صيحةٌ جمالية قد تعود علينا بالمخاطر .. ما هي أضرار ثقب الأنف وكيفية الوقاية منها
الحُسن والجمال من أساسيات العصر الحديث لا جدال في الأمر؛ حتى وإن كان العديد من الناس، وأنا منهم، يؤمن بأن تجميل الداخل أهم بكثير من الجمال الخارجي، وأنه لا يجوز العبث واللعب بما خلق الله من صفات مميزة فينا، إلا في حالات قصوى كوجود تشوه ما في الوجه أو الجسم.
ومع تزايد الهوس والاهتمام بالتجميل، باتت موضة ثقب الأنف من الممارسات العديدة التي يُقبل عليها الناس كبارًا وصغارًا، حتى الرجال يهوون خرم أنوفهم هذه الأيام. ومع أن هذه العادة قديمةٌ بعض الشيء وشائعة في بعض الدول، مثل الهند والبدو الرُحل؛ إلا أنها انتشرت بشكل كبير في وقتنا الحالي، بأشكال وتصاميم مختلفة.
لكن وكما أنه لكل شيء ثمن، فإن ثقب الأنف للتزيَن قد تكون له سلبياته أيضًا. وهي مخاطر تتعدى التورم والالتهاب اللذين يُصاحبان عادةً إجراءات التخريم في أنحاء مختلفة من الجسم. فما هي هذه المخاطر، وكيف نحمي أنفسنا منها؟ والأهم، متى يجب علينا استشارة الطبيب في حال بدأ ثقب الأنف في تشكيل خطرٍ كبير على صحتنا؟
هذا ما نتعرف عليه في موضوعنا اليوم، من خلال معلومات حصلنا عليها من موقع "ويب طب" المعني بالشؤون الطبية والصحية. فإن كنتِ عزيزتي قد خضعتِ لهذا الإجراء سابقًا، أو تتطلعين لفعل ذلك قريبًا؛ هذه المقالة ستتيح لكِ معرفة كافة التفاصيل حول ثقب الأنف.
أضرار صحية كثيرة لثقب الأنف
يقع الأنف في منتصف الوجه، ويقوم بالعديد من المهام الحيوية؛ فهو عضو الشم والمعبر الرئيسي الذي يمر منه الهواء إلى داخل وخارج الرئتين. ويقوم الأنف بتدفئة وترطيب وتنقية الهواء قبل دخوله إلى الرئتين.تحتوي عظام الوجه حول الأنف على مساحات جوفاء تُدعى الجيوب، وهناك أربع مجموعات من تلك الجيوب حول الأنف، مهمتها تقليل وزن الجمجمة وتعزيز قوة العظام وشكلها. كما أن الفراغات المليئة بالهواء ضمن الأنف والجيوب تضيف رنينًا للصوت.
يطلق الأطباء على الأنف "مثلث الخطر"؛ كون العديد من الأوردة والشرايين التي تمر بالأنف، تمرَ أيضًا بالجيوب الأنفية التي تحدثنا عن أهميتها في الفقرة السابقة. وبالتالي، فإن أي إجراء يتم في هذه المنطقة، مثل إجراء الثقب، يمكن أن يُعرَض المرء لخطر الإنتان.
ما هو الإنتان؟ بحسب ما جاء على موقع "مايو كلينك" الطبي؛ فالإنتان هو حالةٌ قد تهدد الحياة بسبب تدمير الجسم لأنسجته عند استجابته للعدوى. وعندما تهاجم عمليات مكافحة العدوى الجسم، فإنها تتسبب في عدم قيام الأعضاء بوظائفها بصورة سليمة وطبيعية.قد تتفاقم حالة الإنتان في بعض الحالات، لتصبح صدمةً إنتانية؛ ينتج عنها انخفاضٌ كبير في ضغط الدم، يمكن أن يُسبَب مشاكل حادة في أعضاء الجسم، وقد يؤدي إلى الوفاة أحيانًا في حال عدم تداركه وعلاجه بسرعة.
بالعودة إلى أضرار ثقب الأنف على الصحة؛ يفيد موقع "ويب طب" أن خرم الأنف يتم في مواضع عدة، مثل الفتحاتوهي الجلد اللحمي حول الأنف، أو الحاجز وهو الغضروف الصلب بين فتحتي الأنف، أو اللحم الناعم أسفل الحاجز تحت الغضروف. وفي حال حدوث الثقب في أيَ من هذه المواضع، فإن هناك بعض المخاطر الصحية الناجمة عن هذا الإجراء إليكِ لمحةً عنها:
-
الالتهاب والعدوى
إذ قد تتسبب البكتيريا المتواجدة في الأنف، بحدوث التهاب بكتيري يمكن أن يصل إلى الجيوب الأنفية. كما يمكن أن تكون الأدوات الجراحية المستخدمة في الثقب، غير معقمة بشكل تام؛ ما يُعرَض الشخص لخطر الإصابة ببعض الفيروسات، مثل فيروس الكزاز وفيروس الكبد الوبائي ب والكبد الوبائي ج.
-
النزيف
بالطبع، يرتبط التخريم أو الثقب عادةً بحدوث نزيف في المنطقة الخاضعة لهذا الإجراء. إلا أن ثقب الأنف تحديدًا، قد يحمل مخاطر أكبر لجهة النزيف؛ إذ يمكن أن يتسبب خرم الأنف في منطقة الحاجز بالنزيف الحاد وتكوين ورم دموي يصبح عرضةً للتقيَح والتلوث، كما قد يبقى هذا الورم لبعض الوقت مُسبَبًا التشويه للمظهر الخارجي للأنف والوجه.
-
رد فعل تحسسي
بعض الأجسام قد تُظهر ردة فعل تحسسية تجاه المعدن الموجود في القرط أو المجوهرات التي يتم وضعها في الأنف بعد ثقبه، وهو من الأضرار الصحية لثقب الأنف التي ينبغي التنبه لها مسبقًا.
-
تلف الأعصاب
قد يتسببثقب الأنف في الإضرار بالأعصاب المجاورة لمكان الإجراء، ما يُسبَب خدرًا وألمًا مكانه.
-
الندبات والآثار
قد يترك خرم الأنف بعض الندوب والآثار وإمكانية حدوث تلَيف مكانه، يبقى لوقت طويل ولا يزول بسرعة.
-
التعرض لخطر الاختناق
هناك إمكانيةٌ كبيرة لانحلال قرط الأنف أو القطعة التي توضع في الخرم بعد الثقب، وأن تدخل هذه القطعة أو قطع منها إلى مجر التنفس وتعلق هناك؛ ما يتسبب في زيادة خطر الإصابة بالاختناق خصوصًا خلال النوم في الليل. وهو ما يجب أن تتنبهي له عزيزتي، في حال أردتِ الخضوع لعملية ثقب الأنف عما قريب.
كيفية العناية بالأنف بعد ثقبه
بالطبع، معظم ما ذكرناه آنفًا، يرتبط بشكل كبير بعدم العناية الجيدة بالأنف بعد إجراء عملية الثقب. وعليه يُنصح دومًا باتباع بعض إجراءات الاهتمام والعناية بالأنف بعد الثقب لتجنب التعرض لهذه المخاطر.
ولتحقيق ذلك، ينصحكِ الخبراء في موقع "ويب طب" بالقيام بالخطوات التالية:
- قومي بغسل يديكِ وتعقيمها جيدًا قبل لمس القرط الموضوع في الأنف بعد ثقبه.
- نظَفي القرط بقطعة شاش طبي مُغمَسة في محلول ملحي مُعقم، وامسحي أية أوساخ عليه؛ ثم جففيه بمحرمة جافة.
- لا تعرّضي أنفكِ لأي مياه ملوثة، قبل الشفاء الكامل للأنف من عملية الثقب.
- لا تقومي بوضع أية مواد أو كريمات على المنطقة قبل استشارة الطبيب.
- لا تحرّكي قرط الأنف من مكانه أو تعبثي به، إلا إذا كنتِ تنوين تنظيفه.
- اعتمدي النوم على مخدة نظيفة، لتجنب حدوث العدوى أو الإنتان.
- استحمَي تحت الدش بدلًا من المغطس.
نصائح لإجراء ثقب الأنف بأمان
بالتأكيد، يمكنكِ اتباع العديد من الإجراءات الآمنة التي تضمن لكِ ثقب الأنف بأمان ودون مضاعفاتٍ خطيرة. أولها وأهمها عدم القيام بهذا الإجراء بنفسكِ، بل الذهاب إلى مكان مخصص لذلك، يتواجد فيه أشخاص معتمدون ومُدربون للقيام بهذا الإجراء.
ومن النصائح الأخرى لتحقيق ثقب الأنف بطرق سليمة:
- التأكد من أن الشخص الذي يقوم بتخريم الأنف، يرتدي قفازات ويُعقَم يديه بشكل منتظم.
- التأكد من استخدام أدوات جديدة ونظيفة وغير مُستخدمةسابقًا لثقب الأنف، وذلك لتجنب حدوث أية عدوى و إنتان.
- استخدام أقراط أو مجوهرات تتكون من معدن لا يُسبَبالحساسية، مثل التيتانيوم أو الذهب من عيار 14-18 قيراط أو النيوبيوم أو الفولاذ الجراحي المقاوم للصدأ.
حالاتٌ ينبغي فيها مراجعة الطبيب بعد ثقب الأنف
لا شك في أن ثقب الأنف قد تكون له بعض الأضرار أو المخاطر التي يجب أن تكوني على درايةٍ مسبقة بها؛ ومن الطبيعي أن تشعري بالحكة مكان الثقب أو الألم عند الضغط عليه، كما قد تشهدين خروج قيح خفيف مكان الخرم. وهذه كلها أعراضٌ طبيعية لثقب الأنف..
لكن هناك بعض الأعراض الأخرى التي تُعدَ خطيرةً وتؤشر لحدوث التهاب في النسيج؛ وهي التي تتطلب مراجعة الطبيب بسرعة، نوردها كالآتي:
- حدوث تورم المنطقة حول منطقة الثقب واحمرارها.
- خروج دم أو قيح شديد وكثيف لونه أصفر أو أخضر من مكان الثقب.
- الشعور بحمّى أو رجفة أو تعب وإعياء عام.
خلاصة القول، أن ثقب الأنف هو من الإجراءات الجميلة التي يحب الكثيرون الخضوع لها؛ لكنها لا تخلو من بعض المخاطر والأضرار. لذا نصيحتنا لكِ عزيزتي، بدرس الموضوع جيدًا والتباحث مع طبيبكِ الخاص قبل الخضوع لعملية ثقب الأنف، خاصةً إذا كنتِ تعانين من مشكلة حساسية أو لديكِ حالةً صحية معينة لا تتيح لكِ القيام بهذا الإجراء.