التوازن بين الداخل والخارج
قد تكون هذه المرة من المرات القليلة التي لا أود أن أتحدث فيها بإسهاب عن المصاعب التي واجهتها في مشواري مهنيا واجتماعيا، وقد يكون السبب هو سعيي لنسيانها. وددت أن أشير إلى ذلك في هذه المقالة الخاصة لمجلتكم الراقية، وأنا أفضل عن أهم الداعمين لمسيرتي، والمحطات الرئيسة في حياتي على المستوى الشخصي والمهني: تعبت كثيرا، وعانيت الأمرّين في السنوات العشر الأخيرة. وأعتقد أن أي فنان ناجح سيقول الأمر نفسه. لم تكن المسيرة سهلة أبدا، وأكبر الداعمين لي طبعا أسرتي، وابني "تركي" الذي يقدّر عملي وتعبي، ووالدتي التي صارت من أشد الداعمين لي على الرغم من معارضتها في البداية.
بين المحطات الرئيسة في حياتي المهنية، أدائي مع "أندريا بوتشيلي" في 2016، والألبومات الأربعة التي حققت أرقاما قياسية ونجاحا واسعا، والغناء مع "أليشا كيز" في 2021 في دبي، والمشاركة في حفل ختام كأس العالم في قطر مع نخبة من الفنانين العالميين.
وفي حياتي الشخصية، تعلّمت الكثير من زواجي وانفصالي، وحملي وولادتي لطفلي "تركي"، وحصولي على البكالوريوس والماجستير. كلها جزء من معترك الحياة.
وأحاول جاهدة أن أتعامل بحذر مع مواقع التواصل والمعجبين، وأن أتفادى تأثّيرها السلبي، لأن هذه المواقع سلاح ذو حدّين، وكلنا نعلم ذلك.. شخصيا، آخذ منها الجيّد والطيّب، وأترك الخبيث، بل أتجاهله تماما. هناك إشاعات مغرضة وكلام لا أساس له من الصحة، ويقال فقط لاستقطاب المشاهدات وقلب الرأي العام ضدّي. ما أفعله وأحبه هو أن أُميت الباطل بالسكوت عنه، وأتجنب تماما التحدث عن موضوعات غير صحيحة.
ومن أجمل الجوانب الإيجابية لعالم التواصل الاجتماعي، ملامسة حب الناس لي حين أبث فيديوهات مباشرة أو أشارك منشورا معيّنا. لديّ معجبون ومتفاعلون ومتابعون أعطيهم عينيّ.
التألق والتعامل مع الناس يحتاج إلى التوازن، وصحة نفسية وهدوء وراحة. أنام جيدا لعشر ساعات في اليوم من أجل صوتي وبشرتي، وأشرب الماء بشكل متواصل. أحافظ أيضا على الهدوء في بيتي، وأمارس اليوغا. وهي كلها أمور كفيلة بأن أحافظ من خلالها على توازن كبير بين الداخل والخارج، الأمر الذي يعود وينعكس على مظهري وتألقي ونفسيتي في التعامل مع الغير.