على مفترق طرق.. تحديات كثيرة ومنعطفات خطرة
تعلمت من التجارب والمواقف والصعاب الكثيرة التي واجهتني خلال رحلتي في الحياة، تقبّل المخاطر وتحدي الهزائم، والسعي بقوة وتفانٍ لتحقيق النجاح، لكن قبل كل ذلك علمتني أن عليّ أن أتعلم أكثر، وأطوّر نفسي أكثر، وخاصة أنني أعمل في مهنة تواجه باستمرار تحديات كثيرة ومنافسة شرسة، وغير عادلة، وغير نظيفة أحيانا، وتحتاج إلى الابتكار المستمر، وفي الوقت نفسه هي مهنة مرنة تتيح لي النمو بوعي وإبداع.
ولا أكتمكم أنني وقفت أمام خيارات شتّى في رحلة الحياة، وواجهت تحديات كثيرة، ومنعطفات خطرة أحيانا، ووقفت على مفترق طرق لأغادرها إلى مكان آخر، لكنني رفضت الكثير من الفرص التي عرضت عليّ بسبب حبي وولائي لمهنة المتاعب، ولهذه المجموعة التي أعتز بالعمل فيها على مدى أكثر من ثلاثين عاما.
كلنا نقف دائما أمام خيارات شتّى في رحلة الحياة التي تتخلّلها المنعطفات والمفترقات الصغيرة مثل اختيار ما نرتديه لحدث مهم، ومنها الجوهري والمصيري الذي يحدّد طريقة عملنا ومسار حياتنا بين ما يصوغ لحظة عابرة، وما يرسُم مسار الوجود بأكمله.
وهنا أجد أن علينا نحن النساء أن نشجّع بعضنا على كتم الضجيج الخارجي، وتجاوز ما يجبروننا عليه أحيانا، وأن نستمع إلى ما تمليه علينا قلوبنا.
علينا أن نهتدي بحدسنا، ولتكن أحلامنا ورغباتنا الشخصية منارة دربنا، سواء سعينا إلى ارتقاء السلم الوظيفي، أو إلى إطلاق مشروعنا الخاص، أو التفرغ للبيت والأسرة. وعلينا الاحتفاء بقرارنا كرمز لفرديتنا باعتبار أن لنا كياننا الخاص.
وأنا أدعوكن إلى تصفح عددنا الذي يحتفي بالتمكين، وفيه شخصيات رائعة ستكون مصدر إلهام لكل الفتيات اللواتي يسعين لتحقيق أحلامهن وأهدافهن. أؤكد لكن أنني تعلمت ولمست خلال رحلة حياتي أن ما تنجح فيه امرأة قد لا تنجح فيه أخرى، وأن التحدي الحقيقي والتمكين الحقيقي يأتي من احترام تنوّع التجارب والخيارات التي تحدّد هويّتنا.
يجدر بنا أن نُدرك أخيرا أنّ هنالك رابطا خاصّا يجمع بين تجاربنا نحن النساء على اختلافنا في سعينا هذا نحو التمكين، ويمكننا بناء شبكة قوية من التضامن والقوة من خلال دعم بعضنا البعض، والارتقاء سوية وتحقيق ما نحلم به.
تعالوا ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي الذي هو يومنا على مدى كل السنين، أن نضم صوتنا إلى من لا صوت لها، ونمد أيدينا إلى من لا يد ممدودة لها، تعالوا نتكاتف لنجعل عالمنا أفضل لنا جميعا.
تعالوا نعمل ونجتهد لأن النفوس القوية هي التي تعمل وتجد، أما الضعيفة، فتشتهي وتتمنى.
