"نداهة الفن" تنادي أبناء المشاهير .. البعض يقبل والبعض الآخر يرفض .. فماذا لو كان طفلك حقاً موهوباً
نجح كثير من أبناء المشاهير في تحقيق نجومية كبيرة في عالم الفن ومجال التمثيل، وأثبتوا للجميع ضخامة الموهبة التي يتمتعون بها، وحققوا نجوميتهم بعيداً عن نجومية آبائهم وأمهاتهم من المشاهير، وعلى رأسهم دنيا وإيمي سمير غانم، ومحمد إمام، وكريم محمود عبد العزيز، وغيرهم من أبناء المشاهير الذين نشاهدهم على الشاشة الصغيرة مثل ليلي وملك أحمد زاهر.
جميعهم لم يستطيعوا رد نداء "نداهة الفن" لهم ولبوا النداء على الفور، وخصوصاً مع موافقة آبائهم وأمهاتهم المشاهير على دخولهم مجال التمثيل كأحد مجالات الفن الراقية التي يشع بريقها في كل العالم، فقد تمنوا وحلموا وصار الحلم حقيقة، واليوم هم نجوم تتلألأ في سماء الفن، وتطل علينا على الشاشة الصغيرة وفي السينما، ولهم أعمال رائعة حققت لهم الشهرة، وجعلتهم أقرب لقلوب الجماهير.
وعلى النقيض من ذلك لم يسمح بعض المشاهير لأبنائهم الذكور وبناتهم على حد سواء دخول عالم الفن، ومنهن من منع الإناث وسمح للذكور بدخول الفن مثل الزعيم عادل إمام الذي أدلى بتصريح واضح عبر فيه عن رفضه دخول ابنته مجال التمثيل وعالم الفن لأنه رجلاً شرقياً ولا يقبل بأن يرى ابنته في مشهد غير لائق لأي سبب من الأسباب، ومنهم أيضاً، الفنان ماجد المصري الذي رفض دخول بناته عالم الفن وأصر على ذلك، وكثير من الفنانين الذين أخذوا قرارات صارمة بشأن عدم دخول ابنائهم وبناتهم عالم الفن مثل: المطربة أحلام، وصلاح عبدالله، وملحم زين، والفنان اللامع هاني سلامة، الذي رفض دخول بناته الفن باعتباره عملاً شاقاً على الفتيات ولا يحب أن يرى بناته يتحملون أعباء هذا العمل الشاق.
نداهة الفن وأبناء غير المشاهير
صحيح أنه يوجد أبناء مشاهير نجحوا في عالم الفن وأصبح لهم قاعدة عريضة من الجمهور على مستوى العالم، ولكن نداهة الفن لم تخص أبناء المشاهير وحدهم بالشهرة، إذ توجد كوكبة من النجوم لمعوا في الآونة الأخيرة ولم يكن لأبائهم أو مهاتهم علاقة بالفن من قريب أو بعيد، فماذا لو جاء الدور على طفلك أو طفلتك عزيزتي الأم وندهتهما "نداهن الفن" ، وكانت لديهما موهبة كبيرة جداً في التمثيل أو الغناء أو في عالم الفن بوجه عام، فماذا عن رأيك؟ وهل تقبلين بذلك؟
لأهمية هذا الموضوع التقت "هي" بمجموعة من الأمهات لمعرفة آرائهن، وكانت إجابتهن على سؤال" هل تقبلين بدخول طفلك عالم الفن إذا كان موهوباً" كالتالي:
هالة عاصم سرور "مديرة تطوير الأعمال بفندق"Kaisol Romance" سهل حشيش-الغردقة بمصر
بالتأكيد سأدعم ابني إذا كان موهوباً، وسأساعده على تنمية موهبته بالدراسة إلى جانب دراسته الأساسية، وسأوافق على دخوله هذا المجال بشرط أن يكون في مرحلة عمرية ملائمة، وليكن سن الالتحاق بالجامعة، لأنه سيكون قريباً من سن الرشد، وصاحب شخصية قوية، وسيكون على علم بالمبادئ والقيم التي لها أن تحفظه في أي مجال يعمل فيه، والتي لن يستطيع خرقها أو تعديها أبداً، كما أنه سيكون قادراً على التعامل مع الناس، ولديه خبرة أكبر في وضع آلية التعامل معهم على اختلاف أشكالهم وطباعهم، فضلاً عن قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ من تلقاء نفسه ودون الحاجة إلى أي توجيه مني أو من أبيه، وأيضاً لأنني لا أحب أن يقع على ابني أي ضغط من أي نوع بسبب الالتحاق بمجال التمثيل في مرحلة عمرية مبكرة من الطفولة واكتساب الشهرة، ولكي لا يتأثر سلباً بأي مستويات أخلاقية تختلف عن البيئة التي تربى فيها.
جيجي شفيق "ميك أب أرتست" بدبي
الفن عالم راقي وجميل، ومن غير المنطقي أن أمنع ابني من ممارسة هواية يحبها ويريد العمل بها، لأنني كأم يجب أن أفهم تطلعات ابني واقدر موهبته، وأشجعه على تنميتها، ولكن يجب أن يتم ذلك بضوابط معينة، أهمها أن يستكمل دراسته الأساسية، وأن يحصل على شهادة جامعية بتخصص معين يساعده في تأمين وظيفة أو عمل جيد له في المستقبل، لأن العمل في مجال الفن لا يمكن الاتكال عليه، وخصوصاً وسط كل التحديات التي يواجههها الفنانين والفنانات اليوم، والصراعات التي يدخلون فيها، لذا سأحاول أن أساعده في تنمية موهبته ولكن ليس على حساب مستقبله العلمي والعملي.
جمانة الصباغ "صحافية" بدبي
ليس لدي مشكلة على الإطلاق في أن أدعم ابنتي إذا كانت موهوبة، فقد كنت أحب التمثيل وكانت لدي موهبة كبيرة، ولم يوافق أهلى على دخولي هذه المجال، وأنا كأم لدي مخاوف عديدة تنتابُني حيال ذلك الأمر، وخصوصاً مع التغيير الكبير الذي طرأ على المجال، والفساد الأخلاقي المتفشي فيه، وعلى الجمهور الذي لا يتردد أبداً في الهجوم على المشاهير بمجرد ترويج الشائعات عبر وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، وسلوكيات رواد مواقع التواصل الاجتماعي السيئة، ولذلك أفضل أن أكون معها أدعمها وأساعدها على اتخاذ القرارات السليمة التي تُعلي من شأنها كفنانة، ولأكون بجانبها لوقايتها من كل ما يثير قلقي ومخاوفي، غير ذلك لا أفضل أن أشجعها على دخول هذا المجال، ولن أسمح لها بذلك.
منة محمود "محاسبة" بدبي
أحب أن أدعم مواهب ابني، ولكن هذا المجال أصبح غير آمناً من جميع النواحي سواء من ناحية الضغوط التي يتعرض لها الأطفال، أو من ناحية الشهرة المبكرة التي ستمثل عبئاً كبيراً عليهم، والبيئة الأخلاقية التي يغلب عليها الفساد، والتي ربما ساهمت في التأثير سلباً على شخصيتهم، خصوصاً وأنهم لا زالوا صغاراً لم تتكون شخصيتهم بعد، ومن السهل تأثرهم بالبيئة المحيطة بهم أثناء العمل، لذا أرفض أن أضع طفلي بنفسي تحت طائلة هذا العالم بكل ما فيه من سلبيات أخشى أن تعكر مستقبل ابني بشكل أو بآخر.
آيات محمد "أخصائية نفسية" دبي
اكتشاف مواهب الطفل مسؤولية الأم، وتقع عليها مسؤولية كبيرة، وهي تدعيمها وتنميتها، ومساعدة طفلها على ممارسة الأشياء التي يحبها، لأن ذلك سيعود عليه بنفع كبير، ولذلك أرى أنه من الانصاف للطفل، وباسم المسؤولية عدم الحجر على موهبة الطفل، فاذا كان طفلي حقاً موهوباً في التمثيل سأدعمه وسأساعده على الالتحاق بالمجال الذي يحب، ولكن عندما يكون مؤهلاً لذلك، وبمساعدتي ومساعدة أبيه أيضاً ليكون بمأمن من كل المخاوف التي قد تتربص بنا كأب وأم نفكر في أشياء عديدة نخشى عليه منها.
وأخيراً، وبين مؤيد ومعارض كانت هذه هي أهم إجابات "الأم العصرية" عن ما إذا كانت تقبل بدخول طفلها الموهوب في عالم الفن أم لا، ويُسعدنا أن تشاركينا أنتِ أيضاً عزيزتي الأم الرأي في هذا الموضوع.