نصح كل سيدة تجاوزت سن الخمسين بوجوب الإنتظام في إجراء التنظير السفلي أو العلوي للكشف المبكر عن سرطانات الجهاز الهضمي.