لبداية عامٍ جديد ملؤه الصحة والسعادة: إليكِ أفضل نصائح الحياة الجيدة
كما تدور عقارب الساعة حول جميع أرقامها، تدور بنا الحياة حول جميع الظروف؛ لذلك يجب أن نُحسن الدوران مع عقاربها، أن ننسجم مع حركتها وإيقاعها كي نستطيع التعايش معها والخروج بأجمل اللحظات وأغناها.
ويُقال أن العادات أساس الحياة، لأنّ الحياة هي العادة المُكرّرة. والمقصود هنا، عادات الأكل والنوم والعمل والراحة وغيرها؛ وكلما كانت تلك العادات حسنة ومناسبة وصحية من البدء، كلما كانت حياتنا أفضل وأكثرها إنتاجية وصحة.
تتطلب منا الحياة، مع كل عام جديد يطل علينا، أن نستمر في سعينا الدؤوب للدراسة والعمل والحفاظ على الصحة والرشاقة والحياة الاجتماعية وغيرها. وفي كل هدف من هذه الأهداف، المطلوب أن يكون الأساس صحيًا.
فإذا أردنا أن نحيا الحياة بشكلٍ جيد، لا بد لنا من إيلاء الاهتمام والعناية بصحة أجسامنا وعقولنا. كيف يتحقق ذلك؟ من خلال بعض النصائح البسيطة إنما الفعالة، والتي يمكن أن تُبنى عليها حياةٌ جيدة.
فيما نودع عام 2024 لنستقبل العام 2025، لا شك في أن لكل منا أمنياته وأهدافه لحياة أفضل هذه السنة. لذا نستعرض معًا عزيزتي، في مقالة اليوم، بعض أفضل النصائح للوصول إلى حياةٍ جيدة وسعيدة.
8 نصائح هامة لتتمتعي بأسلوب حياة صحية
بحسب الدكتور ويليام روبرتس، الأستاذ في قسم طب الأسرة وصحة المجتمع في جامعة مينيسوتا، فإن "الآثار طويلة المدى للعادات الصحية الجيدة والسيئة تراكمية.. وبعبارة بسيطة، لا يمكنك تجاوز ماضيك." فيما أكدت لينا وين، المحللة الطبية في CNN، على أن ممارسة النشاط البدني الكافي ورؤية الطبيب بانتظام ، يُعدَان من البدايات الجيدة لاتباع وممارسة عادات صحية جيدة.
ماذا نفهم من تصريحات هؤلاء المختصين؟ أن الحياة الصحية ترتكز على معايير معينة، يمكن تحقيقها باتباع بعض العادات الجيدة التي تمنحنا ليس فقط حياةً أطول، إنما أكثر سعادةً أيضًا.
وننقل عن موقع CNN عربي ل 8 نصائح ينبغي اتباعها بانتظام، لتحقيق الحياة الجيدة:
-
القيام بالفحوصات الطبية بانتظام
تحذر وين من أن الشباب هم أقل عرضةً للإصابة بالأمراض المزمنة مقارنةً بكبار السن، لكن العامل الأساسي في هذه المعادلة ليس فقط فرق السن وإنما الوقاية أيضًا. فإذا "كانت نتيجة فحصكِ لمقدمات السكري، على سبيل المثال"، توضح وين؛"فهناك خطواتٌ يمكنكِ اتخاذها لمنع تقدم إصابتكِ بمرض السكري."
من هنا تأتي أهمية القيام بالفحوصات الطبية، لكشف المشاكل الصحية مبكرًا والتعامل معها كما ينبغي.
-
المواظبة على النشاط البدني
ليس هناك أسوأ من شخصٍ يقضي معظم وقته خلال اليوم الواحد دون حركة، أو بحركةٍ محدودة؛ فالخمول هو عدو الصحة، وما لم تتبَعي نشاطًا بدنيً متسقًا، فإنك ستعانين من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنية كالسكري والسُمنة والقلب وغيرها، تُشدَد وين.
بدورها، تقول الدكتورة نيكا غولدبرغ، الأستاذة المساعدة الإكلينيكية للطب في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك: "هناك مجموعةٌ هائلة من الأبحاث التي تدعم التمارين الهوائية المنتظمة، ليس فقط للعيش لفترةٍ أطول، وإنما أيضًا للحفاظ على الوظيفة الإدراكية لمدةٍ أطول."
-
مؤشر كتلة الجسم الصحي
لمن لا يزال يجهل ماهية هذا المؤشر، فإنه يُعدَ مقياسًا للدهون في الجسم؛إذ ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يعملهذا المؤشر على تقييم فئة وزن الشخص والمخاطر المحتملة للمشاكل الصحية التي يمكن أن تلمَ به.
وفي دراسةٍ أُجريت عام 2018، تبيَن أن الحفاظ على مؤشر كتلة جسم صحي يمكن أن يطيل حياة المرء لأكثر من عقدٍ من الزمن. كما تم ربط مؤشر كتلة الجسم الصحي بانخفاض خطر الوفاة الناجم عن أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان.
يمكنكِ الوصول إلى مؤشر كتلة جسمٍ صحي من خلال تناول الأطعمة الصحية والمواظبة على النشاط البدني.
-
التغذية السليمة
تؤكد غولدبرغ على أن التركيز على تناول المزيد من الأطعمة النباتية، يُوفر مصدرًا كبيرًا لمضادات الأكسدة التي بحسب قولها: "تحارب الأكسدة التي تتسبب بالإجهاد في نظامنا، ويمكن أن تؤدي إلى تغيراتٍ في تراكم الترسبات في الشرايين وما إلى ذلك. وهذه الأكسدة مرتبطة أيضًا بالشيخوخة."
لإطالة عمركِ وتحسين جودة حياتكِ، ما عليكِ سوى تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمعالجة، وتناول المزيد من الفاكهة، والخضار، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والمكسرات، وفقًا لدراسة نُشرت في شهر فبراير/ شباط في مجلة "PLOS Medicine". وبالإمكان جني المزيد من فوائد هذا النظام الغذائي الصحي في حال
بدأتِ في سنٍ مبكرة.
تُشدَد غولدبرغ على ضرورة أن يتألف نصف طبقكِ على الأقل من الفاكهة والخضار؛ مضيفةً أنه ليس من المهم "فقط ما هو موجود في الطعام، ولكن كيفية تحضيره. ولذلك فإن الشواء أفضل من القلي."
-
التنبه للصحة العقلية
عادةً ما نهتم بصحتنا الجسدية ونهمل صحتنا العقلية، على الرغم من أهميتها في رفاهنا العام. وتقول وين إن الصحة العقلية غالبًا ما تكون "جزءًا مهملاً من صحتنا العامة، لكنها في الواقع تُساهم بقدرٍ كبير في الصحة العامة والرفاهية."
وفق الخبراء، فإن تخصيص 15 دقيقة فقط للعناية بالصحة العقلية يمكن أن يجعل حياتكِأفضل وأسهل. حاولي أن تأخذي أنفاسًا عميقة عند الاستيقاظ، وأن تكوني حاضرةً مع قهوتك الصباحية؛ اذهبي في نزهة مشيًا على الأقدام، وقومي بتدوين يومياتك، ولا تنسي إراحة عينيكِ من تصفح الشاشات الإلكترونية طوال النهار والليل.
-
الكثير من النوم لصحةٍ جيدة
تتعدد الأسباب والدواعي لتشجيع أنفسنا على النوم الجيد؛ فيما توضح غولدبرغ أن الأشخاص الذين ينامون أقل من سبع ساعات ليلًا، هم أكثر ميلًا إلى أن تكون لديهم مستوياتٌ أعلى من هرمونات التوتر، وسكر الدم، وضغط الدم.
كيف أحسنَ نومي؟ واظبي على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وحافظي على غرفة نومكِ مظلمة وهادئة وباردة في الليل، مع ضرورة استخدامها للنوم فقط وليس للجلوس والدراسة وقضاء معظم الوقت كما يفعل كثيرون.
-
عدم التدخين
بهذه البساطة ودون الحاجة لتفسيرات كثيرة: إن كنتِ ترغبين بعيش حياةٍ جيدة وخالية من الأمراض، عليكِ بالإقلاع عن التدخين.
بحسب وين، فإن "التدخين عامل خطرٍ رئيسي يزيد من احتمالية الإصابة بسرطانات متعددة، ليس فقط سرطان الرئة ولكن أيضًا سرطان الثدي، على سبيل المثال.يزيد التدخين من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها من الحالات التي تُقصّر حياة الناس".
وأضافت أنه إذا كنتِ مدخنةً في الوقت الحالي، فالأوان لم يفت بعد على إقلاعكِ عن التدخين لإطالة حياتكِ.
-
بناء علاقاتٍ قوية
العزلة تعني الكآبة، والاكتئاب هو أحد أسباب ضعف المناعة وكثرة المرض وصولًا إلى فكرة الانتحار لدى البعض. في المقابل، فإن تعزيز علاقاتٍ اجتماعية قوية وصحية يُفضي لإضفاء السعادة والراحة على حياتنا، ويُقلّل من التوتر كما يوضح الخبراء.
في دراساتٍ عدة، تبيَن أن الأفراد الذين يتمتعون بعلاقات جيدة ومُرضية مع العائلة والأصدقاء والمجتمع، هم أقل معاناةً من المشاكل الصحية؛كما يعيشون لفترة أطول، ويعانون من اكتئاب أقل في وقت لاحق من الحياة بحسب ما ذكرته "Harvard Health".
خلاصة القول؛ أن التأسيس لحياةٍ جيدة وصحية يجب أن يقوم على ركائز محددة وبسيطة إنما مهمة. في مقدمها الغذاء الصحي، والنباتي على وجه الخصوص، ممارسة الرياضة بانتظام، إجراء الفحوصات الطبية، عدم التدخين والنوم الجيد وبناء علاقاتٍ اجتماعية صحية.
في حال توفرتِ لديكِ هذه الركائز، كوني على ثقة عزيزتي أنكِ ستحظين ليس فقط بسنة جديدة ملؤها الصحة والسعادة؛ وإنما أيضَا بسنواتٍ قادمة من الحياة الرغيدة التي ستطول بسبب هذه الركائز.