بعضها بسيط ولا يتطلب علاجات دوائية .. إليكِ أبرز أمراض النساء الشائعة وطرق الوقاية
للأسف، فإن المرض هو حالةٌ ثابتة لا يمكن تغييرها؛ يجب أن يمرَ بها كل فرد في حياته الممتدة، ولكن يجب أن يعرف أيضًا كيفية الوقاية منها ومن تداعياتها والعمل على علاجها بسرعة وفاعلية.
والمرأة كائن حساس ولطيف، تجد نفسها عرضةً للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية خلال مراحل مختلفة من عمرها؛ نتيجة التقلبات والتغيرات الهرمونية التي يمرَ بها جسمها، والتي تنعكس على صحتها الجسدية والنفسية. ما يجعلها بحاجة لتثقيف نفسها جيدًا، حول كافة المسائل الصحية التي يمكن أن تلمَ بها وببناتها أو أخواتها وصديقاتها؛ لتفعيل عامل الوقاية أولًا، ثم المعالجة الصحيحة ثانيًا في حال الإصابة بأي من هذه الأمراض.
وهو ما نسعى إليه في موقع "هي"، من خلال تركيزنا على بعض أمراض النساء الشائعة؛ وتسليط الضوء بشكل أساسي على مسألة الوقاية، والتشخيص المبكر لهذه الأمراض، بغية علاجها بسرعة وتقليل مضاعفاتها.
لهذا توجهنا بالسؤال إلى الدكتورة كولشان جميل، أخصائية الأمراض النسائية والتوليد في المستشفى الكندي التخصصي دبي؛ حول أكثر الأمراض النسائية شيوعًا وكيفية الوقاية منها. فأفادتنا مشكورةً بالمعلومات الآتية...
ما هي أمراض النساء الشائعة؟
وفقًا لأخصائية الأمراض النسائية والتوليد، فإن قائمةً لا بأس بها من الأمراض يمكن أن تصيب النساء في مراحل مختلفة من حياتها. لكن واختصارًا للوقت والمساحة، فإنها اختصرت هذه القائمة للحديث بشكل أساسي عن أنواع الالتهابات وأكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب المرأة وطرق الوقاية.
ما هي الالتهابات النسائية
هي أنواعٌ من الالتهابات التي تنتقل بشكل أساسي عن طريق العلاقة الجنسية وبين الأزواج، وتشمل:
- التهابات فطرية.
- التهابات بكتيرية.
- التهابات فيروسية.
- التهابات طفيلية.
وتشير الدكتورة كولشان إلى أن قسمًا من هذه الالتهابات قد تنتقل عبر العلاقة الحميمة؛ وهي ما يُعرف بالالتهابات المنقولة جنسيًا. كما أن هناك قسمًا آخر من هذه الالتهابات غير منقولة جنسيًا، مثل الالتهابات الفطرية، وهي قسمق من البكتيريا.
ما هي أسباب الالتهابات النسائية؟
لا شك في أن للالتهابات أسبابٌ متعددة، تُلخصَها لنا الدكتورة كولشان بالآتي:
- زيادة الرطوبة في الجسم.
- الحمل والولادة.
- داء السكري.
- استخدام حبوب منع الحمل.
- نقص المناعة أو استخدام أدوية الكورتيزون بكثرة لأي حالة مرضية أخرى.
مع الإشارة إلى أن الالتهابات الفيروسية، والناجمة عن بعض الفيروسات مثل فيروس الورم الحليمي البشري المسبب لمرض سرطان عنق الرحم، وفيروس الهربس؛ هما من الفيروسات المنقولة جنسيًا في حال كان أحد الزوجين مصابًا، فإنه ينقله إلى شريكه/شريكته عن طريق الجماع.
وفيما قد لا تظهر أية أعراض على الزوج نتيجة الإصابة بهذه الفيروسات، إلا أن الزوجة قد تعاني من أعراض معينة مثل:
- الحكة والإفرازات غير المعهودة.
- ظهور بعض الثلآليل والحبيبات في المنطقة الحميمة، تُسمى ب warts و vesicles.
قسمٌ آخر من البكتيريا قد ينتقل أيضًا عن طريق العلاقة الحميمة مثل السيلان gonorrhea، ومرض الزهري أو syphilis ولكنه نادر حاليًا. إضافةً إلى الكلاميديا الذي يُعتبر من أكثر الالتهابات انتشارًا في حالة تعدد الأقران.
وتضيف الدكتورة كولشان أن معظم الامراض المنقولة جنسيًا لها نفس المسببات، وهي:
- نمط الحياة غير الصحي.
- التدخين.
- بداية العلاقة الجنسية في عمر مبكر.
- تعدد الاقران.
هل يمكن الوقاية من الالتهابات النسائية
تؤكد أخصائية أمراض النساء والتوليد من المستشفى الكندي التخصصي، أن الوقاية هي أفضل السبل لحماية أنفسنا من المرض؛ وبالأخص النساء، لحمايتهنَ من الالتهابات ومضاعفاتها.
وتتمثل طرق الوقاية الصحيحة بحسب الدكتورة كولشان بالتالي:
- الالتزام بنمط حياة صحي من كافة النواحي (الأكل الصحي، الحفاظ على وزن صحي، ممارسة الرياضة).
- الابتعاد عن التدخين.
- عدم البدء بالعلاقة الحميمة في عمر مبكر.
- عدم تعدد الاقران أو الشركاء.
- الفحوصات الدورية للكشف عن الاصابة في مرحلة مبكرة.
- استخدام الواقي عند العلاقة، وان كان لايمنع انتقال الالتهابات 100٪.
- اخذ التطعيم اللازم ضد قسم من الفيروسات كالفيروس الحليمي، الذي كما أسلفنا يُعد السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم.
وعند الكشف عن إصابة احد الطرفين (الرجل او المرأة) بالالتهابات، يجب علاج الطرفين والابتعاد عن العلاقة أثناء العلاج. وهناك قسمٌ من الالتهابات يحتاج الفحص، للتأكد من خلو الجسم من البكتيريا قبل بدء استئناف العلاقة الحميمة.
مع الإشارة إلى أن هناك قسمًا من الالتهابات الفيروسية، يبقى في الجسم ولا يمكن التخلص منها نهائيًا؛ قد يظهر بعد فترة تكون قصيرة أو طويلة. مثل فيروس الورم الحليمي البشري HPVأو الهربس البسيط Herpes Simplex.
ماذا عن الدورة الشهرية عند النساء؟
هي الشي الآخر الشائع عند المرأة، بحسب الدكتورة كولشان؛ التي أشارت إلى أن اضطراب الدورة الشهرية هو حالةٌ طبيعية تعاني منها معظم الفتيات عند البلوغ. وقد تحتاج بعض النساء لعدة سنوات لانتظام الدورة الشهرية لديهنَ؛ لذا فإن هذه المشكلة لا تتطلب أي علاج في حالة عدم وجود أعراض أخرى، مثل السُمنة المفرطة،قصر القامة ،قلة النشاط، أو عدم ظهور الصفات الثانوية للبلوغ كنمو الشعر أو بروز الثدي.
أما فيما بعد البلوغ وبقاء الطمث غير منتظمًا، فإن الأسباب قد تكون هرمونية أو عضوية. لذا ينبغي إجراء الفحوصات اللازمة، للوقوف على الأسباب واتخاذ الإجراءات الضرورية.
قد تكون الاسباب هرمونية اوتكون عضوية
ماذا بشأن النزف بعد انقطاع الدورة الشهرية (النزف بعد سن الامل)؟
تجيب الدكتورة كولشان أنه عبارةٌ عن نزف مهبلي يحدث بعد انقطاع الطمث لمدة 12 شهرًا؛ وقد يكون السبب وراء هذا النزف بسيطًا وسطحيًا، بسبب قلة الهرمونات، أو وجود أورام حميدة في عنق الرحم أو بطانة الرحم.
النزف بعد انقطاع الدورة الشهرية قد يكون مرده أيضًا إلى وجود أورام خبيثة في الرحم أو عنق الرحم؛ وهو ما يتطلب استشارة الطبيب المختص، لإجراء الفحوصات السريرية اللازمة ومنظار الرحم، وأخذ عينات للتأكد من خلو الرحم من تلك الأورام.
ما هي أسباب النزف بعد الجماع؟
هو من الأعراض المُقلقة للسيدة والطبيب،إلى أن يتم التأكد من عدم وجود حالة مرضية في عنق الرحم، تقول الدكتورة كولشان؛ وتنصح باستشارة الطبيب المختص للقيام بالفحص السريري ومنظام عنق الرحم والمهبل (speculum)، وأخذ العينات اللازمة للكشف المبكر عن أية حالة مرضية.
ماذا نعرف عن الأورام الليفية في الرحم؟
هي من الأمراض الشائعة عند المرأة؛ حيث أن أكثر من 60٪ من النساء، يوجد في أرحامهنَ عقدٌ ليفية في أماكن مختلفة من الرحم(سواء جدار الرحم الداخلي، الجدار الخارجي، أو تجويف الرحم) وبأحجام مختلفة تترواح بين أقل من 1 سم أو أكثر من 10 سم، قد تُكتشف بالصدفة أو عند وجود أعراض.
وتختلف أعراض الأورام الليفية حسب مكانها أو حجمها، لكنها بالإجمال تتضمن الآتي:
- النزف الرحمي أثناء الدورة الشهرية أو دونها، ما يؤدي الى فقر الدم.
- ألم البطن وزيادة حجمها.
- الإحساس بالثقل.
- تكرار التبول.
- الإمساك والبواسير.
- دوالي الساقين.
وتعود بنا الدكتورة كولشان لأسباب هذه الأورام؛ مشيرةً إلى أنها قد تحدث نتيجة التأخر في الحمل حسب الموقع، أو في حالات الإجهاض أو الولادة المبكرة.
أما فيما يخص الوقاية من الأورام الليفية، فتؤكد الدكتورة كولشان عدم وجود طرق للوقاية؛ لكن بالطبع يمكن الكشف عنها بالفحوصات الدورية،أو عند ظهور أعراض معينة بالفحص السريري والفحص بالأمواج فوق الصوتية. وتضيف أن ليس كل ورم ليفي يحتاج للعلاج، ويعتمد ذلك على الأعراض وحجم الورم.
نسمع كثيرًا عن انتباذ بطانة الرحم أو البطانة المهاجرة، فما هي وما أعراضها؟
هي حالةٌ مرضية شائعة لدى 10% من نساء العالم؛ وانتباذ بطانة الرحم عبارة عن وجود البطانة في أماكن مختلفة من الجسم خارج التجويف الرحمي. وتتسبب بالأعراض التالية:
- شدة الدورة الشهرية، واستمرارها لعدم أيام مصحوبةً بالتقيؤ والإسهال.
- الشعور بالألم عند القيام بالعلاقة الحميمة.
- ألم أثناء التبول والتبرز.
- تأخر حدوث الحمل.
كيف يتم تشخيص وعلاج انتباذ بطانة الرحم؟
تفيدنا الدكتورة كولشان بأن الطبيب المختص يعمد لإجراء الفحص السريري والفحوصات التصويرية بالامواج فوق الصوتية والرنين المغناطيسي، إضافةً إلى الفحوصات المخبرية للكشف عن الحالات النشيطة لهذه المشكلة.
وتوصي الأمهات في حال كانت ابنتها تشتكي من ألم الدورة الشهرية غير المحتمل، والحاجة للتغيب عن المدرسة أو الجامعة وملازمة الفراش؛ عرضها على الطبيبة المختصة وأخذ الإجراءات اللازمة لمنع تفاقم الحال. مع العلم أن ليس كل حالة ألم خلال الدورة الشهرية، يمكن أن تكون ناجمة عن بطانة الرحم المهاجرة.
هل من مشكلة مرضية أخرى شائعة عند النساء ينبغي التكلم عنها؟
نعم، هناك متلازمة تكيس المبايض؛ التي تُعد من الحالات الشائعة والمعروفة عند السيدات، إلا أن هناك مبالغةً في تشخيص تكيس المبايض. وتتسبب بالأعراض التالية:
- اضطرابات في الدورة الشهرية.
- زيادة نمو الشعر الخشن في الجسم(الوجه، الصدر، أسفل البطن).
- تساقط الشعر والصلع.
- ظهور الحبوب والبثور في الوجه، الصدر أو الظهر.
- وجود بقع داكنة في أجزاء مختلفة من الجسم.
- زيادة الوزن.
في هذه الحالة، تنصح الدكتورة كولشان بضرورة استشارة الطبيب؛ لوجود عدة أمراض قد تعطي نفس الأعراض. لذا يجب على الطبيب القيام بالآتي:
- معرفة التاريخ المرضي للمرأة.
- الفحص السريري.
- إجراء فحص للحوض بالأمواج فوق الصوتية.
- عمل فحوصات الدم المخبرية.
وعند تشخيص حالة متلازمة تكيس المبايض، يجب العلم أنها حالةٌ مُزمنة وتحتاج إلى علاج طويل يتضمن بشكل خاص تخفيف الوزن؛ كونه يحل 80% من الأعراض، إضافةً للعلاجات الهرمونية أو تناول بعض المكملات الغذائية حسب الحالة.
في الختام، هل يمكن أن نعرف ما هي أعراض ما قبل الدورة الشهرية premenstrual syndromeوكيفية علاجها؟ كونه من الموضوعات الأكثر بحثأ..
يمكن للأعراض التالية أن تُنبأ بقرب نزول الطمث:
- ألم الظهر والقدمين.
- الصداع والتوتر النفسي.
- الإنفعال دون سبب والإكتئاب.
- الإحساس بالإنتفاخ في الجسم.
ولكن معظم هذه الأعراض تزول بمجرد نزول الدورة الشهرية، تؤكد الدكتورة كولشان. وفيما يخص التشخيص، تضيف أنه لا توجد أداة تشخيص ثابتة، ما عدا مراقبة تكرارها قبل كل دورة شهرية ولمدة 6 أشهر.
وفي حال عمل الفحوصات جميعها وجاء نتائجها طبيعية، فإن العلاج يكون حياتيًا في المقام الأول؛ ويرتكز على تناول الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة الخفيفة أو المعتدلة، سماع الموسيقى والاسترخاء بممارسة اليوغا والتأمل، وتجنب عوامل التوتر قدر الإمكان.
في حال استمرار الاعراض،يلجأ الطبيب المختص إلى العلاج بالأدوية سواء الهرمونية أو بعض أدوية التخلص من التوتر.
خلاصة القول، أن أمراض النساء الشائعة معظمها ليس خطيرًا ويمكن علاجه باتباع نظام غذائي وحياتي صحي. حتى الأمراض الشديدة والتي تتطلب علاجات معينة، يمكن التعافي منها أو التقليل من حدتها بشرط اتباع تعليمات الأطباء والمواظبة على الفحص الدوري.