من الضروري جداً تجنب الأماكن شديدة الحرارة الرطبة لكي لا تتعرض الصحة لمخاطر الرطوبة العالية

تهدد الصحة بشكل كبير .. مخاطر الرطوبة على الصحة وتدابير وقائية مهمة

ريهام كامل

مع قرب انتهاء فصل الصيف، يمكننا القول أننا على وشك البدء بدخول فصل الخريف والتمتع بهدنة خالية من حرارة الجو المرتفعة ونسبة الرطوبة العالية، فقد كان صيفاً قاسياً للغاية، نتمنى أن لا يعود علينا بنفس القسوة مرة أخرى، وأخطر ما مر علينا جميعاً خلال موسم الصيف، ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، والتعرض لمشاكل جمة بسببها، فما هي مخاطرها، وهل من تدابير وقائية تساهم في تحقيق السلامة من الرطوبة ومخاطرها الكبرى.

ما هي الرطوبة؟

الرطوبة هي مقياس لكمية بخار الماء في الهواء، وعادة ما يتم التعبير عنها كنسبة مئوية تدل على كمية قرب الهواء من التشبع وهذا ما يعرف باسم الرطوبة النسبي، فإذا زادت كمية بخار الماء في الهواء زادت الرطوبة النسبية، وإذا انخفضت كمية بخار الماء في الهواء تنخفض الرطوبة النسبية، وللرطوبة تأثيرات ملحوظة على كل من الطقس والمناخ وكذلك البيئات الداخلية.

ينتج عن ارتفاع نسبة الرطوبة بالجو إلى 100% زيادة احتمالات حدوث العواصف الرعدية والعواصف الثلجية، وذلك بسبب تكوين السحب والعواصف الرعدية والأعاصير، ما يؤدي إلى تعطل الطرق والعمل وكثير من المشاكل الأخرى المتعلقة بسلامة الأفراد في الطرقات.

الصدع والزغللة أحد الآثار السلبية التي تسببها الرطوبة ويجب الانتباه إليها جيداً

ما هو تأثير الرطوبة على الصحة؟

بحسب الدكتور محمد زيدان، اخصائي طب الأسرة في مستشفى ان ام سي رويال بالشارقة، يزيد التعرق مع ارتفاع درجات الحرارة وذلك لخفض درجات الحرارة المرتفعة الأمر الذي يزيد معه عمق الدورة الدموية، ويزيد من التنفس، وينتج عن ذلك فقدان كميات كبيرة من الماء والمواد الكيميائية التي يحتاجها الجسم ومن ثم التأثير سلباً على كفاءة الجسم، ما يزيد من احتمالات تعرض الجسم للخطر، وخصوصاً للمصابين بالحساسية إذ تسبب العديد من المضاعفات لهم، ومن مخاطر الرطوبة على الصحة بوجه عام ما يلي:

  • الجفاف الشديد الذي يترتب على فقد الجسم للسوائل بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة.
  • الشعور بالخمول وانعدام الطاقة.
  • التعب العام والإرهاق.
  • ضيق التنفس.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • التشنجات العضلية.
  • الإنهاك الحراري الذي يحدث بفعل الحرارة العالية والرطوبة والجفاف المترتب عليها.
  • الدوخة والإغماء.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية. تزيد الإصابة بأمراض القلب في المناطق الساحلية وذلك بسبب عامل الرطوبة.
  • ضربة الشمس وذلك بسبب الحرارة والرطوبة والإصابة بالجفات، وقد تودي بحياة الشخص الذي يتعرض للإصابة بها.
  • النوبات القلبية: وجدت بعض الدراسات أن ارتفاع الرطوبة قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية عند كبار السن.

ارتفاع درجات الحرارة أخطر على الصحة أم ارتفاع الرطوبة؟

يقول الدكتور محمد زيدان أن ارتفاع درجات الحراة هو الأخطر على الصحة من ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، وذلك لأن التعرض المباشر لأشعة الشمس يؤثر على درجة حرارة الجسم الداخلية، ويتسبب ذلك في فقدان نسبة كبيرة من السوائل والأملاح والمعادن عبر التعرق الشديد، ما يزيد من احتمالات اصابته بالعديد من الأعراض التي قد يكون لها مضاعفات عديدة من بينها ما يلي:

  • الإصابة بصداع مستمر.
  • الإصابة بالزغللة.
  • الشعور بهبوط في الدورة الدموية.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الإصابة بضربات شمس.
  • التعرض للإصابة بالإجهاد الحراري.
  • الإصابة بالتهابات جلدية مزمنة.
  • تسارع نبضات القلب ومشاكل صحية في الدورة الدموية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

بحسب دكتور محمد، يجب الذهاب إلى الطوارئ بالمستشفى على الفور بمجرد الشعور بحالات ضعف عام وهبوط واغماء وأي من الأعراض الأخرى التي تم ذكرها أعلاه.

تناول الماء بكثرة وتوافر أجهزة التكييف في المنزل أحد أهم الإجراءات الوقائية التي تحمي من مخاطر الرطوبة على الصحة

كيف يمكن الوقاية من مخاطر الرطوبة العالية؟

يقول الدكتور محمد أنه يجب على أولئك الذين يتواجدون في مكان رطب ويعانون من تأثير الرطوبة العالية الالتزام بتطبيق النصائح الوقائية التالية وهي:

  • يجب تناول الكثير من الماء للمحافظة على بقاء الجسم رطباً وتعويض ما يفقده بسبب عامل الرطوبة.
  • ضرورة أخذ فترات راحة متكررة عند الشعور بالتعب والإرهاق ليهدأ الجسم.
  • البحث عن مكان مكيف خصوصاً ملائم وخصوصاً لكبار السن أو الأطفال الصغار.

كيف يمكن التغلب على الرطوبة المنزلية؟

للوقاية من آثار نسبة الرطوبة العالية في المنزل، يجب الالتزام بتطبيق بالنصائح التالية:

  • العمل على انتشار المراوح في المنزل إذ يساهم الهواء المتحرك الناتج عن المروحة على تبخير الرطوبة الزائدة، ما يجعل الغرفة أكثر برودة مع الأخذ في الاعتبار أنها لا تصلح وحدها في بعض المناطق التي يتميز مناخها بطقس حار جداً ورطب.
  • استخدام أجهزة التكييف لتبريد الهواء في المنزل وحماية كل الأغراض به، ولتنقية الهواء في جميع أنحاء المنزل.
  • استخدام الأجهزة المزيلة للرطوبة التي تعمل بكفاءة عالية وتحول الهواء المحيط إلى هواء جاف بارد بعد امتصاص الهواء الرطب إذ تعمل كاسفنجة لتنقية الهواء، ومكافحة العفن ومساعدة الأشخاص على الاستمتاع ببيئة منزلية صحية.
  • ارتداء الملابس القطنية في الطقس الحار الرطب، وذلك لقدرتها على امتصاص العرق الموجود على سطح الجلد، ما يقلل الشعور بالحر والرطوبة، شريطة أن تكون الملابس قطنية بنسبة 100%.
  • الاستحمام بالماء البارد لخفض درجة حرارة الجسم خصوصاً أنه يمنح الجسم الشعور بالانتعاش.
  • ترطيب الجسم بالحرص على تناول كميات مناسبة من الماء والسوائل المفيدة على مدار اليوم، وتناول المشروبات الباردة للحفاظ على درجة حرارة الجسم، مع مراعاة تقليل تناول المشروبات الساخنة في الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع نسبة الرطوبة.

وختاماً يوصي الدكتور محمد زيدان بضرورة استشارة الطبيب فور حدوث واحد أو أكثر من الأعراض السابق ذكرها أعلاه، واستمرار الشعور به لوقت طويل، وذلك ليقوم الطبيب بفحصه من أجل اتخاذ اللازم.

مع تمنياتي لكِ ولجميع قراء "هي" بدوام الصحة والعافية،،،