ضيق التنفس وألم الصدر.. ما تحتاجين معرفته عن كتمة الصدر وطرق علاجها
كتمة الصدر.. مشكلةٌ لا بد أنكِ عانيتِ منها عزيزتي أو أحدًا من أقاربكِ وأصدقائكِ، وكان لها وقعٌ سيءٌ وكبير على الصحة الجسدية والنفسية.
الحقيقة أن كتمة الصدر أو ما يُعرف طبيًا بضيق التنفس، هي حالةٌ من فقدان القدرة على التنفس بصورة كافية، أو عدم القدرة في الحصول على كمية كافية من الهواء داخل الرئتين. وهو ما يؤدي للشعور بالخنقة وألم الصدر وتسارع النفس بشكل غير طبيعي.
يمكن أن تكون كتمة الصدر ناجمةً عن ضغط نفسي أو مشكلةٍ صحية؛ لكن وفي كلتا الحالتين، ينبغي معرفة كيفية التعامل معها بطريقة صحيحة وسريعة، كون كتمة الصدر غير المعالجة قد يترتب عليها بعض المضاعفات غير المحمودة.
لا داعي للقلق عزيزتي، فكتمة الصدر يمكن علاجها والتخفيف من حدتها باتباع بعض الطرق التي نستعرضها وإياكِ في موضوعنا اليوم. إنما بدايةً، دعينا نتعرف سويًا على أسبابها.
أسباب كتمة الصدر
كما أسلفنا، يمكن للضغط النفسي والعصبي أن يتسبب بحدوث كتمة في الصدر، تتفاوت حدتها ومدتها بتفاوت الوضع النفسي الذي نجد أنفسنا فيه.
ويمكن أن تكون كتمة الصدر أيضًا أحد أعراض وجود مشكلةٍ صحية في القلب أو مرض في الرئتين كما يشير موقع "الطبي"، الذي يضيف أن الكتمة Dyspnea يمكن أن تحدص فجأةً وتستمر لفترة قصيرة بعد القيام بعمل شاق أو التعرض لموقف مفاجئ يُثير المشاعر بقوة. لكن وفي بعض الأوقات، قد يعاني أحدنا من الكتمة لعدة أسابيع أو أكثر؛ وفي هذه الحالة، يجب استشارة الطبيب المختص بسرعة لمعرفة السبب الحقيقي وراء كتمة الصدر المستمرة وعلاجها بسرعة وفعالية.
من جهته، ونقلًا عن موقع My Cleveland Clinic؛ يُفيد موقع "الكونسلتو" المصري بأن كتمة الصدر مشكلةٌ مزعجة يمكن أن تؤشر للإصابة بمشكلة صحية خطيرة تستدعي طلب المساعدة الطبية على الفور. كما أن هناك أسبابًا أخرى عديدة للكتمة، منها الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي كالربو والالتهاب الرئوي. والكتمة قد تحدث أيضًا نتيجة الإصابة ببعض مشاكل القلب والأمراض المتعلقة بها مثل النوبة القلبية وارتفاع ضغط الدم بالرئة والفتق الحجابي والانصباب التأموري وغيرها. فضلًا عن القلق والتوتر النفسي، كما أسلفنا في بداية المقالة.
ويمكن تحري الإصابة بكتمة الصدر في حال المعاناة من الضغط في منطقة الصدر، الصفير، التنميل وعدم الراحة. ويختلف السبب باختلاف عوامل عدة، منها مدة استمرار الشعور بكتمة الصدر ومكان حدوثها والمشاكل المصاحبة لها.
كيفية علاج كتمة بالصدر فجأة
لا ينبغي أن تقلقي بالذعر جراء كتمة بالصدر تحدث فجأةً نتيجة القلق والتوتر العصبي؛ ويكفي أن ترتاحي وتخلدي للراحة لبعض الوقت وتبتعدي عن مصادر الضغط، كي تستعيدي عافيتكِ وتختفي الكتمة من الصدر بسرعة كما جاءت.
لكن الكتمة التي تظهر بحدة ولا تنتهي بسرعة، يجب عدم التعامل معها بشكل فردي في المنزل؛ بل ينبغي مراجعة الطبيب المختص كونها قد تكون علامةً على الإصابة بمشكلة صحية لا يمكن تشخيصها بشكل فردي. خاصةً إذا ما ترافقت تلك الكتمة مع ألم في منتصف الصدر وعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، عندها يجب التوجه فورًا إلى الطوارئ لأن الكتمة في هذه الحالة، قد تكون مؤشرًا على الإصابة بالنوبة القلبية كما يفيد الموقع المختص.
في حالة وجود مشكلة في القلب أو الإصابة بأمراض القلب أو أمراض الرئتين، فإن علاج كتمة بالصدر فجأة يتم من خلال الخطوات التالية:
- الخلود للراحة قدر الإمكان، وتقليل الجهد البدني في حال حدوت الكتمة بعد القيام بعمل شاق.
- سحب الماء الزائد من الرئتين، وعلاج الجلطة الدموية في الرئتين.
- تزويد الشخص المصاب بالكتمة بالأكسجين عن طريق القناع أو الأنبوب.
- وصف موسَعات القناة التنفسية أو الستيرويدات عن طريق الاستنشاق، والتي توصف عادةً لمرضى الربو أو الانسداد الرئوي المزمن؛ وذلك لمساعدتهم على التنفس بسهولة عند الإصابة بكتمة الصدر.
- استخدام المضادات الحيوية في علاج الكتمة التي تحدث جراء عدوى في الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي البكتيري.
- استخدام بعض الأدوية الأخرى في علاج كتمة بالصدر فجأة، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومضادات القلق، والمهدئات.
النظام الغذائي وعلاج كتمة الصدر
ليست الأدوية والعقاقير وحدها الكفيلة بتخفيف وعلاج الكتمة، بل يمكن الركون أيضًا إلى بعض الأطعمة وبعض التمارين الخاصة بالتنفس، لاستعادة الراحة. وعليه ينصح الخبراء الأشخاص المعرضين للكتمة، بوجوب اتباع التالي:
- تناول الأطعمة الصحية.
- التنفس ببطء وبعمق.
- ممارسة تمارين التنفس بانتظام لعلاج الكتمة.
مع التنبيه إلى ضرورة استشارة الطبيب مسبقًا، حول النظام الغذائي الأنسب والتمارين الواجب اتباعها والطرق السليمة لذلك.
التاهيل الرئوي لعلاج كتمة الصدر
للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الصدر مثل الربو وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي، فإن إعادة التأهيل الرئوي تُعد من العلاجات الأساسية للكتمة. ويتم ذلك من خلال إمداد الرئة بالأكسجين، خاصةً لمرضى الانسداد الرئوي المزمن والمشكلات الصحية الأخرى التي تحدث في الرئة كالالتهاب الرئوي. في هذه الحالات، يقوم الطبيب المختص بتعليم المريض على الطرق السليمة للتنفس ووضع برامج لتمرينات التنفس للمساعدة في التغلب على المشكلة الصحية التي أدت إلى حدوث الكتمة؛ كما أن هذه الطرق تساعد في علاج الكتمة التي تصاحب تلك الأمراض، وحتى وإن لم يُعالج المرض المسبب للكتمة.
التأهيل القلبي لعلاج كتمة الصدر
هذا النوع من العلاج يُطبَق على المرضى الذين يعانون من قصور القلب، والذي ينجم عن ضعف في عضلة القلب يعيق إمداد الجسم بالدم المؤكسج؛ ما يتسبب في الشعور بكتمة بالصدر فجأة. وفي هذه الحالة، يقوم طبيب القلب بعمل إعادة تأهيل قلبي للمساعدة في علاج القصور القلبي أو الأمراض القلبية الأخرى المُسبَبة للكتمة. وفي بعض الحالات التي يضعف فيها القلب بشكل كبير، يعمد الطبيب إلى وضع مضخةٍ صناعية للقلب، بهدف ضخ الدم لجميع أنحاء الجسم وعلاج الكتمة.
طرق طبيعية لعلاج كتمة الصدر
هذه الطرق يمكن اتباعها في حال لم تكون الكتمة شديدة ولا تتطلب رعاية طبية عاجلة. ويمكن لكِ القيام بها في المنزل، وذلك بعد استشارة الطبيب طبعًا.
وبحسب موقع "الكونسلتو" ونقلًا أيضًا عن My Cleveland Clinic؛ فإن الطرق الطبيعية لعلاج الكتمة تتمثل بالآتي:
- القيام بتمارين التنفس في المنزل، عن طريق استنشاق الهواء ببطء من الأنف مع إغلاق الفم، ثم إخراج هواء الزفير ببطء على دفعات عن طريق الفم؛ فيما تكون الشفاه مفتوحةً بشكل قليل، ما يساعد على التنفس بعمق ويجعله أكثر كفاءةً للمساعدة في علاج الكتمة.
- الجلوس على كرسي وإمالة الصدر إلى الأمام قليلًا، ووضع الكوعين على الركبتين مع إرخاء عضلات الرقبة والذراعين.
- الجلوس كما في المثال السابق، مع استخدام منضدة للإتكاء عليها ووضع الرأس عليها أو على وسادة على المنضدة؛ ويساعد هذا الإجراء على التنفس بسهولة عند الإصابة بالكتمة.
- في حال حدوث الكتمة جراء النوم في وضعية الراحة، يمكن النوم على أحد الجانبين مع وضع وسادة بين الرجلين ورفع الرأس باستخدام وسادة أسفلها؛ أو النوم على الظهر مع إبقاء الركبتين منثنيتين بواسطة وسادة تحتهما ورفع الرأس باستخدام وسادة مع إبقاء الظهر مستقيمًا في الحالتين. وتساعد هذه الوضعيات في علاج الكتمة عن طريق إرتخاء الجسم وعضلات التنفس، فيتم التنفس بشكل أسهل.
- التنفس عبر الحجاب الحاجز؛ أثناء الجلوس على كرسي، ووضع يد على البطن للإحساس بحركة عضلات البطن ثم استنشاق الهواء ببطء عن طريق الأنف، وأثناء إخراج هواء الزفير يُفضل قبض العضلات لمساعدة ذلك الهواء في الخروج على دفعات عن طريق الفم مع إبقاء الشفاه مفتوحة قليلًا. ويجب التأكد من إخراج هواء الزفير وإطالة فترة الزفير عن المعتاد ثم استنشاق الهواء ببطء مرة أخرى وتكرار ذلك لمدة خمسة دقائق.
- استخدام مروحة اليد الصغيرة وتوجيهها للوجه لعلاج الكتمة.
- شرب القهوة التي القهوة على ارتخاء عضلات القناة التنفسية لمرضى الربو؛ وقد وجد الباحثون أن القهوة تُحسَن وظائف الرئة، وتُسهَل عملية التنفس؛ ما يُقلَل من حدوث الكتمة خاصةً بعد أربع ساعات من تناولها.
نصائح فعالة لتجنب كتمة بالصدر فجأة
الوقاية أمرٌ أساسي في تجنب أي مشكلةٍ صحية تلمَ بنا، ومنها كتمة الصدر. لذا نقدم لكِ بعض النصائح الطبيعية لتجنب الكتمة:
- الابتعاد عن استنشاق المواد الكيميائية، والملوثات، ومُسببات الحساسية التي تثير الرئتين مثل مواد الطلاء وعوادم السيارات.
- ممارسة تمرينات التنفس وطرق الاسترخاء لتحسين وظائف التنفس.
- الإقلاع عن التدخين وتجنب التواجد في أماكن المدخنين.
- خسارة الوزن الزائد والوصول إلى وزن مثالي قدر الإمكان.
- الحصول على قسط وافر من النوم كل ليلة.
- عدم القيام بمجهود بدني شاق في حالات الحر أو البرد الشديد، أو في حالة ارتفاع درجة الرطوبة في الهواء أو فوق المرتفعات؛ حيث أن نسبة الأكسجين تكون قليلةً فوق الأماكن العالية، ومتابعة حالة الجو ونسبة التلوث في الهواء خاصةً إذا كنتِ تعانين من مشكلة في الرئتين.
- التأكد من سلامة قناع الأكسجين أو أنبوب الأكسجين قبل استخدامه.
- اتباع إرشادات الطبيب بدقة في خطط علاج الأمراض التنفسية مثل التهاب القصبات الهوائية، والربو، والانسداد الرئوي المزمن.
في الختام، ينبغي لكتمة الصدر المفاجئة أن لا تكون مصدر قلق شديد في حال حدثت جراء الشعور بضغط نفسي طائ وتنتهي بانتهاء الحدث. لكن الكتمة الشديدة والتي تتكرر أو تستمر لفترة طويلة، ينبغي التعامل معها بحذر وحكمة؛ كونها قد تؤشر للإصابة بمشكلة خطيرة في القلب أو الرئتين. ولا تنسي أن الوقاية هي أفضل الوسائل لحمايتكِ من الكتمة وغيرها من المشاكل الصحية.