تناول الغذاء المتوازن من أسرار تعزيز طول العمر والصحة

مفاتيح الصحة وطول العمر.. كيف تعيشين حياة أطول وأصحّ؟

ريهام كامل

البقاء بصحة جيدة طوال العمر أمنية نتمناها جميعًا؛ اليوم وفي ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة، أصبح بالامكان تعزيز طول العمر والحفاظ على صحة جيدة، حيث بدأ التركيز على أنماط الحياة الصحية، تلك الحياة الخالية من الأمراض المزمنة وغيرها.

فما هي أهمية اتباع نمط حياة صحي؟، وكيف لنا جميعًا أن ننعم بحياة صحية مفعمة بالنشاط والحيوية طول العمر؟، وما هي الابتكارات الحديثة التي يمكن من خلالها قياس العمر والصحة؟ وهل حقًا توجد أطعمة تحقق طول العمر وتمنح الحياة الصحية الخالية بالأمراض؟ وما هي السلوكيات التي تحقق ذلك؟

كل هذه الأسئلة يجيب عليها معتز الشريف خبير التغذية، للفت الانتباه إلى أهمية اتباع نمط حياة صحي، وأثره في تحقيق حياة صحية بلا أمراض، وخاصة مع تدخل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في تطوير الرعاية الصحية.

اتباع نمط حياة صحي سر من أسرار طول العمر والصحة
اتباع نمط حياة صحي سر من أسرار طول العمر والصحة

ما هي أهمية اتباع نمط حياة صحي وإلى أي مدى يساهم في تعزيز طول العمر والصحة؟

يعتبر نمط الحياة الصحية أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل مباشر في تعزيز طول العمر والحفاظ على الصحة العامة، وذلك بتبني عادات صحية مثل التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الجيد، بالإضافة إلى التحكم في مستويات التوتر.

كما أن تطبيق هذه العادات الصحية اليومية والمداومة عليها يساهم في تحقيق توازن بيولوجي يساعد في إبطاء عملية الشيخوخة وتعزيز طول العمر والصحة.

وبحسب الدراسات العلمية التي طرحت حول أهمية اتباع نمط حياة صحي، فقد تبين من نتائج هذه الدراسات أن الأفراد الذين يتبعون نمط حياة صحي يعيشون لفترات أطول وأكثر صحة، حيث تقل لديهم احتمالات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر مثل أمراض القلب، السكري، والسرطان.

ومن هذه الدراسات، دراسة علمية أجرتها جامعة هارفارد، حول أثر إجراء بعض التغييرات الصحية البسيطة على نمط الحياة، من شأنه أن يطيل من عمر الإنسان، بمعدل 10 سنوات.

الصيام وتعزيز طول العمر والصحة

أوصى الشريف بضرورة الحرص على الصيام المنتظم للحصول على فوائده الصحية الجمة، كونه يقلل من خطر الإصابة بفشل القلب، كما يعمل على إطالة عمر الإنسان، وهذا ما توصلت إليه جمعية القلب الأمريكية وغيرها من المنظمات الصحية الأخرى على مستوى العالم حول أثر الصيام على الصحة بوجه عام.

وقد شدد الشريف على أهمية الصيام في تعزيز طول العمر والصحة من خلال تعزيز المناعة، وتعزيز قدرة الجسم على محاربة الأمراض والعدوى مشيرًا إلى بعض الدرسات الهامة كتلك التي أجراها الباحثون في جامعة ساوثرن كاليفورنيا التي أكدت على أثر الصيام على جهاز المناعة، وكيف أن الصيام لساعات طويلة له أن يجدد نشاط جهاز المناعة من خلال تحفيزه لإنتاج خلايا جديدة. حيث يبدأ الجسم تلقائيًا بتدمير عدد من خلايا الدم البيضاء، والتخلص من الخلايا الميتة أو التالفة التي لا يحتاجها. لذلك، يعد الصيام المتقطع أحد أهم الأدوات الصحية السحرية التي تساهم في تحقيق سعادة الانسان من خلال التمتع بصحة جيدة طوال العمر.

اختبار البشرة من الابتكارات الحديثة التي يمكن بها قياس العمر والصحة باعتبارها مرآة تعكس كل منهما
اختبار البشرة من الابتكارات الحديثة التي يمكن بها قياس العمر والصحة باعتبارها مرآة تعكس كل منهما

ما هي أهم الابتكارات الحديثة في قياس العمر والصحة؟

يعد اختبار عمر البشرة أحد أهم الابتكارات التكنولوجية الحديثة التي لفتت الأنظار حول قدرتها في تحديد حالة صحة الجلد الذي يعد مؤشرًا مبكرًا على الشيخوخة باعتباره مرآة لصحة الجسم الداخلية، الأمر الذي يتتيح للأطباء والعلماء تتبع التغيرات البيولوجية التي تحدث في الجسم مع مرور الوقت.

إلى جانب ذلك، هناك أدوات تقنية أخرى تركز على قياس العمر البيولوجي، لعكس الحالة الصحية الفعلية للفرد بدلاً من عمره الزمني. تشمل هذه التقنيات تحليلات جينية وتقييمات صحية شاملة تساهم في تحديد مخاطر الأمراض المحتملة والتوجهات الصحية المستقبلية.

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد البشر على العيش لمدة أطول؟

أصبح الحديث عن الذكاء الاصطناعي وطول العمر أمرًا شائعًا في الآونة الأخيرة إذ ظهرت العديد من الدراسات الحديثة التي تدور حول دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز طول العمر والصحة. من بينها تلك الدراسة التي أصدرها مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، والتي سلطت الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الرعاية الصحية وإطالة العمر.

وبحسب ما نقلته "جريدة الوطن" من خلال الباحثة نور المزروعي، رئيسة برنامج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في "تريندز"، نجح الذكاء الاصطناعي في تحديد جينات ومركبات بروتينية جديدة مرتبطة بشكل مباشر بعملية الشيخوخة، وذلك من خلال استخدامه لخوارزميات متقدمة لتحليل كميات هائلة من البيانات الجينية، مما يساعد في فهم أعمق للأساس الجيني للشيخوخة وتحديد العوامل الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض معينة، ومن ثم التنبؤ بالأمراض قبل ظهور أعراض واضحة، الأمر الذي يتيح فرصة كبيرة للتدخل المبكر والعلاج الفعال.

التثقيف الصحي وزيادة الوعي بأهمية تناول الغذاء الصحي يساهم في تعزيز طول العمر والصحة
التثقيف الصحي وزيادة الوعي بأهمية تناول الغذاء الصحي يساهم في تعزيز طول العمر والصحة

ما هو دور الثقيف الصحي في مكافحة الشيخوخة؟

لقد زاد الوعي بأهمية التقيف الصحي في الآونة الأخيرة، حيث زاد اقبال نسبة كبيرة من الأشخاص على الثقافة الصحية، والاهتمام بتبني أنماط حياة صحية حتى فئة الشباب، ما يعني زيادة الوعي بأهمية اتباع نمط حياة صحي في سن مبكرة. وهذا ما لاحظته خلال متابعة حالات لفئات عمرية مختلفة بهدف تخفيف الوزن بطرق صحية، ومن خلال ملاحظتي لزيادة الوعي الجماعي الذي يشجع الأفراد على الاهتمام بأنفسهم بشكل أفضل، مما يعزز القدرة على التمتع بحياة طويلة وصحية، وبخاصة مع الالتزام بممارسة رياضات مفيدة مثل اليوغا، والتأمل.

توجد أطعمة تساهم في تعزيز طول العمر والصحة

هل توجد أطعمة تؤثر في طول العمر؟

طُرحت العديد من الدراسات العلمية حول الأطعمة التي تعزز طول العمر والصحة، ولذلك تهتم بعض الحميات بالتركيز على تناول بعض الأطعمة دون غيرها مثل حمية البحر الأبيض المتوسط التي تركز على تناول الدهون الصحية في المقام الأول مثل زيت الزيتون، وتناول المكسرات والخضروات وغيرها من الأطعمة الضرورية لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.

وأكد الشريف على أن هناك العديد من الدراسات التي ربطت بين استهلاك الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت والشاي الأخضر وتأخير ظهور علامات الشيخوخة وتقليل التهابات الجسم.

ومن أبرز الأطعمة التي تساهم في تعزيز طول العمر والصحة بحسب الشريف ما يلي

  • الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ، الكرنب، واللفت، وهي غنية بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين K، وحمض الفوليك، والحديد، التي تساعد في تقوية العظام وصحة القلب. تحتوي أيضًا على مضادات أكسدة تحارب الجذور الحرة وتحد من الالتهابات
  • التوت مثل التوت الأزرق والفراولة، لاحتوائهم على مضادات الأكسدة القوية مثل الأنثوسيانين التي تحمي الخلايا من الأضرار الناتجة عن التوتر البيئي والتقدم في السن.
  •  المكسرات مثل اللوز، الجوز، والكاجو على الدهون الصحية، الألياف، والبروتينات التي تساهم في خفض مستويات الكوليسترول السيئ وتقوية صحة القلب. أظهرت الدراسات أن تناول المكسرات يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
  •  الأسماك الدهنية مثل السلمون، الماكريل، والتونة، وذلك لغناها بأحماض أوميغا-3 الدهنية التي تعتبر ضرورية لصحة القلب والعقل. كما أنها تعمل على تقليل الالتهابات، وتحسين الذاكرة، وتقليل خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر.
  • زيت الزيتون باعتباره أحد أهم الزيوت الصحية غير المشبعة التي تحافظ على القلب والصحة العامة للجسم.
  • الحبوب الكاملة مثل الشوفان، الكينوا، والأرز البني، لاحتوائهم على الألياف التي تحسن صحة الجهاز الهضمي وتنظم مستويات السكر في الدم.
  • البقوليات مثل الفاصوليا، العدس، والحمص، الألياف، والفيتامينات. تساعد البقوليات في تعزيز صحة القلب، وتحسين مستوى السكر في الدم، وتقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
  • الثوم، لاحتوائه على مركبات مثل الأليسين التي لها خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، وتساعد في تحسين صحة الجهاز المناعي. بالإضافة إلى دوره الكبير الذي أظهرته الدراسات، ألا وهو خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب.
  • الطماطم، وذلك كونها غنية بالليكوبين أحد أهم مضادات الأكسدة القوية التي ثبت أنه تساعد في الوقاية من سرطان البروستاتا وأمراض القلب. كما أن الطماطم تحتوي على فيتامين C، الذي يعزز صحة الجلد ويقوي جهاز المناعة.
  •  الفواكه الحمضية مثل البرتقال، الليمون، والجريب فروت، وهي مصادر غنية بفيتامين C الذي يعزز جهاز المناعة ويحسن صحة الجلد. تحتوي هذه الفواكه أيضًا على مركبات تحارب الالتهابات وتساهم في تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية.
  • الزبادى لاحتوائه على البروبيوتيك، وهي بكتيريا نافعة تساعد في تحسين صحة الأمعاء وتعزيز جهاز المناعة. فضلًا عن غناه بالكالسيوم الذي يعزز صحة العظام.
معتز الشريف خبير تغذية
معتز الشريف خبير تغذية

خلاصة القول:

إن تعزيز طول العمر والصحة أصبح هدف جماعي لنا جميعًا، وبات الشغل الشاغل للعلماء والباحثين والمجتمعات حول العالم. وذلك بفضل الابتكارات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، وإجراء مزيد من الأبحاث الدراسات العلمية المتقدمة التي تحدد للجميع كيفية الحفاظ على صحة جيدة لأطول فترة ممكنة من خلال تثقيفهم ومدهم بكل المعلومات التي تساهم في تعزيز مكافحة الشيخوخة.