ليست كما تعتقد الكثيرات... إليكِ الآثار الجانبية لحبوب التنحيف وسدّ الشهية
تهدّف حبوب التنحيف إلى سدّ الشهية، وتقليل الشعور بالجوع؛ وبينما قد تساعد حبوب سدّ الشهية الكثيرات على إنقاص الوزن، إلا أنها قد لا تكون مُناسبةً أو مفيدةً لجميعهن. ورغم أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA وافقت على بعض أنواع أدوية سدّ الشهية التي تُصرف بوصفة طبية، بهدّف الاستخدام قصير الأمد لمدّةٍ لا تتجاوز 12 أسبوعًا؛ إلا أنه يشترط عند استخدامها استشارة الطبيب أولاً قبل استخدامها، وليس غير ذلك.
من ناحية أخرى، قد يُروج الكثير من الأشخاص للمكملات الغذائية أو العشبية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، على أنها لا تُسبب أضرار أدوية التنحيف الشائعة؛ وهذا قطعًا غير صحيح، فهي قد تُسبب مخاطر كبيرة على الصحة، كونها غالبًا لا تخضع لتجارب سريرية.
من هذا المُنطلق سنتعرف على مدى تأثير حبوب التنحيف وسدّ الشهية على جسم المرأة، وذلك من خلال استشاري السمنة والنحافة الدكتور هشام الوصيف من القاهرة.
ما هي التأثيرات الإيجابية لحبوب التنحيف وسدّ الشهية على جسم المرأة؟
في البداية، أكد دكتور هشام، أن حبوب التنحيف لا تعمل بمفردها لإنقاص الوزن؛ إذ تُشير الدراسات إلى أنّ أدوية إنقاص الوزن، بما في ذلك حبوب سدّ الشهية؛ تعمل بشكلٍ أفضل عند إجراء تغييراتٍ صحيةٍ على عادات الأكل، وممارسة التمارين الرياضية في نفس الوقت، وكما ذكرنا سابقًا؛ يُمنع أخذ هذه الحبوب إلّا عندما يصفها الطبيب.وبشكل عام، تُساهم حبوب التنحيف على سدّ الشهية من خلال 3 عملياتٍ رئيسية، هي:
-
المحافظة على الشعور بالشبع
عادةً ما تكون حبوب الشهية غنيّةً جداً بالألياف الغذائية، والتي تبقى لفترةٍ طويلةٍ في المعدة؛ ما يُحافظ ذلك على الشعور بالشبع. علمًا أنه كلّما زاد الامتلاء والشبع؛ قلّت الشهية.
-
السيطرة على الأكل العاطفي
تحوي بعض حبوب التنحيف على بعض المركّبات؛ مثل: فيتامينات B والكافيين، والتي قد تساعد على تحسين الحالة المزاجية، والتقليل من الشهية، وتجدر الإشارة إلى أنّ تلك المركّبات تُعدّ مهمّةً في حالة ممارسة التمارين الرياضيّة مع اتّباع نظامٍ لإنقاص الوزن.
-
زيادة طاقة المرأة
لاشك أن الحفاظ على مستويات الطاقة المرتفعة دون تناول المزيد من الطعام؛ قد يُساهم في التحكُّم في الشهية، لذا تُساعد حبوب التنحيف وسدّ الشهية المولّدة للحرارة على زيادة مستويات الطاقة في الجسم، وذلك عن طريق زيادة أكسدة الدهون لإنتاج الطاقة، كما تساعد بعض الحبوب على التحكُّم في الشهية عن طريق تعزيز عمليّات الهضم، وتُعدّ فيتامينات B مثالًا على المركّبات التي قد تزّيد من كمية الطاقة التي يُمكن الحصول عليها من الطعام.
هل تؤثر حبوب التنحيف وسدّ الشهية على جسم المرأة؟
نعم، وهنا أوضح دكتور هشام، أن استخدام حبوب التنحيف وسدّ الشهية يهدف إلى التأثير في عمليّات الأيض، ممّا قد يؤثر في وظائف الجسم. وبالمقابل فإنّ سدّ الشهية بشكلٍ طبيعيٍّ يُعدّ غير ضارّ، ولا يؤثر بهذه الطريقة على جسم المرأة.
عمومًا، قد تكون مُعظم الآثار الجانبية لحبوب التنحيف وسدّ الشهية ناتجةً عن تفاعلاتٍ مع أدويةٍ أُخرى؛ كما نعلم هو الحال مع أي دواء، فإنه يُمكن لحبوب التنحيف أن تُسبّب بعض الآثار الجانبية؛ والتي قد تشمل التالي:
- الأرقّ.
- العصبيّة.
- الدوخة.
- السعّال.
- التعّب.
- الصداعّ.
- التقيؤ.
- ارتفاع ضغط الدم أو معدّل ضربات القلب.
- جفاف الفم أو تغيُر في حاسة التذوق.
- مشاكل في الجهاز الهضمي؛ مثل: "الغثيان، والإمساك، والإسهال، وآلام المعدة".
والجدير بالذكر، أنه نادرًا أن تُسبّب حبوب التنحيف وسدّ الشهية تلفاً في الكبد كما تعتقد الكثيرات؛ ولكن يجب استشارة الطبيب المُختص في حال ملاحظة ظهور أيٍّ من علامات أمراض الكبد؛ مثل: "حدوث اصفرارٍ في الجلد أو العينين".
ما هي أبرز مركّبات حبوب التنحيف المؤثرة على صحة المرأة؟
وفي هذا الصدّد، أشار دكتور هشام، إلى أبرز المركّبات الموجودة في أدوية التنحيف وسدّ الشهية، والمؤثرة على صحة المرأة، وذلك على النحو التالي:
مستخلص الشاي الأخضر
يُمكن لمستخلص الشاي الأخضر المركّز أن يُسبّب مشكلات للمرأة في الكبد.
حمض الهيدروكسيتريك
يُعتقد أنه يُسبب مشكلات للمرأة في القلب، والأوعية الدموية، والعضلات، والكبد.
نبتّة سانت جون
تُستخدم بشكل أساسي للاكتئاب، وقد تُسبّب مضاعفات متفاوتة مع الأدوية الأخرى.
الإيفيدرا
تم حظّر هذه المادة؛ فهي تُسبب مشكلات للمرأة بالقلب، وقد توجد في بعض المكملات غير المرخّصة والممنوعة، لذا يجب توخي الحذر واستشارة الطبيب المُختص.
الكروم
يُمكن الحصول على معدن الكروم من الغذاء، لكن الحصول عليه كمستخلص يُمكن أن يُسبّب أضرار خطيرة.
ما هي ابرز المواد الطبيعية المُساعدة على سدّ شهية المرأة؟
أوضح دكتور هشام، أنه ثبتّ علميًا أن هناك بعض أنواع الأعشاب والنباتات الطبيعية التي قد تُساهم في تناول كمياتٍ أقلّ من الطعام؛ وذلك عن طريق تقليل الشهية، أو زيادة الشعور بالامتلاء، أو تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام؛ أبرزها:
الحلبة
تُعتبر الألياف الغذائية مصدر رائع لزيادة الشعور بالشبع، والتقليل من استهلاك الطاقة في وجبة الغداء تحديدَا، ما يُشير ذلك إلى احتمالية أن يكون لها تأثيراتٌ مفيدةٌ قصيرة المدى لدى الأشخاص الذين يُعانون من السُمنة.
عشبة الجورمار
قد يُساهم مُستخلص عشبة الجورمارCarallumaFimbriataفي التقليل من الشهية، وقياس محيط الخصر لدى النساء. كما أنها نبات صبارٍ عصاريّ صالح للأكل، وهو ينتمي إلى الفصيلة الصقلابية Asclepiadaceae في جميع أنحاء الهند، ويشتهر بأنه قادر على سدّ للشهية
المتّة
تتّميز بقدرتها على زيادة الشعور بالشبع، وتحفيز إفراز الببتيد، وتعديل مستويات هرمون اللبتين "وهي هرموناتٌ تحفز الشعور بالشبع".
القهوة
إن استهلاك القهوة قبل 3 ساعاتٍ من وقت الوجبات الرئيسية، قد يُساعد على التقليل من كمية الطعام المُتناولة.
الجلوكومانانGlucomannan
يُعدّ من أشهر الألياف القابلة للذوبان، ويعمل عن طريق امتصاص الماء ليصبح مادة هلاميةً لزجةً لا تتأثر بالهضم، وتصل إلى القولون دون تغيير، وتساعد هذه الخاصية على تعزيز الشعور بالامتلاء، وتأخير إفراغ المعدة، ممّا يُمكن أن يساعد على التقليل من تناول الطعام، وبالتالي إنقاص الوزن.
حمض اللينوليك المُقترن Conjugated linoleic acid
هو نوع من الدهون الموجودة بشكل طبيعي في بعض المُنتجات الحيوانية الدهنية، وله العديد من الفوائد الصحية، ويساعد على إنقاص الوزن عن طريق زيادة حرق الدهون، ومنع إنتاجها، وتحفيز تكسيرها.
الغرسينية الصمغية Garciniacambogia
هي عُشبةٌ تُستخرج من فاكهةٌ تحمل الاسم نفسه، وقد لوحظ أن مُستخلص هذه العُشبة قد يساهم في تعزيز خسارة الوزن، وتقليل الشهية، بالإضافة إلى تقليل مستويات الدهون في الدم، والتقليل من تناول الطعام
وأخيرًا، من المهم استشارة الطبيب قبل البدء بأخذ حبوب التنحيف؛ علمًا أن آثارها الجانبية تتوقف بمجرّد التوقُّف عن تناولها. ولهذا السبب؛ فإن من المهم أيضًا إتباع نظامٍ غذائيٍ صحي، وممارسة المزيد من الأنشطة الحركية؛ إذ تُعدّ هذه التعديلات هي المحور الجوهري لإنقاص الوزن بشكل صحي وسليم.