من بينها تخلخل العظام وأمراض الذاكرة.. إليكِ أضرار الدهون الحشوية على صحة المرأة وأساليب فعّالة للوقاية منها
ستظل الدراسات الحديثة المعّنية بصحة المرأة تؤكد على أن دهون منطقة البطن تحديدًا أكثر خطورة من الدهون التي قد تتراكم في مناطق أخرى من الجسم. إذ تتضمن نوعين من الدهون، وهما: الدهون الحشوية (Visceral fat) الخطيرة والتي تُدعى بدهون البطن، ودهون تحت الجلد (Subcutaneous fat) التي تُعدّ أقل خطورة.
الدهون الحشوية هي دهون تتراكم في منطقة البطن لتغلف الأعضاء الداخلية، مثل: "الكبد والبنكرياس والمعدة"، وهذا النوع من الدهون يعمل على إنتاج سموم ومواد قد تؤثر سلبًا على الجسم لترفع من فرص إصابة الرجال والنساء من دون استثناء بالعديد من المضاعفات الصحية؛ علمًا أن الرجال الأكثر عرضّة عمومًا لمضاعفات دهون البطن المحتملة مقارنةً بالنساء.
ولمزيد من المعلومات عن أضرار الدهون الحشوية على صحة المرأة، وكيفية تجنبها؛ تتبعّي السطور القادمة عبر موقع "هي" للاستفادة من توصيات استشاري السمنة والنحافة الدكتور هشام الوصيف من القاهرة.
أضرار دهون البطن على صحة المرأة مرتبطة بهذه المشاكل
وبحسب دكتور هشام، إن الدهون الحشوية يصعُب رؤيتها والشعور بها، كما أنه من الممكن أن تكون المرأة نحيلة، ولكن لديها دهون حشوية. الجدير الذكر، أن الدهون الحشوية يطلق عليهامسمى "الدهون النشطّة"، لأنها تؤثر بشكل كبير على الجسم، وطريقة عمل الهرمونات، ما قد يؤدي إلى إصابة المرأة بمشكلات صحية متنوعة، مثل: " مرض الكبد الدهني، ومُتلازمة المبيض المُتعدّد الكيسات، واضطرابات الأيض، والربو. وذلك بخلاف أنها تزّيد من خطر إصابة المرأة بالأمراض المزمنة المختلفة، وأبرزها:
أمراض جهاز الدوران
إذ تعمل الدهون الحشوية على إنتاجالحرائك الخلوِيّة (Cytokines)، وهي مواد كيميائية قد تحفز نشأة الالتهابات التي قد ترفع بدورها من فرص الإصابة بأمراض القلب، مثل: "مرض الشريان التاجيّ، والتصلب العصيدي". وذلك بخلاف الأحماض الدهنية التي قد تُحفز إنتاج الكولسترول الضار مقابل تحفيز انخفاض الكولسترول الجيد في الجسم، مما قد يرفع من فرص إصابة المرأة بالنوبة القلبية. ناهيكِ عن مواد أخرى قد تخّل بقدرة الدم على التخثر بطريقة طبيعية، وقد ترفع من فرص إصابتها بارتفاع ضغط الدم.
السكري من النوع الثاني
أظهرت بعض الدراسات العلمية أن تراكم كمية كبيرة نسبيًا من الدهون الحشوية لدى البالغات، قد يُقلل من درجة حساسية الجسم تجاه الأنسولين. وعندما تقّل قدرة الجسم على الاستجابة بطريقة صحيحة للأنسولين الذي من المفترض أن يسهم في خفض وتنظيم مستويات سكر الدم، قد ترتفع فرص نشأة السكري من النوع الثاني مع مرور الوقت.
تخلّخل العظام
إذ قد ترفع دهون البطن من فرص تدني كثافة الأنسجة العظمية، وتدني كثافة العظام هو أحد العوامل التي قد ترفع من فرص إصابة المرأة بتخلخل العظام.
السرطان
تبعًا لما عادت به إحدى الدراسات، لوحظ أن فرط دهون البطن قد يضاعف من فرص إصابة المرأة بسرطان القولون والمستقيم. وتبعًا لدراسة أخرى، لوحظ أن دهون البطن ترفع من فرص إصابتها بسرطان الثدي.
انقطاع النفس النومي
تعزى هذه العلاقة بين دهون البطن وبين انقطاع النفس النومي إلى أن الدهون المتراكمة عميقًا في تجويف البطن قدتخّل بقدرة الحجاب الحاجز على الحركة بحرية، وأيضًا قد تخّل بقدرة الرئتين على التمدّد بحرية أثناء عملية التنفس.
أمراض الذاكرة
إذ قد تكون النساء اللاتي يُعانين من تراكم دهون البطن خلال الأربعينات من عمرهم تحديدًا أكثر عرضّة من غيرهم للإصابة بالخرف لاحقًا في حياتهن.
طرق متنوعة لقياس الدهون الحشوية
وتابع دكتور هشام، لا يمكن قياس نسبة الدهون الحشوية في المنزل، ولكن يمكن تقديرها من خلال قياس محيط الخصر في المنزل، حيث أن حوالي 10% من إجمالي الدهون يتم تخزينه على شكل دهون حشوية، ويمكن قياس محيط الخصر من خلال الخطوات التالية:
- الوقوف باستقامة.
- قياس أصغر محيط في الخصر، وعادةً ما يكون فوق السرة بمقدار أصبعين.
- قياس أكبر محيط في الخصر، وهو محيط الورك.
- قسمة محيط الخصر على محيط الورك.
في حال كانت النتيجة 85 أو أكثر للنساء، و90 أو أكثر للرجال، فإن ذلك يدل على السمنة في منطقة البطن، ما يزيد من خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة. ولكن يجدر الذكر بأن الطريقة المذكورة لا تعد دقيقة، ويفضل إجراء طرق أخرى لفحص نسبة الدهون الحشوية في الجسم.ومن الطرق الأخرى المستخدمة لقياس نسبة الدهون الحشوية ما يلي:
شكل الجسم
إذا كان شكل الجسم مثل شكل التفاحة، أي أن منتصف الجسم سمين والأطراف أنحف، فإن ذلك يدل غالبًا ما يدل على تراكم الدهون الحشوية، أما إذا كان مثل شكل الكمثرى، فإنه يدل على دهون حشوية أقل. شكل جسم التفاحة أكثر شيوعًا بين الرجال، بينما شكل جسم الكمثرى أكثر شيوعًا بين النساء.
مؤشر كتلة الجسم
وهو قياس نسبة الوزن إلى الطول، وتدل قيمة 30 فما فوق على زيادة الوزن، وقد تكون دليلًا على الدهون الحشوية.
الصور التشخيصية
هي الطريقة الوحيدة التي تساعد على تحديد النسبة الدقيقة للدهون الحشوية في الجسم، ومن الأمثلة عليها صورة الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية. ولكن من سلبيات الصور التشخيصية أنها باهظة الثمن، كما أنها تستغرق وقتًا طويلًا.
جهاز فحص دهون البطن
يُمكن استخدام جهاز فحص الدهون الحشوية، والذي يعطي قيمة ما بين 1-59، وتدل القيم على ما يلي: إذا كانت القيمة ما بين 1-12، فإن ذلك يدل على أن قيمة الدهون الحشوية طبيعية، وضمن المستوى الصحي. وإذا كانت القيمة ما بين 13-59، فإن ذلك يدل على أن قيمة الدهون الحشوية مرتفعة، ويتطلب إجراء تغييرات في نمط الحياة المُتبع.
أساليب فعّالة للوقاية من أضرار دهون البطن
أشار دكتور هشام، إلى أن إحدى الدراسات أظهرت أن ارتفاع كتلةدهون البطن لدى أشخاص يُعد وزن جسمهم طبيعيًا قد يرفع من فرص وفاتهم من أمراض القلب أو من بعض المشكلات الصحية الأخرى، وذلك مقارنة بالأشخاص الذين يمتلكون مستوى طبيعي من دهون البطن أيًا كان وزن أجسامهم. ومن أجل خفض فرص ظهور أضرار دهون البطن على صحة النساء والفتيات من دون استثناء؛ لابد الأخذ بعين الاعتبار الأساليب الفعّالة المقدمة كأسلوب حياة، وذلك على النحو التالي:
- النوم لساعات كافية، بما لا يقل عن 7-8 ساعات يوميًا.
- استخدام مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم، وفيتامين D، بعد استشارة الطبيب.
- التقليل من التوتر، حيث أن هرمون الكورتيزول يزيد من الدهون الحشوية في الجسم؛ وهنا ينصح بممارسة تمارين الاسترخاء، مثل: "اليوغا، وتمارين التنفس".
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، غني بالفواكه، والخضروات، والبروتينات، والدهون الصحية، والكربوهيدرات المعقدة، والحد من السكريات، والدهون المتحولة وغير الصحية.
- ممارسة التمارين الرياضية، بما لا يقل عن 30 دقيقة يوميًا. وهنا ينصح بالدمج ما بين رياضة المقاومة، والتمارين الهوائية التي ترفع معدل ضربات القلب. تشمل التمارين الهوائية "ركوب الدراجات الهوائية، وممارسة رياضة الركض، والمشي، والسباحة"، ومن الأمثلة على تمارين المقاومة "تمارين الضغط".
وأخيرًا، قد تتساءل الكثيرات عن فعالية عملية شفط الدهون للتخلص من الدهون الحشوية، ولكنها لا تفيد إلا في التخلص من الدهون تحت الجلد.