تحلمين بنوم هانئ طوال الليل.. إليك أفضل النصائح لتحقيق ذلك
"النوم كالأطفال".. حلمٌ يراودنا جميعًا دون استثناء. أليس كذلك؟
من يرى الأطفال الصغار والرُضع وهم نائمون بهناء وراحة وسلام، يحسدهم على هذه النعمة التي حُرم منها الكثيرون؛ إما بسبب المرض، أو لممارسات حياتية خاطئة تعصف بحياة الإنسان وتجعله غير قادر على التنعم بواحدة من أكثر احتياجات الجسم لإعادة الشحن والطاقة بعد الراحة لعدة ساعات، ألا وهي النوم.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم عن نعمة النوم التي أنعم بها علينا: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).
إذن، فالنوم نعمةٌ ربانية يحظى بها مختلف مخلوقات الله منذ الولادة وحتى الممات؛ ورغم أن الإنسان يقضي نحو ثلث حياته نائمًا، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم. وهناك اعتقادٌ سائد أن النوم هو خمولٌ في وظائف الجسم الجسدية والعقلية، يحتاج إليه الإنسان لتجديد نشاطه. لكن الواقع المُثبت علميًا خلاف ذلك تمامًا، حيث إنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة، وليس كما يعتقد البعض. بل على العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم.
وبغض النظر عن تفسير ماهية النوم عما إذا كان راحةً أم نشاطًا للجسم، فالمتعارف عليه من قبل الجميع خاصةً المختصين في مجال علم النوم، أنه حاجةٌ ضرورية للجسم لاستعادة النشاط بعد يوم عمل ودراسة طويل. وأي اضطراب في دورة النوم الطبيعية التي تختلف مدتها بين الأفراد (إذ أن الأطفال الرُضع ينامون لمدة تتراوح بين12 إلى 16 ساعة كل 24 ساعة، بما في ذلك أوقات القيلولة؛ فيما تنخفض هذه النسبة إلى 7 ساعات أو أكثر في كل ليلة للبالغين)، يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة الإنسان البدنية والفكرية والنفسية. حتى أن اضطرابات النوم تلعب دورًا في زيادة مخاطر بعض الأمراض مثل السكري وأمراض القلب وغيرها.
لذا إن كنت تنعمين بنوم هانئ كل ليلة دون أي اضطرابات، فأنت في نعمة كبيرة عزيزتي القارئة؛ أما إذا كنت تعانين من الأرق وقلة النوم معظم الليالي، فأنت بحاجة لاتباع بعض النصائح الأساسية إنما الفعالة، التي يقدمها لنا الدكتور مايكل بريوس، أخصائي النوم المشهور عالميًا والمتحدث بإسم "هيستنس"، الشركة السويدية الرائدة في صنع أفضل الأسرَة المصنوعة يدويًا في العالم.
7 نصائح فعالة لتجربة نوم هانئة خلال الليل
النوم الجيد هو أكبر سر لتحسين نوعية حياتك، حيث يجلب النوم الليلي الجيد العديد من الفوائد التي تتجاوز الرضا عند الاستيقاظ والشعور بالراحة التامة؛ وهي أنك تعيشين لفترة أطول وتتمتعين بصحة أفضل، وتستيقظين منتعشةً ومفعمة بالحيوية. بل حتى أنك تبدين أصغر سنًا، ويسهل عليك المحافظة على وزن صحي، والتعلَم بشكل أسرع، وإنجاز الأعمال بشكل أفضل.
والنصائح السبع التي يقدمها الدكتور بريوس لتحقيق نوم أفضل وراحة مثالية خلال الليل تتضمن الآتي:
- إيجاد درجة الحرارة الأمثل لنوم جيد: تلعب الحرارة دورًا أساسيًا في تحديد جودة النوم وخاصةً في فصل الصيف؛ وتختلف درجة الحرارة الأمثل من شخص إلى آخر. ويعتمد هذا العامل بشكلٍ أساسي على التفضيلات الشخصية والقدرة على تحمل الحرّ والرطوبة، فضلاً عن عوامل متنوعة مثل الخلل الهرموني أو بعض الحالات مثل انقطاع النفس الانسدادي خلال النوم وغيرها الكثير. لذلك من المهم إيجاد درجة الحرارة الأمثل لغرفة النوم، والتي قد تتراوح بين 17 إلى 28 درجة مئوية.
- اختيار ألوان فاتحة لتزيين غرفة النوم: تحمل الألوان المحيطة بنا تأثيرًا كبيرًا على مشاعرنا، لذلك من الأفضل اختيار ألوان هادئة مثل الأبيض والأزرق الفاتح لغرف النوم والابتعاد عن الألوان الداكنة مثل الأحمر. كما تساهم المحافظة على ترتيب الغرفة ونظافتها بشكلٍ واضح في راحتنا ونومنا بعمق.
- اختيار الأسرَة المصنوعة من مواد خاصة: يؤثّر اختيار المراتب والوسائد والمواد التي تُصنع منها، مباشرةً على راحتنا أثناء النوم؛ لذا يُفضل استخدام بعض المواد الطبيعية مثل ذيل الفرس والقطن والصوف. ويُعدّ ذيل الحصان مادةً عضوية مُضادة للعث والفطريات بمزايا مضادة للبكتيريا، مما يمنح بيئة نومٍ صحية ونظيفة.
- اختيار نوعية مفارش الأسرَة المناسبة: تلعب مفارش الأسرّة دوراً مهماً في تحديد جودة النوم والراحة، وتُعدّ الأغطية المصنوعة من مواد طبيعية أكثر من المصنّعة خيارًا أفضل.
- اختيار الوسادة الملائمة للاحتياجات الشخصية: يُعدّ اختيار الوسائد مسألةً شخصية، فلكل شخص تفضيلاته الخاصة من حيث الحجم والشكل والمواد المستخدمة. ويمكن تحديد الوسادة الأمثل من خلال 6 عوامل رئيسية: مواد الحشوة، وزن الحشوة، نوعية الحشوة، حجم الوسادة، المواد التي يُصنع منها غطاء الوسادة، وعملية التصنيع في حال كان ذلك ممكنًا.
- الانتباه من التعرض للضوء أثناء النوم: من الضروري الحد من الضوء الذي يتعرض له الشخص أثناء النوم وتوفير بيئة نوم مثالية. ويجب أن تكون الغرفة مظلمةً عند النوم، وبالتالي عدم وضع الهواتف بجانب السرير أو ترك الأضواء منارة.
- الحد من التعرض للضوء قبل وقت النوم: يؤثّر التعرض للضوء قبل وقت النوم في قدرتنا على أن نغطَ في النوم ونستغرق به؛ ما يعني التأثير على المقدار الأمثل من الوقت لكل مرحلة من النوم، والمحافظة على برنامج نوم منتظم ليلةً بعد ليلة. ويعود ذلك إلى تحفيز الضوء للدماغ، بما لا ينسجم مع المطلوب للنوم بعمق. ولا تتشابه جميع أشكال الضوء بتأثيرها، فالضوء الأزرق بشكلٍ خاص يُسبب خللاً كبيراً في عملية النوم، بينما لا يؤثر الضوء الأحمر على إنتاج الميلاتونين أو يُعطل إيقاع الساعة البيولوجية مثل الضوء الأزرق.
وإلى جانب جميع العوامل المحيطية التي تؤثر على جودة نومنا، لا بدّ من الحفاظ على روتين يومي صحي بما يضمن الحصول على أفضل النتائج وتحقيق جودة النوم التي يسعى إليها الجميع.