عزَزي صحة قلبكِ واحميه من الأمراض.. باتباع نمطٍ صحي يشمل الغذاء والنشاط البدني
يُركَز خبراء الصحة على ضرورة العناية بأجسامنا وتعزيز صحتها من عمر مبكر، كي نضمن نشأةً صحية وشيخوخة خالية من الأمراض. وهو ما يدفع الكثير من الحكومات والمراكز الصحية والطبية، للتركيز على نمط حياةٍ صحي خالي من الأطعمة الضارة بالجسم؛ قلة الحركة؛ زيادة الوزن؛ اضطرابات النوم، والتوتر.
كون هذه الأشياء، في حال زيادتها وعدم وضع حدٍ لها أو علاجها بالطرق المناسبة؛ يمكن أن تنعكس سلبًا على صحة الجسم بشكلٍ عام، وصحة القلب بصورةٍ خاصة.
لقد جمعنا بين هذه السلبيات والقلب، لأغراض عدة؛ منها أن القلب هو أكثر أعضاء الجسم تأثرًا بما نأكله ومقدار النشاط البدني الذي نقوم به، فضلًا عن العصبية وزيادة التوتر التي يمكن أن تنعكس سلبًا على صحة الشرايين والأوعية الدموية. وعليه، ينبغي التركيز على خفض هذه المؤثرات السلبية والتخلص منها بسرعة، في حال باتت تُشكَل خطورةً على صحة قلوبنا.
إلا أن هذه العوامل ليست وحدها مصدر التهديد الذي يُحدق بصحة القلب؛ فهناك أمورٌ أخرى قد يمرَ عليها البعض مرور الكرام، دون أن يعيرها اهتمامًا، في حين أنها قد تؤثر بشكلٍ سلبي وقوي على صحة القلب مثل الوحدة وتعاطي الكحول وغيرها. ولذلك، تؤكد جوشيا وامل، دكتورة الطب، الحاصلة على الدكتوراه، طبيبة القلب في مايو كلينك هيلثكير في لندن على ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ أخرى غير النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة، لتعزيز صحة القلب.
وبما أن العديد من دول العالم تُخصَص شهر فبراير لصحة القلب، فقد ارتأينا الحصول على إجاباتٍ شافية من خبيرة الرعاية الصحية من مايو كلينك لندن؛ بهدف توعية قارئات "هي" على السُبل الأفضل والأنجع لحماية قلوبهنَ من المرض والعلل الصحية..
هل تؤثر الوحدة على صحة القلب؟
تقول الدكتورة جوشيا أن الوحدة والعزلة الاجتماعية مرتبطان بأمراض القلب.وتضيف قائلةً: "تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بالوحدة المُزمنة، قد يكونون عرضةً بشكلٍ أكبر لخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. وتساهم الروابط الاجتماعية والعلاقات الداعمة في تعزيز الصحة العامة، ويمكن أن يؤدي الافتقار لهذه الروابط إلى زيادة التوتر والالتهابات وسلوكيات نمط الحياة غير الصحية، وكلها أشياء يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة القلب. لذلك فالتواصل الاجتماعي مفيدٌ لصحة القلب".
وتؤكد طبيبة القلب أنه "يمكن أن تُقلَل التفاعلات الاجتماعية الإيجابية من التوتر وتُخفَض ضغط الدم وتُحسَن الصحة العاطفية بشكلٍ عام. إذ إن الانخراط في الأنشطة الاجتماعية وقضاء الوقت مع الأشخاص الأعزاء وبناء شبكة دعمٍ اجتماعي قوية، كلها أمور يمكن أن تحمي القلب."
كيف تؤثر الكحوليات على صحة القلب؟
معلومٌ لدى الجميع، أن تناول الكحول خاصةً بشكل مفرط، يمكن أن تكون له عواقب سلبية وخطيرة على الصحة؛ إذ يمكن للشُّرب المفرط أن يزيد خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، منهاأنواع معينة من السرطان، وتشمل سرطان الثدي وسرطان الفم والحلق والمريء؛التهاب البنكرياس، الوفاة المفاجئة في حال الإصابة بمرضٍ قلبي وعائي؛
تلف عضلة القلب؛ السكتة الدماغية؛ ارتفاع ضغط الدم؛ أمراض الكبد؛ الاكتئاب والانتحار وغيرها العديد.
وتقول الدكتورة جوشيا: "في حين أن استهلاك الكحوليات باعتدال قد يكون له بعض الفوائد للقلب والأوعية الدموية، إلا أن الإفراط في شرب الكحوليات يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واعتلال عضلة القلب واضطرابات النظم القلبي. لذلك من الضروري الالتزام بالإرشادات الموصى بها المتعلقة بمَدخول الكحول واستشارة الطبيب حول عوامل الخطورة الفردية".
كيف يمكن التفريق بين نوبة الهلع والنوبة القلبية؟
سؤالٌ مهم يطرحه الكثير ممن قد يخلطون بين أعراض نوبة الهلع والنوبة القلبية؛ وتشرح طبيبة القلب من مايو كلينك الفرق بالتالي: "غالبًا ما تتضمن أعراض النوبة القلبية ألمًا يسري في الذراع الأيسر أو الفك أو الظهر، وقد تشمل الأعراض الغثيان والتعرُّق. بينما يمكن أن تتضمن نوبات الهلع موجةً مفاجئة وعارمة من الخوف والانزعاج، وغالبًا ما يصاحبها شعور بالهلاك الوشيك."
وتنصح الدكتورة وامل بعدم تخمين الإجابة على هذا السؤال؛ وتقول:"إذا لم تكوني متأكدةً من الفرق بين الإثنين، فمن الضروري طلب الرعاية الطبية الفورية إذا ظهرت عليكِ أعراضٌ تشير إلى الإصابة بنوبة قلبية، لأن هذه الحالة تتطلب تقييمًا وعلاجًا فوريين."
ما هي المؤشرات أو الأعراض التي يجب ملاحظتها فيما يتعلق بصحة القلب بشكل عام؟
بحسب الدكتورة جوشيا، فإن مؤشرات مشكلات القلب المحتملةتشمل ألمًا أو انزعاجًا في الصدر، ضيق النفس، التعب والدوخة، وعدم انتظام ضربات القلب. ومن المهم أن تكوني على درايةٍ بهذه الأعراض، تتابع وامل؛ وتطلبي الرعاية الطبية في حالة ظهورها، خاصةً إذا كانت شديدةً أو مستمرة.
كيف يمكنني حماية صحة قلبي خلال أوقات الأعياد، عندما يكون الطعام وفيرًا، وممارسة الرياضة لا تكون بنفس الوتيرة؟ ينطبق هذ السؤال على قرب قدوم شهر رمضان، وإفراط الكثيرين خلاله في تناول الطعام والحلويات وقلة الحركة.
تؤكد وامل أن الأمر كله يدور حول التركيز الذهني؛وتوضح قائلةً: "انتبهي إلى حجم الحصص الغذائية وتجنَبي الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون. حافظ يعلى نشاط جسمكِ من خلال دمج الأنشطة البدنية في روتينكِ اليومي، للمساعدة في مقاومة آثار زيادة مدخول السعرات الحرارية." وتضيف: "يمكنكِ إدارة التوتر بتطبيق بعض الأساليب المفيدة مثل التركيز الذهني والتنفس العميق، حيث يمكن أن يؤثر التوتر على صحة قلبكِ."
وتتابع وامل نصائحها بالقول: "تجنَبي الأطعمة فائقة المعالَجة التي تحتوي على السكريات المضافة والملح الزائد والدهون المتحولة، وقلَلي من الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم الحمراء ومنتجات الحليب ومشتقاته كاملة الدسم والأطعمة المقلية. هذه الخطوات البسيطة يمكن أن تساهم في الاستمتاع بشهر رمضان وغيره أكثر صحةً وسعادةً لقلبكِ."
ما هي الأطعمة المفيدة لصحة القلب التي يمكن للناس إضافتها إلى وجباتهم؟
تتضمن الأطعمة المفيدة لصحة القلب، الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات التأكسد.وتضيف: "كما أن الحبوب الكاملة مهمةٌ أيضًا. إذ يُوفر الشوفان والكينوا والأرز البني الألياف والعناصر المغذية لصحة القلب."
وفيما يتعلق بالبروتين، تنصحكِ طبيبة القلب بالتركيز على الخيارات خفيفة الدهن مثل السمك والفاصولياء والبقوليات والدواجن منزوعة الدهن. "واحرصي أيضًا على تناول الدهون الصحية عن طريق إضافة الأفوكادو والمكسرات والبذور وزيت الزيتون إلى نظامك الغذائي"، تختم الدكتورة جوشيا وامل نصائحها القيَمة لجهة تعزيز صحة القلب والحفاظ عليه.